كشف محمد سعيد، المدير العام لفندق «ياسمين بالاس» أحد فنادق مجموعة «حويدة للمنشآت الفندقية» بالغردقة أن حجم الاستثمارات الكلية بلغ نحو 100 مليون جنيه، مقسمة على 3 مراحل تستهدف طاقة فندقية تصل إلى 1200 غرفة بواقع 400 غرفة لكل مرحلة.
وقال سعيد إنه تم بالفعل افتتاح المرحلة الأولى بطاقة 400 غرفة فى بداية العام الماضى، وسيتم الانتهاء من المرحلة الثانية خلال صيف 2015، رافضًا الحديث عن توقيت الانتهاء من المرحلة الثالثة خلال الوقت الراهن.
وكشف أن مجموعة «حويدة» للمنشآت الفندقية التى تمتلك الفندق تدرس حاليًا إنشاء فندق جديد بمدينة شرم الشيخ.
وأكد سعيد تحسن الأوضاع السياحية بنسبة كبيرة عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة البلاد، وذلك عبر تحقق حالة من الاستقرار واستتباب الأمن، لافتًا إلى أن هذا الاستقرار ساهم فى رفع نسبة الإشغالات الفندقية بشكل كبير خلال الشهور القليلة الماضية.
وقال إن نسبة الإشغالات فى فندقه «ياسمين بالاس» بلغت نحو %90، وهى تقريبًا نسب الإشغال نفسها لغالبية الفنادق فى الغردقة والبحر الأحمر.
وأشار إلى أن السياحة لن تعود إلى سابق عهدها فى 2010، إلا إذا تحقق الاستقرار السياسى والزمنى الكامل، مطالبًا بضرورة استكمال خارطة الطريق والإسراع فى عقد الانتخابات التشريعية بأسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن الفنادق تلتزم بتعليمات وزارتى الداخلية والدفاع بشأن الحفاظ على الأمن وحماية السياح العرب والأجانب.
وفيما يتعلق بانقطاع التيار الكهربائى، قال سعيد إن «ياسمين بالاس» واجه الأزمة عبر استخدام المولدات الكهربائية، رافضًا اتجاه وزارة الكهرباء إلى قطع التيار الكهربائى عن الفنادق والمنشآت السياحية بسبب تأخر سداد الفواتير أو بسبب زيادة الضغط على الشبكة القومية للكهرباء، لأن ذلك يعكس صورة سيئة عن الواقع السياحى فى مصر.
وأوضح سعيد أن الفنادق تجذب سائحين أجانب من مختلف الجنسيات ولا يصح أن تظهر مصر بهذه الصورة قائلاً: «الفنادق ليست منازل كى تعامل المعاملة نفسها».
وأشار إلى أن فاتورة الكهرباء وصلت إلى نحو 250 ألف جنيه شهريًا بعد أن كانت تصل إلى 150 ألف جنيه فقط قبل الزيادة الأخيرة فى أسعار الكهرباء لتسجل ارتفاعًا بنحو %66.
وطالب بضرورة أن تسمح الجهات الحكومية بتقسيط فواتير الكهرباء والمياه مراعاة للظروف الصعبة التى يمر بها القطاع السياحى منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن.
وكشف مدير فندق «ياسمين بالاس» أنه من المخطط أن تعمل المرحلة الثانية للفندق بالطاقة الشمسية بشكل كامل فى الإضاءة والتدفئة والغلايات والسخانات الشمسية، مؤكدًا أن الفندق يدرس عروضًا من القطاع الخاص حاليًا للتحول للعمل بالطاقة الشمسية إلا أن معظم العروض باهظة التكلفة، ولم تستقر الإدارة على عرض معين حتى الآن.
وأوضح سعيد أن غالبية الإقبال فى التوقيت الشتوى يكون من جانب الوفود السياحية الروسية والألمانية، لافتًا إلى وجود فنادق عديدة تفرق فى المعاملة بين الزائر المصرى والسائح الأجنبى، والبعض منها يرفع تكلفة الرحلة والإقامة على المصريين، مؤكدًا أن «ياسمين بالاس»، لا تفرق فى المعاملة أو فى تكلفة الإقامة بين الزائرين المصريين والسياح الأجانب.
ورفض محمد سعيد فكرة تخفيض أسعار الإقامة بالفنادق لجذب عدد أكبر من السياح، مؤكدًا أن هذا النهج يقضى على السياحة المصرية من الأساس ولن يساهم فى إعادتها إلى سابق عهدها، مؤكدًا أن الأسعار التى تنخفض يصعب زيادتها.
وشدد على أن أبرز مشكلة تواجه قطاع السياحة حاليًا استمرار تعامل الجهات الحكومية مع الفنادق، كما كانت تتعامل معها قبل ثورة 25 يناير، فهى لا تنتظر حتى يتم سداد فواتير الكهرباء والمياه وتقوم على الفور بقطع الخدمات، كما أنها ترفض تقسيط الفواتير، رغم أن هذه الجهات تعلم جيدًا ما يمر به القطاع السياحى من ظروف صعبة بسبب ثورة 25 يناير، وما تلتها من أحداث.
وأشار إلى أن العاملين بالقطاع السياحى لم يقوموا بتظاهرة واحدة أو اعتصام ولم يقطعوا الطرق وصبروا على الاجازات بدون راتب وتخفيض الرواتب إلى النصف، مؤكدًا ضرورة تغيير الحكومة لطريقة تعاملها مع القطاع السياحى.
وشدد سعيد على ضرورة تسهيل الشروط والضمانات البنكية التى تطلبها البنوك من المستثمرين عند إجراء أى توسعات أو تأسيس مشروعات جديدة بالفنادق والمشروعات السياحية.
وقال إن القوائم السلبية التى يُعدها البنك المركزى كارثة على المستثمرين السياحيين، مؤكدًا أن الضوابط والاشتراطات التى تتبعها البنوك مع المستثمرين كفيلة بأن تجعل رجل الأعمال الناجح متعثرًا.
وشدد على أن الوضع الراهن يحتاج إلى تغيير جذرى فى السياسة المصرفية التى تتبعها البنوك المصرية تجاه المستثمرين فى القطاع السياحى.
وقال سعيد إنه يخطط لعمل برامج سياحية لفنادق الغردقة، تشمل تذاكر الطيران والإقامة فترة 4 أيام بأسعار مخفضة خلال شهر فبراير المقبل بالتعاون مع وزارات السياحة والطيران والنقل.
وشدد على أن مد شبكات الطرق وإنشاء العديد من الأنفاق تحت قناة السويس سيسهل حركة انتقال البضائع والأفراد وينعش حركة الاستثمار والتنمية بشمال وجنوب سيناء.
وطالب سعيد بضرورة أن توجه وسائل الإعلام اهتمامها صوب قضية تعمير سيناء وكيفية زيادة حجم الإعمار وتأهيلها بالسكان وإقامة مدن شعبية وغيرها.
ولفت إلى أن معايير الأمن القومى تتطلب زيادة حجم السكان بسيناء ونقل وتهجير جميع المدن العشوائية التى تملأ القاهرة والجيزة إلى قلب سيناء لتأكيد وبسط السيادة المصرية على جميع أراضى سيناء.
وقال إن مصر قادرة على استقبال 30 مليون سائح سنويًا بشرط أن تتنامى لدينا «ثقافة الاستقبال»، مؤكدًا أنه لم يعد مقبولاً أبدًا استمرار «الاستهتار» الذى نتعامل به مع السائحين.
وطالب بضرورة وضع خطط عاجلة لتغيير «سلوك المصريين» تجاه السائحين، وتشجيع المستثمرين من الداخل والخارج على الاستثمار فى البنية التحتية للسياحة، كالفنادق والقرى السياحية والمنتجعات.
ودعا سعيد إلى حملة قومية لرفع الوعى السياحى تقودها كليات السياحة ومعاهدها من خلال طلابها، خاصة أن مصر لديها 7 كليات سياحة فى الجامعات الحكومية و2 فى الجامعات الخاصة و17 معهدًا عاليًا للسياحة، موضحًا أنه يجب التركيز فى الحملة على نبذ أسلوب »التسول والابتزاز» الذى يتم من قبل الكثيرين ممن يحتكون بالسائح الأجنبى فى كل مكان فى مصر.
وأشار إلى ضرورة أن تشمل الحملة تطوير المناطق المجاورة للمناطق السياحية لتحسين صورة مصر بالخارج، وهذا يقع على عاتق الحكومة، بالإضافة إلى ضرورة تنويع الأنماط السياحية والتركيز على السياحة التسويقية والمؤتمرات وغيرها من الأنماط.
وأكد سعيد فى نهاية حديثه ضرورة الاستفادة من التطور السريع والمتلاحق فى شبكات التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر» فى ظل تزايد أعداد المستخدمين، وذلك لرسم صورة ذهنية وسمعة قوية للمقصد السياحى المصرى، حيث لم يعد فى الإمكان تسويق مصر سياحيًا بالشكل المطلوب باستخدام الأدوات التقليدية.
وطالب سعيد بضرورة إعداد ونشر محتوى سياحى جديد من خلال تجربة السائح نفسه، مشيرًا إلى ضرورة أن يتضمن المحتوى الإلكترونى تجربة السفر إلى مصر فى صورة مواد مصورة وفيلمية يتم تحميلها على الإنترنت وتداولها بكثافة فى وسائل التواصل الاجتماعى وسيكون لذلك أكبر الأثر فى مستقبل السياحة وإعادتها إلى سابق عهدها.
يشار إلى أن فندق «ياسمين بالاس» تمثله مجموعة «جويدة للمنشآت الفندقية» التى يمتلكها كل من رجل الأعمال كريم جويدة وسيدة الأعمال نانيس، كما تمتلك المجموعة عدة فنادق أخرى بالغردقة وهى «تايتانك بيتش» و«تايتانك بالاس» وفندق «علاء الدين».