تهدد 10 مخاطر مختلفة الاقتصاد العالمى بحلول العام القادم 2023، أبرزها الاضطرابات الاجتماعية والركود وتداعياته، وفقا لتقييم أعدته وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجلة «ذى إيكونوميست».
وقالت وحدة (EIU) للمخاطر الاقتصادية والسياسية والتنظيمية إن تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا حولت المخاوف العالمية نحو التركيز على المخاطر السياسية والأمنية والاقتصاد الكلى.
وسرد محللو الوحدة قائمة المخاطر الـ10 التى تهدد الاقتصاد العالمى فى 2023، حسبما ذكر موقع «ثينك أدفايزر»، وعلى رأسها:
-1 التضخم يغذى الاضطرابات الاجتماعية
رفعت الضغوط التضخمية المستمرة الناتجة عن اضطرابات سلسلة الإمدادات العالمية وغزو روسيا لأوكرانيا، التضخم العالمى إلى أعلى مستوى له منذ تسعينيات القرن الماضى.
وإذا ارتفع التضخم إلى مستويات أعلى بكثير من زيادات الأجور وزادت معاناة الأسر الفقيرة فى شراء السلع الأساسية، فقد ينجم عن ذلك اضطرابات اجتماعية، وهو ما حدث بالفعل فى شكل احتجاجات فى الهند والإكوادور والأرجنتين.
وقد تتسبب تلك الاضطرابات واسعة النطاق فى شل صناعات بأكملها وتنتقل إلى قطاعات أو دول أخرى، مما يؤثر بدوره على النمو العالمى.
-2 التشديد النقدى العنيف يقود للركود
ترفع البنوك المركزية الرئيسية أسعار الفائدة بسرعة فى محاولة لكبح التضخم المتزايد فى جميع أنحاء العالم، وتؤدى هذه الإجراءات إلى زيادة حادة فى أسعار الفائدة طويلة الأجل، مما يؤدى إلى زيادة تكاليف الاقتراض.
وقد يدفع الارتفاع المطول فى التضخم البنوك المركزية إلى الحفاظ على سياسات صارمة من شأنها تقويض القوة الشرائية للأسر وسط ارتفاع أسعار الطاقة والسلع، ووسط العوامل الأخرى المزعزعة للاستقرار، يمكن أن يؤدى هذا الوضع إلى ركود عالمى.
وفى البلدان المتقدمة، يمكن أن يتفاقم التباطؤ الاقتصادى، مما يؤدى إلى انهيار سوق الأصول الذى من شأنه أن يؤثر على النمو العالمى.
وفى الأسواق الناشئة، قد يؤدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض حاد فى قيمة العملة ويزيد من مخاطر التخلف عن سداد الديون السيادية، كما حدث فى سريلانكا أبريل الماضى.
-3 الشتاء وأزمة الطاقة
أوقفت روسيا بشكل كلى أو جزئى تدفقات الغاز إلى 12 دولة من دول الاتحاد الأوروبى، ما يهدد بأن تستنفد أوروبا احتياطياتها من الغاز الطبيعى فى وقت مبكر، وبالتالى الوقوع فى ركود قد يمتد إلى العام 2024.
وتتوقع EIU ركودا معتدلا فى أوروبا، مع انكماش الناتج المحلى الإجمالى لمنطقة العملة الأوروبية الموحدو «اليورو» بنسبة 0.4٪ العام المقبل.
وستضطر أجزاء كبيرة من القطاع الصناعى إلى ترشيد استخدام الطاقة وتقليل القوى العاملة لديها وقد تزيد حالات الإفلاس.
وفى سيناريو متطرف، يمكن للحكومات تقنين استخدام الطاقة بقوة وتعليق حماية الأسعار للأسر، مما يزيد معدلات الفقر ويقوض القوة الشرائية للمستهلكين.
-4 الطقس المتطرف وأزمة الغذاء
تساهم موجات الجفاف الشديدة وموجات الحر فى الولايات المتحدة وأوروبا والصين والهند فى العام 2022 بارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية.
كما أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما من أكبر المصدرين الزراعيين فى العالم، إلى ارتفاع كبير فى الأسعار، ويمكن أن تؤدى أيضا إلى نقص عالمى فى الحبوب والأسمدة، وهو أمر حاسم بالنسبة للمحاصيل فى عام 2023.
وقد يواجه العالم فترة طويلة من نقص المحاصيل وارتفاع الأسعار بشكل صاروخى، مما يزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائى، أو حتى المجاعة.
-5 اندلاع صراع مباشر بين الصين وتايوان
ليس من المحتمل حدوث صراع مباشر بين الصين وتايوان، لكن التوترات تصاعدت عندما شنت الصين «عمليات عسكرية ممنهجة» عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى فى أغسطس الماضى إلى تايوان.
وكررت واشنطن التأكيد على أن نهجها الدبلوماسى تجاه تايوان لم يتغير، لكن الصين تشك بشكل متزايد فى العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان، لا سيما بالنظر إلى العداء الحاد تجاه الصين فى الكونجرس الأمريكى.
-6 متحور كورونا الجديد
تتوقع EIU ظهور متحور جديد من «كوفيد – 19» فى أواخر 2022 أو أوائل العام المقبل، وربما يتسبب هذا المتحور الجديد ( إذا لم تقاومه مناعة الجسم) فى تكرار سيناريو العام 2020.
وتتجاوز المخاطر فيروس كورونا، حيث حذر الخبراء من ظهور أمراض معدية أخرى قريبًا – كما حدث فى وقت سابق من هذا العام.
-7 الحرب السيبرانية
أدى الغزو الروسى لأوكرانيا والتوترات المحيطة بتايوان إلى زيادة احتمالية وقوع هجمات إلكترونية بين الدول نظرًا لارتفاع تكاليف الصراع العسكرى المباشر.
ومن المرجح أن يتخذ أى تصعيد عسكرى فى البداية شكل حرب إلكترونية.
8 – تدهور العلاقات بين الغرب والصين
تشعر الديمقراطيات الغربية – لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى – بالقلق بشأن دعم الصين لروسيا فى أعقاب غزو أوكرانيا.
كما تشعر الصين بالقلق بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان والجهود التى تبذلها واشنطن لإقناع الديمقراطيات الأخرى بالضغط عليها باستخدام قيود على التجارة والتكنولوجيا والتمويل.
ومن شأن هذا أن يجبر بعض الأسواق والشركات على الانحياز ودفع فواتير مختلفة.
-9 سياسة «صفر كوفيد»
تتوقع EIU أن تستمر سياسة بكين «صفر- كوفيد» حتى منتصف العام 2023 وأن تظل إجراءات الإغلاق الصارمة فى الصين باقية ما يقود إلى انكماش اقتصادى حاد يلقى بثقله على النشاط العالمى.
-10 حرب عالمية
يمكن أن تتحول الحرب فى أوكرانيا إلى صراع عالمى ستكون له تداعيات مدمرة وتسقط الاقتصاد العالمى فى ركود عميق.