10‮ ‬مليارات دولار إيرادات السينما الأمريكية في الربع الأول من‮ ‬2009

10‮ ‬مليارات دولار إيرادات السينما الأمريكية في الربع الأول من‮ ‬2009
جريدة المال

المال - خاص

2:26 م, الأثنين, 27 أبريل 09

خالد بدر الدين
 
يبدو أن الازمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها معظم سكان العالم منذ أكثر من عام وحتي الآن، جعلت الناس يهربون الي دور السينما ليبتعدوا عن أحزانهم ويحلمون علي الشاشة الفضية بالانتعاش الاقتصادي.

 
ومع تزايد الركود الاقتصادي الذي تسببت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، اتجهت استوديوهات هوليوود إلي عرض الأفلام الجديد منذ بداية العام الحالي بدلاً من الانتظار حتي موسم الصيف بأمل زيادة التسلية والترفيه علي المواطنين، الذين عصفت الازمة المالية، بثرواتهم واجتذاب أكبر عدد ممكن منهم إلي صالات العرض.
 
ذكرت وكالة »بلومبرج« ان خطة هوليوود نجحت، حيث ازدادت مبيعات التذاكر بنسبة %17 خلال الربع الأول من العام الحالي الذي سيصبح أول عام تحقق فيه هوليوود 10 مليارات دولار من ايرادات الأفلام.
 
جاء في تقرير وكالة »ميديا بالارقام« المتخصصة في صناعة السينما، ان هذا العام شهد خمسة أفلام، حقق كل منها من ايرادات تجاوزت 100 مليون دولار، بالمقارنة بفيلم واحد فقط عام 2008، مما جعل عام 2009 يحقق أسرع نمو في صناعة السينما منذ عام 2002.
 
وأكدت وكالة »بوكس اوفيس موجو« لايرادات السينما الامريكية، ان أفلام العام الجديد مثل »وحوش ضد مخلوقات الفضاء« اقنعت استوديوهات هوليوود ان الربع الأول حقق ايرادات مرتفعة بدرجة لم تحدث من قبل، مما يشير إلي تزايد مبيعات التذاكر بقية مواسم هذا العام مع تزايد معدل البطالة الامريكية إلي أعلي مستوي منذ 25 سنة وهذا يعني ان العاطلين لن يجدوا عملاً أفضل من الذهاب إلي السينما.
 
ويقول جيف بليك، نائب رئيس شركة سوني للتسلية والسينما، ان العام الحالي يشهد لأول مرة نجاح أفلام مثل »شرطي المول« و»المحجوز« و»السريع والهائجة« خلال مواسم أخري غير الصيف والكريسماس مما يجعل الاستوديوهات تغير سياستها القديمة وتتجه إلي عرض الأفلام الجديدة في بقية شهور السنة بدلاً من مواسم الإجازات.
 
ويحقق فيلم »وحوش ضد مخلوقات الفضاء« الكوميدي المجسم من إنتاج شركة دريم وركسي اينميش SKG ، أعلي الإيرادات هذا العام حيث بلغت حتي الآن 164.8 مليون دولار. وتدور قصته حول وحوش تحمي الأرض من كائنات الفضاء وكان من المقرر عرضه ابتداء من آخر مايو المقبل وتقرر تكرير عرضه حتي لا يتنافس مع فيلم »تجسيد الآلهة« للمخرج جيمسي كاميرون.
 
كانت الأفلام السابقة تحقق نجاحاً ساحقاً في موسم الصيف فقط ولكن بعد نجاح الفيلم الكوميدي »شرطي الممول« للمخرج بول بلارت، والذي بلغت إيراداته خلال الربع الأول من 2009، أكثر من 144 مليون دولار من دور السينما الأمريكية فقط، قررت شركة سوني عرض فيلم آدام سانرلر الكوميدي في مارس المقبل للاستفادة من نجاحه خلال ذلك الوقت بدلاً من المنافسة مع الافلام الأخري المقرر عرضها في الصيف المقبل.
 
أما فيلم »المحجوز« الذي قام ببطولته الممثل ليام نيسون ومن انتاج شركة فوكس التابعة لنيوز كورب فقد بلغت ايراداته أكثر من 142 مليون دولار منذ عرضه في 30 يناير الماضي وحتي الآن.
 
وقررت فوكس أيضا تأخير عرض فيلم »الناب السحري« من نوفمبر المقبل إلي يناير عام 2010 وكذلك فيلم »ليلة الميعاد« الذي تأجل عرضه حتي ابريل المقبل، وفيلم »بيرس جاكسون« الذي يقوم ببطولته بيرس بروسنان واوماتورمان تأجل عرضه حتي فبراير المقبل بأمل تحقيق نعش النجاح الذي شهدته الأفلام المعروضة منذ يناير الماضي وحتي الآن.
 
ويقول مايكل كامبيل، رئيس شركة ريال انترتيمنت المالكة لأكبر سلسلة دور سينما في العالم وعددها حوالي 6782 شاشة عرض منتشرة في انحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ان صناعة السينما برهنت علي أنها أكثر الصناعات مرونة وقت الأزمات الاقتصادية الشديدة.
 
وإذا كانت هوليوود ليست منيعة ضد أزمات الكساد إلا أنها استطاعت منذ أزمة الثلاثينيات وحتي الآن أن تحقق نتائج مختلطة خلال الأزمات الاقتصادية فأحيانا تحظي بايرادات مرتفعة عندما تقدم أفلاماً قوية وأحياناً تتعرض للركود عندما تكون أفلامها دون المستوي بغض النظر عن حالة الاقتصاد
 
وازداد اقبال الجماهير الأمريكية علي دوار السينما لأول مرة بعد انهيار البورصات الأمريكية عام 1929 الذي أدي إلي أسوأ كساد شهدته الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها، وإن كان هذا الاقتصاد المنهار جعل هوليوود تحظي بعدد هائل من رواد السينما بلغ 90 مليون مشاهد عام 1930، ولكنه تراجع إلي 60 مليوناً عام 1932 مما جعل شركة بارامونت وشركة راديو بكتشيرز تقعان تحت طائلة قانون الحماية من الافلاس.
 
وجاء في موسوعة »شيرمر« للسينما الأمريكية ان مبيعات تذاكر السينما تراجعت في الأعوام 1949 و1953 و1957 التي شهدت أول ثلاث أزمات ركود بعد الحرب العالمية الثانية كما انخفضت الايرادات أيضا عام 1980 وعام 1991 خلال تدهور الاقتصاد خلال هذين العامين.
 
وبرغم الازمة الحالية فإن تزايد ايرادات السينما خلال الأشهر الثلاثة الأولي من هذا العام أدي الي ارتفاع سعر سهم »سوني كورب« في طوكيو بحوالي 3 سنتات ليصل إلي 25.56 دولار في نهاية الشهر الحالي في بورصة نيويورك وكذلك سعر سهم شركة ريجال في مدينة فوكس فيل الأمريكية ارتفع بحوالي 11 سنتاً ليصل إلي 13.95 دولار.
 
الطريف ان مبيعات تذاكر السينما هذا العام خلال الأزمة الحالية حققت نفس الزيادة التي شهدتها خلال الأعوام 1975-73 و1982-819 التي شهدت أطول فترتي ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية.
 
وذكرت أيضا وكالة »ميديا بالأرقام« ان نسبة حضور الأمريكيين لدور السينما ارتفعت بحوالي %15 حتي 19 ابريل الحالي، مما يؤكد ارتفاع ايرادات تذاكر السينما هذا العام إلي 10 مليارات دولار.
 
كانت ايرادات شباك تذاكر السينما الأمريكية قد ارتفعت بنسبة %25 عام 1974 خلال أزمة البترول العربي، ثم ارتفعت بنسبة %11 مرة أخري عام 1975، عند عرضت أفلاماً حققت نجاحاً ساحقاً في العالم كله وليس أمريكا وحدها لا سيما فيلمي »الأب الروحي« و»الفك المفترس«.
 
وشهد عام 1981 ارتفاعاً للمرة الثالثة في ايرادات السينما الامريكية بلغ %7.7 بفضل فيلم غزاة السفية المفقودة و%16 في العام التالي بفيلم E.T . أو مخلوق من الفضاء والذي حقق نجاحاً ساحقاً أيضاً.
 
ويري جان كريستوفر هوراك أستاذ السينما في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس ان انهيار الاقتصاد الحاد أو طويل المدي يجعل من الصعب علي هوليوود أن تواصل نفس النجاح الذي تحققه وقت الرخاء حيث تتوفر رسائل التسلية والترفيه في البيوت مثل الانترنت والقنوات الفضائية وألعاب الفيديو والتي تجعل المواطنين يفضلون البقاء في بيوتهم بدلاً من الذهاب إلي السينما.
 
ولكن ارتفاع الايرادات وسط هذه الأزمة الحادة يؤكد تفضيل الأمريكيين الخروج إلي دور السينما بدلاً من البقاء في البيت وان كان رؤساء استوديوهات هوليوود يتوقعون عدم استمرار هذا الارتفاع لمدة طويلة ما لم تظهر بوادر عن قرب الانتعاش الاقتصادي.
 
ومع ذلك فهناك أوجه شبه عديدة بين أزمة عام 1929 والأزمة الحالية، منها استخدام التكنولوجيا في عرض الأفلام علي الشاشة الفضية، فقد استخدمت هوليوود لأول مرة عام 1929 الفيلم الناطق بعد انتهاء عهد السينما الصامتة كما عرضت هوليوود هذا العام أكثر من عشرة أفلام تستخدم الصور المجسمة »3-D « مما جعلها ترفع أسعار التذاكر لهذه الأفلام التي لا يمكن مشاهدتها في البيت بتكنولوجيا »3-D «.
جريدة المال

المال - خاص

2:26 م, الأثنين, 27 أبريل 09