%40 انخفاضًا فى المبيعات بسبب اختفاء السندوتشات والطلبات فى رمضان
بائعون: «كل يوم برزقه».. والعمل يتطلب 25 كيلو فول و100 رغيف يوميًّا
الصاوى أحمد
رصدت جولة لـ«المـال» تكلفة إقامة مشروع «عربة فول»، الذى يعدُّ أبرز نماذج المشروعات متناهية الصغر، والتى تشتهر بها مصر خلال الشهر المبارك، وتم رصد حركة البيع والشراء لـ«الفول المدمس» المرتبط بوجبة رئيسية خلال رمضان الكريم، وهى وجبة السحور .
وقد كشفت الجولة التفاوت فى تكاليف إقامة مشروع “عربة الفول”، إذ يحتاج الراغب فى إقامة هذا المشروع إلى حوالى 10 آلاف جنيه ببعض المناطق، فيما تختلف المبيعات من منطقة لأخرى، وعلى عكس المشاع فإن المبيعات تتناقص خلال شهر رمضان بقيمة -30 %40 يوميًّا لأصحاب «عربات الفول»؛ بسبب توقف بيع «السندوتشات» و«الطلبات» طوال اليوم .
فى البداية أكد محمد على، صاحب «عربة فول» بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، أن مبيعات عربة الفول تنخفض فى شهر رمضان بنحو -30 %40 يوميًّا بسبب الاعتماد بشكل أساسى على «السحور» خلال فترة لا تتجاوز 4 ساعات، فهى تمتد من 10 مساء إلى 2 مساء فقط، على عكس فترات الإفطار التى تمتد فيها حركة البيع من الـ6 صباحًا وحتى 11 صباحًا يوميًّا .
وأوضح على أنه فى أيام الصوم لا تتجاوز المبيعات «أكياس فول» للسحور، فضلًا عن بعض الأصناف الأخرى، مثل «الطعمية» و«الصوابع» و«المسقّعة» وغيرها، لكن فى أيام الإفطار يتم الاعتماد بشكل ملحوظ على “الطلبات” و”السندوتشات” خلال الإفطار فى أوقات بداية اليوم .
وقال إن عربة الفول تحتاج فى اليوم إلى 25 كيلو فول “-8 10 جنيهات للكيلو” و100 رغيف سعر الواحد 25 قرشًا، فضلًا عن الخضراوات اللازمة لعمل الأطباق والأصناف الموجودة فيها، رافضًا تحديد حجم المصروفات أو المبيعات اليومية، قائلًا: “كل يوم برزقه “.
ولفت إلى أن تكلفة إقامة مشروع عربة الفول حوالى 10 آلاف جنيه تتمثل فى: “عربة الفول” 6 آلاف جنيه، وأسطوانة البوتاجاز 250 جنيهًا، و”القِدرة” بـ500 جنيه، مضيفًا أن بقية مستلزمات الإنتاج مثل الصوانى والأطباق وأوانى الغسيل و”البوتاجاز المسطح” تتكلف بالكامل 10 آلاف جنيه .
فى المقابل أكد أحمد علام، الشهير بـ«الشيخ»، موزع مستلزمات عربات الفول، أن الأسعار متذبذبة، مشيرًا إلى أن “جِركن زيت أُولين” يتراوح بين 200 و170 جنيهًا، حيث يقوم التجار بالتحكم فى الأسعار صعودًا وهبوطًا حسب رغبتهم وقرب المشتريين منهم، فضلًا عن أن أسعار الدولار ارتفعت، ومن ثم حدث ارتفاع حاد بسعر زيت النخيل .
وأوضح أن سعر “الطحينة” يرتفع باستمرار بسبب أسعار السمسم المستورد “الطن 10.5 آلاف جنيه” فى الأصناف الأقل التى تستخدم فى تصنيع الطحينة، مشيرًا إلى أن نقص السمسم البلدى يؤدى إلى الاعتماد على المستورد، مع العلم بأن السمسم البلدى أفضل من المستورد، إلا أن به طعمًا مُرًّا بما يتوجب عمل إضافات له .
فى المقابل أكد مصطفى ضاحى، الشهير بـ«بوبو» فى منطقة ناهيا بالجيزة، أن مبيعات عربات الفول تنخفض فى شهر رمضان بقيمة %40 نتيجة الاعتماد على وجبة واحدة فى السحور؛ بسبب تغير العادات الغذائية خلال شهر رمضان، فضلًا عن توزيع بعض المشتريات للألبان ومشتقاتها مثل الزبادى والجبن والعصائر والمياه الغازية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة .
وأوضح أن هناك غلاء فى كل شىء، بداية من تقلص حجم رغيف الخبز غير المدعَّم الذى يتم الاعتماد عليه، فضلًا عن زيادة سعر مستلزمات الإنتاج مثل “الطحينة” التى بلغ سعر الكيلو جملة 18 جنيهًا، وكذلك ارتفاع سعر كيلو الفول إلى 10 جنيهات .
ورفض بوبو الكشف عن حجم مبيعات “عربة الفول” يوميًّا، قائلًا: “دى مسألة أرزاق، وكل يوم بشكل”، مشيرًا إلى أن عربات الفول تختلف من منطقة لأخرى، فمثلًا عربات الفول التى تعتمد على المدارس أو المستشفيات أو المؤسسات الحكومية تقلُّ المبيعات فيها بشكل كبير، حيث يغادر العمال إلى مناطقهم السكنية بعد انتهاء يوم العمل، على خلاف المناطق السكنية التى لا تقل فيها مبيعات عربات الفول بشكل كبير جدًّا بسبب تغيير العادات الغذائية للمستهلكين خلال شهر رمضان .
وذكر أن مبيعات عربات الفول ليست ثابتة، قائلًا: “كل يوم بحاله”، حيث يقلُّ العرض أحيانًا، خاصة فى ظل انخفاض معدلات تناول الطعام فى رمضان وزيادة الاعتماد على منتجات «السوبر ماركت»، مثل الزبادى، ولا يوجد طلب سوى لأكياس الفول فقط، والأسرة مكونة من -3 5 أشخاص تشترى بـ-4 5 جنيهات فقط، خاصة الفول والباذنجان والصوابع وغيرها .
وتابع أن تكلفة إنشاء عربة الفول تختلف من شخص لآخر، مشيرًا إلى أنه يقوم بوضع «فاترينة» أعلى سيارة رُبع نقل يملكها، وسعر الفاترينة لا يتكلف سوى -200 300 جنيه، مؤكدًا أن أكثر زبائنه يقومون بشراء «أكياس الفول» للسحور .