‮..‬والله ‮ ‬عيب‮!!‬

‮..‬والله ‮ ‬عيب‮!!‬
محمود جمال

محمود جمال

12:00 ص, الأحد, 26 يوليو 09

محمود كامل

أجل مجلس الشعب لعدة دورات مشروع »علاج الكتاب والفنانين«، ذلك أن المجلس لا يفهم قيمة »المبدعين«، كما أن الفنان الوحيد بالمجلس هو رئيسه الذي يقتصر إبداعه الفني علي إدارة الجلسات لعقود من الزمن دون أن يتزحزح عن موقفه الفني الإبداعي من المعارضة.. والجماعة »المحظورة«، وكل من يجرؤ علي الإبحار ضد أمواج الحزب الوطني!
 
وقد نسي المجلس مشروع العلاج بسبب انشغاله في قوانين »هايفة« لا تودي.. ولا تجيب، ولا يفهم موادها المتناقضة أحد حتي أعتي القضاة، وعتاولة المحامين، فما بالنا بأولئك الذين صدرت القوانين من أجلهم، فيما عدا رجال الأعمال الذين تقدموا أصلاً بمشاريع تلك »الكوانين«، أقصد »القوانين«!
 
وقد سبق نسيان المجلس مشروع علاج الكتاب والفنانين، نسيان الحكومة لهم، بينما يصارع اتحاد الكتاب، والنقابة – في ظل قلة الأموال، وقلة الحيلة – للبحث عن منقذ لحياة أولئك الذين أفنوا حياتهم في إثراء الحس الشعبي، وحماية التراث المصري، وإمتاع الفقراء بأنواع من الفنون تلتقي بأشواق الناس إلي العدل.. والجمال؟
 
والغريب أنه – لا الحكومة ولا مجلس الشعب ولا أي سلطة في مصر، ولا رجل أعمال عنده دم – قد رأي في تقدم ثري أو أمير أو ملك عربي لعلاج هؤلاء المبدعين علي نفقته انه تسول لا يليق ببلد مثل مصر ذات المكانة الرفيعة التي »كانت«، وهو ما يعني أن هؤلاء الأثرياء – مع جزيل الشكر لهم علي التقدم للانقاذ – يقدرهون الإبداع المصري حق قدره، بينما تنكرة القيادات التي غسلت يديها من كل ما يهم المصريين، فيما عدا أن يصدر الباب العالي قراراً بعلاج فلان أو علان علي نفقة الدولة بصرف النظر عن القيمة التي يمثلها الموفد للعلاج!
 
ولأن المرض – وقانا الله جميعاً شره – هو محنة إنسانية للمريض والمحيطين به، محنة تقلب حال أسرة بحالها تري أزمة عائلها الذي تقترب خطاه من الموت، ولا تملك لنصرته مالاً ولا نفوذاً، ضمن منظومة عجز تعاني منها الأغلبية الساحقة من المصريين، بينما البعض يسافر إلي باريس »لقص الأظافر« أو عمليات تجميل لتركيب مخدات من السليكون في خدود سابقات الجمال من العواجيز ليعدن إلي القاهرة مشدودات الجلد بما لا يسمح بتحريك العين، أو حتي بالابتسام بفواتير فلكية قد تدفعها الدولة. أو يسددها رجل الأعمال »زوج الست« من أموال منهوبة أصلاً من دماء المصريين!
 
ومع أن الكثير من الأثرياء العرب يتبنون – أكثر من مرة – علاج بعض من القمم المصرية – كتاباً أو فنانين، إلا أن العديد من أساتذة الجامعات والعلماء يمرضون في »صمت«، ثم يموتون في »صمت« بعد كل الذي قدموه لوطن يتنكر قادته لكل قيمة مصرية، ذلك أن القيم لا تعني لهؤلاء أصلاً »أي قيمة«!
 
والذي أعلمه هو أن رجال الأعمال في الدول المحترمة يجنبون مبالغ من أرباحهم الفلكية للأعمال العامة، دعماً للجامعات، أو منحاً دراسية لغير القادرين، أو دعماً لمؤسسات العلاج، ولأنشطة اجتماعية أخري كثيرة يقدرها المجتمع الذي يعيشون فيه والذي يدينون له بكل النعم التي يعيشون من خيرها!
 
وفيما يختص ببعض رجال الأعمال المصريين. فإن الأمر قد لا يزيد علي التبرع بقيمة إحدي سيارات أي من الأبناء التي يطيحون بها في الشوارع ليلاً ونهاراً، حتي لو اعتبروا تلك المبالغ جزءاً من الصدقة يزكون بها عن أموالهم وحياة عيالهم إذا كانوا أصلاً يؤمنون بأنه: ما قل مال من صدقة!
 
أيها السادة – غير وزير الصحة – فوقوا واعلموا – إن لم تكونوا تعلمون – أن الوطن – أي وطن – يستمد قيمته من قيمة المبدعين فيه، ومعهم قدر العلماء فهؤلاء جميعاًهم حجر الأساس للوطن، فلا تهدموهم وإلا هدم البنيان كله علي رؤوسكم. وملعون من هدم بنيان الله!!
 

محمود جمال

محمود جمال

12:00 ص, الأحد, 26 يوليو 09