تعاني مصانع الغزل والنسيج في السوق من حزمة مشكلات تعوق زيادة إنتاجها، واستغلال كامل طاقتها. أكدت وزارة التنمية الاقتصادية في تقرير جديد لها أن القيمة الاستثمارية التي تم ضخها لقطاع الغزل والنسيج من 2005 وحتي نهاية يونيو 2009 بلغت 10.6 مليار جنيه تم من خلالها إنشاء وتوسعة 633 مصنعاً، واستوعبت 101 ألف عامل، وهو ما أثار تساؤلات المستثمرين ورؤساء شركات الغزل بالسوق حول عدم جدوي هذه الاستثمارات لأن القطاع مازال يعاني من مشكلات كبيرة.
استثناء حسن بلحة – عضو غرفة الصناعات النسيجية – قيام الحكومة بالإعلان عن قيمة هذه الاستثمارات دون أن يكون لها انعكاس علي السوق مشيراً إلي أن مصانع الغزل والنسيج تعاني من أزمات كبيرة وهناك بعض المستثمرين يقومون بتصفية أعمالهم في هذا المجال من منطلق عدم جدواه نتيجة حالة الركود، وعدم وجود مقومات التطوير.
وأضاف »بلحة« أن مصانع الغزل والنسيج في المحلة تعاني بشدة من الركود وعدم وجود أيدي عاملة مدربة كما أن المنتج المستورد أصبح يستحوذ علي جزء كبير من السوق، وصار المنتج المحلي غير قادر علي المنافسة بسبب القرارات، والتوجهات المتضاربة للحكومة.
ومن جانبه تساءل محمد عبدربه رئيس شركة ميت غمر للغزل.. عن مصير هذه الاستثمارات.. قائلا: »إن شركات القطاع العام لم يتم تطويرها أو ضخ الاستثمارات المناسبة لجعلها تقف علي الطريق الصحيحة بعيداً عن تهديدات الفشل والإغلاق، مشيراً إلي أن هناك مصنعين فقط استفادا من الضخ الاستثماري الحكومي، وهما »المحلة للغزل« و»كفر الدوار للحرير«.
وطالب »عبدربه« الحكومة بضرورة مساندة شركات القطاع العام حتي تستطيع مجاراة السوق، والتقدم الذي يطرأ علي آلات الغزل في كل انحاء العالم، مشيراً إلي وجود مافيا تهريب غزول للسوق المحلية تعرقل إنتاج المصانع المحلية وتعطل خطوط الإنتاج لأن هذه البضائع المهربة أقل سعراً من حيث الجودة، وفيما يخص الغزول المستوردة أكد محمد عبدربه أن نسبتها في السوق تتجاوز الـ%50.
وأضاف أن حصة شركات القطاع العام في السوق – بالنسبة للإنتاج المحلي – تصل إلي %60 لأن مصانع القطاع الخاص لا تعمل بكل طاقتها نتيجة المخاوف من الخسارة في ظل سوق ازدادت فيها المنافسة بشكل كبير.
وقال حازم مؤمن عضو غرفة الصناعات النسيجية إن ضخ الاستثمارات الجديدة أثر إلي حد ما في الإنتاجية الاجمالية لكن السوق تحتاج إلي مزيد من التطوير، والمصانع في حاجة إلي إدخال المعدات، والآلات الحديثة حتي تواكب التقدم مشيراً إلي أن مصنعه يقوم بتصدير الأقمشة، وقد انخفضت صادرات هذا البند بسبب الأزمة العالمية بنسبة اقتربت من %40 وهو ما انعكس علي شركات الغزل والنسيج.