قلل عدد من خبراء النقل البحرى، من اتجاه بعض الخطوط الملاحية، وعلى رأسها «ميرسك»، لتدعيم خدمات النقل البرى فى نقل الحاويات بين أوروبا وآسيا، على قناة السويس.
يأتى ذلك على خلفية ما أعلنته مجموعة ميرسك “أكبر الخطوط الملاحية العالمية” عن زيادة خدمتها المعروفة بـ AE19، وذلك استجابة لطلب عملائها على تلك الخدمة فى نقل الحاويات بين آسيا / أوروبا.
وقال اللواء محفوظ طه، الخبير البحرى ونائب رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس سابقا، إن الخدمة التى تقوم بها ميرسك لنقل الحاويات بريا بين آسيا وأوروبا لا يمكنها منافسة هيئة قناة السويس.
وأوضح أن الخط العالمى ميرسك يقوم بعمل تلك الخدمة لنقل الحاويات التى يتزايد عليها الطلب وقتيا وتحتاج سرعة فى توصيلها، كبضائع الأدوية على سبيل المثال، أما النقل البرى فلا يمكن أن يكون عوضا أو منافسا للنقل البحرى، خاصة من حيث السعر «النولون».
وأضاف الخبير البحرى، أن قوة التقاطر الخاصة بالسكة الحديد لا يمكنها نقل أكثر من 200 حاوية، بينما تقوم نفس الشركة بامتلاك سفن تزيد حمولتها عن 22 ألف حاوية.
وأكدت الشركة أنها ستقوم بتسريع القطارات التى تغادر شمال أوروبا متجهة إلى الشرق الأقصى الروسى، عبر موانئ سان بطرسبرغ وفوستوشنى، من أسبوعين إلى أسبوع، كما سيتم تحديد موعد القطارات المتجهة غربًا أربع مرات فى الأسبوع، بزيادة من ثلاث مرات فى الأسبوع، لتكون قادرة على حمل كميات متزايدة من الشاحنين فى آسيا، كما سيتم الدفع بسفن إضافية لتوسيع عمل تلك الخدمة خاصة بين “Pusan وVostochniy”.
وقال طه إن مجموعة ميرسك قامت بالاستثمار فى العديد من الموانئ، ولا تتركز تلك الاستثمارات فى موانئ ومحطات حاويات فقط، بل لها مراكز لوجستية، لابد من مرور سفنها وبحمولتها المختلفة على تلك المراكز اللوجستية على مستوى العالم، مؤكدا: «يستحيل أن تنافس خدمة السكة الحديد الممر الملاحى لقناة السويس».
وأكدت شركة ميرسك أن قطار الترانزيت يعبر أراضى روسيا فى غضون 12 يومًا من بحر البلطيق وصولًا إلى ساحل المحيط الهادئ الروسى، مما يؤدى إلى وقت عبور إجمالى بين أوروبا وآسيا يتراوح بين 25 و30 يومًا.
كما تمكن هذا العبور الروسى من الالتزام بجدوله الزمنى وأوقات التسليم والتخليص السريع للعبور فى الموانئ رغم تأثير COVID-19 وغلق سفينة إيفر فيجن لقناة السويس، وهو ما يبنى أرضية صلبة لمزيد من التوسع فى النقل العابر للقارات عبر روسيا فى المستقبل.
وأوضحت الشركة أن تلك الخدمة أصبحت كحل بديل وقابل للتطبيق وموثوق به لجميع أنواع البضائع، بما فى ذلك المواد المبردة والخطرة، المنقولة بين الاتحاد الأوروبى وآسيا.
يذكر أنه قد تم إطلاق خدمات AE19 منذ عامين، ومنذ ذلك الحين زادت تردداتها بشكل مطرد، كما تعد الخدمة تلبية للنمو الكبير فى شحنات الترانزيت بين أوروبا وآسيا عبر روسيا، وتعمل على تواصل RZD مع Maersk بهدف تحسين السرعة والسعة والاستدامة لخدمة البضائع بين آسيا وأوروبا.
بدوره أشار أسامة عدلى، المدير التجارى بشركة وكالة الخليج، إلى أن النقل البحرى لا يمكن منافسته عبر السكة الحديد، فى الوقت الذى زادت فيه أحجام السفن خلال الفترة الأخيرة لتصل إلى قرابة 24 ألف حاوية لبعض السفن، وهو ما يعجز أى من القطارات عن نقلها.
ولفت إلى أن السوق الملاحية تشهد حاليا عجزا فى حجم الفراغات الخاصة بالحاويات على السفن، نتيجة زيادة حجم الطلب على التجارة العالمية من قبل أوروبا على المنتجات الأسيوية خاصة الصينية، وهو ما أدى إلى وجود بدائل تتجه إليها الخطوط الملاحية لاستكمال أعمالها ونقل البضائع المطلوب سرعة نقلها فى أوقات منخفضة نسبيا عن النقل البحرى.
وقلل من تأثير تلك البدائل على المجرى الملاحى لقناة السويس وتنافسيته فى التجارة العالمية، إلا أنه يمكن أن يكون عاملا مساعدا فى ظل الظروف الطارئة، كما حدث فى وقت انسداد قناة السويس من خلال السفينة إيفر فيجن.