تعتزم شركة فيسكر الأمريكية المبتدئة فى إنتاج المركبات الكهربائية التى تتخذ من مدينة لوس أنجلوس مقرا لها البدء فى إنتاج السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة بأسعار رخيصة تقل عن 30 ألف دولار للوحدة اعتبارا من نهاية عام 2023 بالتعاون مع عملاق التصنيع فوكسكون التايوانية للمكونات التكنولوجية المختلفة ومنها الخوادم ومكونات الجيل الخامس G5 والشاشات السمارت.
ووقعت مؤخرا «فيسكر» بقيادة مصمم المركبات هينريك فيسكر اتفاقية التعاون مع «فوكسكون» فى مصنعها بمدينة ماونت بليزانت بولاية ويسكونسون التى تتخذ منها مقر لها لإنتاج سيارات كهربائية صغيرة الحجم تسع الواحدة خمسة ركاب فقط.
وأكد «فيسكر» أن السيارات الرخيصة الجديدة سيتم تجميعها فى مصانع داخل الولايات المتحدة وخارجها لإنتاج حوالى أكثر من 250 ألف وحدة فى نسختين إحداهما بأقل من 30 ألف دولار والأخرى أكبر نوعا وبسعر يزيد قليلا عن هذا الحد.
وذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن تعاون شركتى فيسكر وفوكسكون جاء من خلال استثمار مشترك بينهما فى مشروع «PEAR» الضخم الذى يعنى ثورة السيارات الكهربائية ذاتية الحركة التى يبدأ سعر الواحدة منها بأسعار مخفضة لضمان تسويقها لأكبر عدد ممكن من المستهلكين الأمريكيين.
سيارات كهربائية رخيصة لمنافسة الفاخرة
وقال هينريك فيسكر إنه يخطط لإنتاج سيارات كهربائية رخيصة لمنافسة المركبات الفاخرة التى تطرحها شركة تيسلا للمركبات الفاخرة بالتعاون مع شركة فوكسكون التايوانية العملاقة التى تنتج مكونات إلكترونية وتكنولوجية متقدمة للعديد من الشركات الأمريكية والكندية والصينية واليابانية والفنلندية.
ويرى أن السيارة الكهربائية ذاتية الحركة باتت أشبه بجهاز الكمبيوتر ومن هنا جاء تعاونه مع شركة فوكسكون المتخصصة فى توريد سلسلة مكونات تكنولوجيا الأجهزة الإلكترونية الذكية للحصول منها على أحدث تكنولوجيا بأفضل الأسعار.
مشروع «PEAR» الثانى بعد «SPAC»
ويعد مشروع «PEAR» هو الثانى لشركة فيسكر التى ستبدأ فى إنتاج سيارة «أوشين» التى يبدأ سعرها بحوالى 38 ألف دولار اعتبارا من العام المقبل من خلال مشروعها الأول «SPAC» بالتعاون مع شركة «ماجنا» لهندسة السيارات والمكونات الصناعية.
وتنفذ «فيسكر» إستراتيجية تعتمد على تجميع السيارات وإنتاجها بالتعاقد مع شركات صناعية وتكنولوجية متخصصة بدلا من إنفاق مليارات الدولارات على الإنتاج فى مصانعها كما تفعل شركة تيسلا أو الشركات المبتدئة الجديدة ومنها لوسيد موتورز وريفان.
إعفاءات ضريبية
وأشار يونج واى ليو رئيس مجموعة فوكسكون للتكنولوجيا إلى أنه لم يتم تشغيل مصنع فوكسكون فى مدينة ماونت بليزانت منذ عام 2017 لأنه كان يعتقد أنه مؤهل للحصول على إعفاءات ضريبية عندما ينتج شاشات فلات ويشغل حوالى 13 ألف أمريكى ورغم أن سلطات ويسكونسن رفضت فى ذلك الوقت لكنه استطاع هذا العام عقد اتفاقية جديدة مع السلطات الأمريكية للحصول على إعفاءات ضريبة عندما يتعاون مع شركات سيارات كهربائية.
وأعرب يونج واى ليو عن سعادته بالتعاون مع «فيسكر» بعد تأسيس مكتب مشترك لإدارة برنامج إنتاج السيارات الكهربائية وتنسيق عمليات التصميم والهندسة وشراء الخامات والتصنيع والتجميع مشيرا إلى أنه يشعر بالإثارة والتشويق لأنه استطاع أخيرا العمل فى الولايات المتحدة وتوفير مكونات أشباه الموصلات مع شركات مبتدئة فى إنتاج السيارات الكهربائية وهى المكونات التى تعانى منها العديد من الشركات العالمية بسبب النقص الشديد فى توريدها.
انتعاش السيارات الكهربائية فى العالم
وتشهد صناعة السيارات الكهربائية انتعاشا واضحا فى الفترة الأخيرة كما جاء فى تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية التى أكدت فيه أن مبيعات السيارات الكهربائية تسارعت عالميا فى الربع الأول من العام ولكن بتعين على الحكومات أن توفر محطات الشحن وأن تصدر قرارات تحظر السيارات التى تعمل بالوقود الأحفورى مثل البنزين والسولار.
ويرى تيمور جول رئيس قسم سياسات تكنولوجيا الطاقة بالوكالة خلال عرض للتوقعات العالمية للسيارات الكهربائية أنه ليس هناك أى مؤشر على تباطؤ فى أسواق السيارات الكهربائية العالمية خصوصا أن وباء فيروس كورونا الذى أدى إلى تراجع مبيعات السيارات التقليدية بحوالى %16 خلال العام الماضى، مشيرا إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية قفزت بأكثر من 41% لتتجاوز 3 ملايين وحدة.
مبيعات الكهربائية العالمية %140 فى الربع الأول
وصعدت أيضا مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بما يقرب من %140 فى الربع الأول من العام الجارى لتصل إلى أكثر من 1.1 مليون سيارة بفضل النمو القوى فى أسواق الصين وأوروبا والولايات المتحدة مع اتجاه الحكومات هناك لتشديد معايير الانبعاثات الكربونية ومنح دعم مادى للسيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة.
وبلغ إنفاق المستهلكين على مستوى العالم ما يزيد عن 120 مليار دولار على السيارات الكهربائية خلال عام الوباء بينما أنفقت الحكومات نحو 13 مليارا على الدعم أو ما يعادل %10 تقريبا من الإنفاق الإجمالى انخفاضا من %20 فى عام 2015.
وتوقع جاكوبو تاتينى محلل الطاقة لدى وكالة الطاقة أن يقل الدعم أيضا مع انخفاض أسعار البطاريات وتكافؤ تكاليف السيارات الكهربائية مع السيارات العاملة بالوقود الأحفورى ولكن هذا سيحدث على الأرجح بحلول عام 2030.
وطالب الحكومات بمواصلة الإنفاق على البنية التحتية الضرورية لشحن بطاريات السيارات الكهربائية وتشديد معايير الاقتصاد فى استهلاك الوقود وتفعيل الإجراءات القائمة لزيادة مبيعات السيارات التى لا تنبعث منها العوادم الكربونية مع الوقف التدريجى لاستخدام سيارات الوقود الأحفورى.
إنتاج السيارات الكهربائية أرخص من التقليدية
كانت دراسة جديدة كشفت أن إنتاج السيارات والشاحنات الكهربائية سيكون أرخص من السيارات التقليدية التى تعمل بالوقود الأحفورى بحلول عام 2027، وقد تضعها لوائح الانبعاثات الأكثر صرامة فى مركز الصدارة للسيطرة على جميع مبيعات السيارات الجديدة بحلول منتصف العقد المقبل.
ومن المتوقع أن يكون إنتاج السيارات الفارهة مثل السيدان الكهربائية وسيارات الدفع الرباعى الفاخرة رخيصة مثل سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2026 مع انخفاض تكلفة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية ومع خطوط الإنتاج المخصصة فى مصانع السيارات مما يجعل شرائها أرخص، خلال السنوات الست المقبلة من السيارات التقليدية حتى بدون أى دعم حكومى.