تباينت رؤية محللى سوق المال لأداء البورصة المصرية خلال الأسبوع الحالي، بين الحركة الإيجابية الصعودية، وبين أداء محايد بسبب المخاوف من تأثير العدوان الإسرائيلى على غزة على الأسواق العربية، والسوق المحلية بالتبعية بعد إنتهاء إجازة عيد الفطر.
وسرد بعض المحللين عددا من العوامل من شأنها دفع البورصة للصعود أبرزها الحركة الإيجابية لأسهم الحديد، والألومونيوم فى ظل الارتفاع الكبير لأسعار المعادن عالميا، واتجاه سهم البنك التجارى الدولى نحو الصعود، وتحسن السيولة بالسوق.
ويرى آخرون أن السوق قد تشهد تحركات محدودة لتظل على ثبات عند مستويات إغلاق التداولات السابقة بضغط مخاوف من تأثير ضعيف للأحداث الواقعة فى غزة نتيجة العدوان الإسرائيلى عليها منذ الإثنين الماضى.
وأنهت البورصة المصرية تداولات الأسبوع السابق لعيد الفطرعلى صعود جماعى للمؤشرات، ومكاسب رأسمالية، بدعم مشتريات عربية.
وصعد المؤشر الرئيسى للسوق بنسبة %1.7 إلى 10768 نقطة، ومؤشر الأفراد السبعينى بنسبة %1.5 ليسجل 2161 نقطة، والمؤشر المئوى الأوسع نطاقا بنسبة %1.5 عند 6096 نقطة.
وحققت البورصة مكاسب رأسمالية أسبوعية قيمتها 13.3 مليار جنيه، وأغلق رأس المال السوقى عند 672.2 مليار جنيه، مقابل 658.9 مليار فى التداولات السابقة.
واتجه المستثمرون العرب للشراء بصافى 117.1 مليون جنيه، بنسبة %6.5 من التداولات، بينما كان نصيب الأجانب %11.9 بصافى بيع 203.5 مليون، والمحليون %81.6 من التعاملات، التى اقتنصت السندات %75.16 منها، والأسهم %24.84.
وقال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية، إنه يستبعد تأثر البورصة المصرية بالمواجهات الدائرة فى غزة، بينما توقع صعودا الأسبوع الحالى بدعم حزمة من الأنباء الإيجابية لأسهم المؤشر الثلاثيني، أبرزها بدء الاكتتاب على الأسهم غير المغطاة فى زيادة رأس مال شركة فورى للمدفوعات الإلكترونية، وارتفاع أسعار المعادن عالميا (الحديد – الألومونيوم- النحاس)، وتأثير ذلك على الأسهم المحلية مثل حديد عز، والسويدى إليكتريك، بجانب تماسك سهم البنك التجارى الدولى وتحوله للاتجاه الصعودي.
كان سهم البنك التجارى الدولى أنهى التداولات السابقة بصعود %1.04 عند60 جنيها، كما صعد سهم حديد عز %2.1 إلى 10.8 جنيه، ومصر للألومونيوم %24.6 مسجلا 16.6 جنيه.
وأكدت دعاء زيدان، نائب رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة تايكون لتداول الأوراق المالية، أن البورصة المصرية لن تتأثر بأى شكل بالأحداث الدائرة فى غزة، مرجحة اتجاهها صعوديا الأسبوع الحالى واتجاه التداولات لمستويات 1.5 مليار جنيه.
وأشارت إلى أن تجاوز المؤشر الثلاثينى مستوى 10700 نقطة قبل إجازة العيد، يؤهله للوصول إلى 10935 نقطة هذا الأسبوع، خاصة مع إعادة ترتيب المستثمرين الأجانب محافظهم فى ظل المراجعة الأخيرة لمؤشر مورجان ستانلي، والتى خلقت حركة إيجابية على قطاع المدفوعات الإلكترونية وبشكل خاص سهم فوري.
وترى أنه من المتوقع أن تصل التداولات إلى 1.5 مليار جنيه، مع انتهاء فترة الإجازات، وعودة التداولات لطبيعتها، وبدء تحركات الأجانب، ومشتريات العرب.
وتوقعت حركة إيجابية لأسهم الصناعة، بدعم ارتفاع أسعار الألومونيوم والحديد عالميا، وهو ما انعكس على أسهم حديد عز، ومصر للألومونيوم، وحركة جيدة لأسهم البنوك.
وأشارت إلى أن المؤشر السبعينى يشهد أيضا حركة إيجابية تؤهله للوصول لمستوى 2200 نقطة.
فى المقابل، ترى منى مصطفى، مدير تداول بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية أن جلسات الأسبوع الحالى تمثل مرحلة اختبار تحدد اتجاه السوق خلال الفترة المقبلة، مع وجود بعض المخاوف لدى المستثمرين من ضخ استثمارات جديدة بالسوق بسبب الأوضاع فى غزة.
وقالت إن الأسبوع الحالى سيشهد تحركات من مديرى الاستثمار بإعادة ترتيب مراكز محافظهم فى ظل المراجعة الأخيرة لمؤشر مورجان ستانلي، وتراجع لحركة المستثمرين الأفراد، مع مراقبة حركة الأسهم، وحركة التداولات التى ستحدد المسار خلال الفترة المقبلة.
ولفتت إلى أن هذه العوامل مجتمعة ستوضح إمكانية احتفاظ السوق بمستوى المقاومة 10800 الذى أغلقت عنده بالتداولات السابقة، أو فشلها فى ذلك والذى يعد إشارة سلبية.
من جانبه، قال محمد كمال، الرئيس التنفيذى لشركة رواد لتداول الأوراق المالية، إنه فى حال تأثر الأسواق العربية بالأحداث الدائرة فى غزة سيمتد ذلك إلى السوق المحلية بالتبعية.
ويرى أن تداولات اليوم تعد اختبارا لتحركات السوق خلال باقى جلسات الأسبوع، متوقعا الاستقرار قرب منطقة 10800 مرجحا حركة إيجابية انتقائية لأسهم قطاع التشييد والبناء.
وأوصى المستثمرين بتجنب الشراء الهامشي، والاحتفاظ بنسبة %60 من المحفظة سيولة نقدية، و%40 أسهم.