تتبنى شركة «ڤاليو للتمويل الاستهلاكى» التابعة للمجموعة المالية «هيرمس» خطة طموحة خلال العام الجارى قائمة على عدة محاور، حيث تتوقع أن يُحقق «التمويل الاستهلاكى» طفرات كبيرة فى ظل استمرار أزمة الوباء التى أفادت النشاط ككل خلال فترتها الأولى تحديدًا.
حجم التمويلات تضاعف 3 مرات العام الماضى والشركة تتحول للربحية
أجرت «المال» حوارًا هاتفيًا مع محمد الفقى الرئيس التنفيذى بشركة «ڤاليو»، والذى بدأ حديثة عن أداء الشركة خلال العام الماضى 2020، وكيف افادت أزمة الوباء نشاط التمويل الاستهلاكى بشكل عام، والشركة على وجه الخصوص.
وأوضح الفقى، أن ظروف الجائحة والقرارات الاحترازية التى إتخذتها الحكومة المصرية غيرت سوق التمويل الاستهلاكى ككل خلال 2020 بشكل كبير.
تنفيذ 250 ألف عملية منذ بدء النشاط لصالح أكثر من 170 ألف عميل
وأشار إلى أن التغيرات تمثلت فى كثرة الاقبال على نشاط التمويل الاستهلاكى، وخاصة عن طريق «الأونلاين».
ولفت إلى أن «ڤاليو»، رأت خلال العام الماضى أفضلية التوسع تكنولوجيًا خلال تلك الفترة بدفع ودعم عمليات الشراء «أونلاين»، وبناء على مساعى الشركة تلك شهدت مبيعات «الأونلاين»، نشاطًا قويًا بنسبة وصلت إلى %50 من إجمالى العمليات التى نفذتها الشركة، وذلك خلال فترة الفيروس الأولى.
1.5 مليار جنيه حجم التمويلات خلال 3 سنوات
وأوضح أن تأثيرات أزمة الوباء بشكل عام، جاءت ايجابية على «فاليو»، إذ تمكنت خلال 2020 من مضاعفة حجم تمويلاتها ليصل إلى 3 مرات أكثر من حجم التمويلات التى منحتها الشركة خلال عام 2019.
وقال إن الشركة تسعى للمحافظة على هذا المُعدل من النمو بحجم التمويلات الممنوحة بنهاية العام الجارى، وخاصة فى ظل النمو المتوقع للنشاط بالفترات المقبلة.
التعاقد مع «هواوى» بداية يناير الجارى.. وخطة لزيادة «المجوهرات»
ولفت إلى أن 2020 يُعد العام الأول للشركة الذى تمكنت خلاله من التحول للربحية مقارنة بخسائر مسجلة خلال عامى 2018 و2019، وذلك على الرغم من مخططات الشركة بالتحول للربحية خلال 2021.
وأشار إلى أن الشركة بدأت عملها منذ نهاية 2017، وكان من المخطط أن تسجل خسائر لمدة ثلاث سنوات أى فى أعوام 2020-2019-2018، موضحًا أن التطور الذى شهدهُ نشاط التمويل الاستهلاكى ساعد الشركة على القدرة على تحقيق أرباح بشكل مبكر.
استهداف 250 ألف عملية جديدة بنهاية 2021
وبشكل عام قال إن الشركة نفذت منذ بدء نشاطها وحتى نهاية 2020 حوالى 250 ألف عملية، بقيمة تعدت 1.5 مليار جنيه، لصالح أكثر من 170 ألف عميل، فيما تتواجد الشركة حاليًا بحوالى 3 آلاف نقطة بيع.
وأوضح الفقى أن «ڤاليو» تستهدف بنهاية العام الحالى مضاعفة عدد العمليات لترتفع إلى 500 ألف عملية مقارنة مع 250 الف عملية نفذتها الشركة منذ بداية عملها، ما يوضح النظرة المتفائلة التى تتبناها الشركة للنشاط خلال العام الحالى.
وعلى صعيد آخر لفت إلى أن الجائحة لعبت دورًا كبيرًا فى نمو النشاط خلال العام الماضى، إذ ساعدت إعلى تحقيق معدلات نمو لا بأس بها.
مساعى للتوسع الخارجى.. وزيادة حجم الشراكات الداخلية على غرار «الفطيم»
وأضاف أن الجائحة أحدثت خلال موجة الفيروس الأولى حالة من الهلع الشرائى لمتسهلكى السلع الغذائية، والتى استفادت منها «ڤاليو»، وخاصة فى ظل تعاقدها مع كبرى السلاسل التجارية ومن بينها مجموعة متاجر «كارفور» و«هايبر وان» و«سبينس» و«مترو» و«أسواق المرشدى» وآخرين.
وفيما يتعلق بخطة الشركة خلال العام الجارى، قال محمد الفقى إن الشركة ستركز أعمالها على عدة محاور على رأسها مواصلة التوسع بخدمات «الأونلاين».
ولفت الفقى إلى أن المحور الأولى من خطة الشركة خلال 2021 سيختص بمواصلة التوسع بعمليات الشراء «أونلاين»، مشيرًا إلى أن ذلك يأتى بدعم من توجه غالبية التجار للتواجد إلكترونيًا.
وأضاف أن التوسع سيأتى بشكل خاص فى قطاع الملابس والمفروشات، والذى تُقدم الشركة خدمات التمويل الاستهلاكى فيه لعديد من العلامات التجارية.
وأشار إلى أن مبيعات الأونلاين أصبحت تُمثل حاليًا حوالى %30 كمتوسط من إجمالى عمليات الشراء التى تمنحها «ڤاليو» لعملائها، موضحًا أن الشركة تستهدف زيادة تلك النسبة إلى %50 وأكثر خلال العام الجارى.
وأوضح أن مبيعات الملابس كانت تأثرت سلبًا فى ظل «كورونا»، مشيرًا أنها بدأت فى التعافى مع قدوم الفترة الموسمية لعيد الفطر خلال العام الماضى، وخاصة مع قرار الحكومة المصرية بإعادة الفتح التدريجى للأنشطة الاقتصادية.
مفاوضات مع «أوراسكوم للتنمية مصر» لتولى التشطيب بمشاريع الجونة
فيما تمثل المحور الثانى فى التوسع فى قطاع الخدمات، ووفقًا لمحمد الفقى فإن «ڤاليو» تُقدم خدمة التمويل فى العديد من المجالات الخدمية كالقطاع العلاجى من خلال التعاقد مع عدة عيادات ومستشفيات، وبقطاع السياحة أيضًا من خلال تقسيط رحلات السفر وبعض الخدمات الترفيهية.
وأشار إلى أن قطاع السياحة كان من أكثر القطاعات تأثرًا خلال العام الماضى، وبالتالى أثر ذلك على عدد العمليات التى استهدفتها الشركة بالقطاع، خاصة خلال موجة الفيروس الأولى والتى توقف خلالها النشاط تمامًا.
وتابع : أن «ڤاليو» تتوقع تحسن أداء القطاع خلال العام الجارى، وبالتالى زيادة العمليات التى تقدمها الشركة وخاصة مع قرارات عودة السياحة الداخلية.
وعلى صعيد آخر لفت الفقى، إلى أن «ڤاليو» اخترقت قطاع التعليم خلال الفترة الأخيرة من العام الماضى لتقديم خدمات التمويل فيه لأولياء الأمور، وبدأت ذلك بالتعاقد مع شركة «جيمس مصر للخدمات التعليمية»، ثم العديد من المدارس الأخرى كان آخرها التعاقد مع مدارس مدينة الجونة.
وأشار إلى أن الشركة تعتزم خلال العام الجارى التوسع بتلك القطاعات وخاصة بقطاع التعليم بالتسويق للخدمة وزيادة التعاقدات الجديدة، وكذلك القطاع الطبى أيضًا.
وكشف أن الشركة تتوجه خلال العام الجارى، لتقديم خدمة التمويل لصالح أشهر معامل التحاليل الطبية، موضحًا أن الشركة بصدد توقيع شراكة مع مجموعة «IDH» جروب المالكة لمعامل البرج.
وفى سياق متصل أشار إلى أن قطاع الالكترونيات بأجهزة المحمول والأجهزة الكهربائية يمثل الجزء الأكبر من محفظة الشركة، موضحًا أن مبيعاتها لم تتأثر بسبب ظروف الجائحة بل استمرت بنفس وتيرتها، وخاصة فى وقت خصومات البلاك فراى داى.
وتابع أن الشركة تستهدف إضافة علامات تجارية جديدة بأجهزة المحمول خلال العام الراهن، بخلاف العلامتين التجاريتين «أبل» و«سامسونج» محل التعاقد حاليًا.
وكشف أن العلامة الجديدة تتمثل فى «هواوى»، لافتًا الى أن الشركة وقعت بالفعل ببداية يناير الجارى شراكتها مع الطرف الآخر، موضحًا أنه بموجب تلك الشراكة ستقوم «فاليو» بتسويق منتجات الأولى لعملائها.
كما لفت إلى أن الشركة كانت قد دخلت مجال تقسيط المجوهرات والإكسسوارات خلال العام الماضى بتعاقدات محدودة مع 3 تجار فقط، موضحًا أن الشركة تعتزم خلال العام الجارى التوسع بتلك الفئة من المنتجات.
فيما تمثل المحور الثالث فى تركيز الشركة على زيادة عدد الشراكات لديها على غرار شراكتها مع مجموعة الفطيم التى أتمتها خلال الفترة الأولى من العام الجارى والتى تتيح لعملاء المراكز التجارية المملوكة لمجموعة ماجد الفطيم مصر، ومنها مجموعة مراكز سيتى سنتر ومول مصر ومول ألماظة استخدام خدمة التمويل الاستهلاكى المقدمة من فاليو والاستفادة من عروض وخصومات حصرية.
ووفقا لما نشرتهُ «المال» سابقًا فإن الشركة دخلت أيضًا فى شراكة مع كايرو فستيفال سيتى مول خلال الربع الثالث من العام الماضى.
وأوضح الفقى أن مثل هذه الشركات تساعد الشركة على الانتشار فى تقديم خدمات التمويل الاستهلاكى لعدد أكبر من العملاء.
وفيما يتعلق بخطة الشركة للتوسع الخارجى، كشف الفقى عن أن الشركة تُجرى حاليًا مباحثات للتوسع بالسوق السعودية وذلك فى إطار سعيها للتوسع خارجيًا.
200 ألف جنيه الحد الأقصى للتمويل.. وفترات تقسيط تصل إلى 60 شهرًا
وفيما يتعلق ببرامج التمويل التى تمنحها «ڤاليو» للعملاء قال محمد الفقى إن فترات التمويل تبدأ من 6 أشهر وحتى 60 شهرًا وفقًا لرغبة العميل وحجم التمويل ونوع المنتج أو الخدمة التى يرغب العميل فى تمويلها.
وأشار إلي أن هناك أيضاً عروض «زيرو فائدة» التى تمنحها الشركة على بعض المنتجات والخدمات من خلال حملات تسويقية مع بعض الشركاء المتعاقد معهم من شبكة التجار التابعة لها.
وقال إن مبالغ التمويل تبدأ من 10 آلاف جنيه وحتى 200 ألف جنيه كحد أقصى للتسوق، موضحًا أن متوسط التمويلات يبلغ 40 ألف جنيه للعميل الواحد.
ولفت إلى أن الشركة رفعت الحد الأقصى للتمويل خلال العام الماضى من 150 ألف إلى 200 ألف جنيه وذلك نتيجة رغبة كثير من العملاء فى تمويل خدمات ومنتجات ذات تكلفة باهظة، هذا إلى جانب حالة الإقبال التى شهدتها الشركة من المتعاملين فى السوق على خدمات التمويل الاستهلاكى.
وأشار إلى أن الشركة تتعامل مع كافة الشرائح المجتمعية سواء من الموظفين أو أصحاب المهن الحرة والحرفيين أو حتى أصحاب الأعمال، بشرط أن يكون الفرد قادراً على التعامل مع التطبيق «فاليو»، لديه احتياج فعلى لخدمة التمويل الاستهلاكى.
وأوضح أن الشركة متعاقدة مع الشركة المصرية للاستعلام الائتماني– I SCORE، بهدف الاستعلام على العملاء التابعين لها، أو راغبى الحصول على خدماتها.
وفيما يتعلق بنشاط تقسيط السيارات، قال إن اهتمام الشركة بتلك الخدمة محدود، بسبب احتدام المنافسة فى السوق المحلية، على هذه النوعية من التمويل الاستهلاكى.
وبشكل عام قال الفقى، إن قطاع تمويل السيارات يُعد من القطاعات الجاذبة، موضحًا أنه إذ تم التفكير بدخول المجال، سيكون من خلال المجموعة المالية فاينانس الذراع المالى غير المصرفى لبنك الاستثمار «هيرميس وليس من خلال «فاليو».
وفيما يتعلق بتعاملات الشركة فى مدينة الجونة، قال إن «ڤاليو» بدأت أعمالها هناك بإتاحة خدمة التمويل الاستهلاكى لمدارس المدينة، وذلك من خلال التعاقد مع شركة «أوراسكوم للتنمية مصر».
ولفت إلى أن الشركة تتفاوض حاليًا مع شركة «أوراسكوم للتنمية مصر» لاتاحة خدمة التمويل الاستهلاكى لتشطيب الوحدات العقارية لعملاء المدينة سواء كانت وحدات سكنية أو فندقية أو غيرها.
وفيما يتعلق بموارد تمويلات «ڤاليو» لفت إلى أن الشركة اعتمدت فى بداية الأمر على مواردها الذاتية، فيما لجأت عقب ذلك للتمويلات البنكية لتوفير السيولة اللازمة لتمويلات العملاء.
يُذكر أن «المال» كانت نشرت خلال اغسطس الماضى مفاوضات لـ«ڤاليو» مع عدة بنوك للحصول على تمويلات بقيمة 250 مليون جنيه.
وبشكل عام قال إن الشركة تُغطى تقريبًا كافة القطاعات والسلع والمنتجات التى حددها قانون التمويل الاستهلاكى الذى أقرتهُ الهيئة العامة للرقابة المالية مؤخرًا.
وأوضح أن القانون لعب دورًا كبيرًا فى تنظيم النشاط، وفى جذب انتباه المتعاملين سواء مقدمى الخدمة أو الحاصلين عليها أو التجار، إذ سمح بوجود مناخ تشريعى تحت مظلة هيئة رقابية عليا.
وتابع : واتضح ذلك فى حالة الاقبال الكبيرة من قِبل العاملين بالمجال للحصول على رخصة النشاط، هذا إلى جانب زيادة مساعى المستثمرين لدخول المجال وتأسيس كيانات جديدة.