توقّع بنك “يو بي إس” أن تبقى آفاق نمو الاقتصاد العالمي قوية في 2022، رغم التحديات التي يعيشها بينما يدخل عامه الثالث بمواجهة جائحة كورونا.
لكن مسار التعافي خلال العام الحالي يبقى مرتبطاً بعدد من الظروف، بدءاً من انتشار “أوميكرون” انتشار “أوميكرون” ، إلى التضخم الذي وصل لمعدلات قياسية، وصولاً إلى التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا.
البنك توقّع، في تقرير صادر حديثاً، رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية وتشديد السياسات المالية. ناصحاً المستثمرين بتنويع محافظهم وتوزيعها جغرافياً، ومعتبراً أن القطاعات المفضلة للاستثمار في 2022 هي الصحة والطاقة والقطاع المالي.
وأورد “يو بي إس” 7 اتجاهات ترسم ملامح الاقتصاد العالمي في 2022.
نمو الاقتصاد العالمي
من غير المتوقع أن يعيق “أوميكرون” النمو الاقتصادي العالمي في الربع الأول من العام. فيما سيكون النصف الأول من 2022 جيداً بشكلٍ خاص لقطاع الطاقة وشركات النفط التي ستستفيد من ارتفاع أسعار الخام، حيث يتوقع البنك أن تبقى عند 80 إلى 90 دولاراً للبرميل.
على صعيد الأسواق، يتوقع البنك أن تستفيد الأسهم الأوروبية من دعم السياسات النقدية ونمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة، ونمو عوائد أرباح أسهم الشركات بشكل يتفوق على معظم المناطق الأخرى من العالم.
الاستراتيجيات الاستثمارية
ذكر التقرير أن الاستثمارات في قطاع الصحة ارتفعت بنسبة 280% من 2016 حتى العام الماضي، لتصل إلى 51.3 مليار دولار، وهي تلقت بشكلٍ كبير دفعة من انتشار فيروس كورونا. ونوّه البنك بأن الاستراتيجيات الاستثمارية التي تركز على قطاع الصحة والأدوية عالمياً ستكون جاذبة للأموال ومجدية. وبالأخص أسهم شركات العلاجات الجينية، التي يُقدّر أن تشكل سوق تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار في السنوات المقبلة.
كذلك أوصى البنك بموازنة الاستراتيجيات الاستثمارية الدفاعية، والتركيز على توزيعات الأسهم المتوفرة بشكلٍ أكبر في قطاعي المال والطاقة.
الفائدة الأمريكية
بينما يتوقع البنك الفيدرالي رفع الفائدة ثلاث مرات خلال العام الحالي وثلاث مرات أخرى في 2023، تشير توقعات السوق إلى احتمال وجود أربع زيادات للفائدة خلال العام الحالي.
وقال التقرير إنه بينما يبدو أن الفيدرالي مستعد للعودة باتجاه السياسات المالية الطبيعية بشكل أسرع من المتوقع، إلاّ أن ذلك لن يؤثر على أرباح الشركات، حيث إنها تبقى مدعومة بإنفاق استهلاكي قوي وبسهولة الوصول للسيولة. متوقعاً أن تستمر السياسات المالية التحفيزية بشكلٍ عام خلال العالم الحالي.
بالنسبة للتضخم، توقع البنك أن يستمر بالارتفاع على المدى القريب، خاصة مع ما فرضه “أوميكرون” من نقص بالعمالة. مع احتمال أن يتجّه التضخم في الولايات المتحدة إلى 2% بنهاية العام. بينما في حال حصلت سيناريوهات ضاغطة، مثل تأخر الإغلاقات الناتجة عن الجائحة في الصين، فقد يستمر ارتفاع التضخم بشكل أكبر، ما يفرض على الفيدرالي التدخل بشكلٍ أسرع لكبح جماحه.
أسهم التكنولوجيا
يَعتبر تقرير “يو بي إس” أنه من المرجح أن تبقى أسهم التكنولوجيا بشكلٍ عام تواجه رياحاً عكسية على المدى القصير. لكن الفرص على المدى الطويل تبقى قوية وهي مدعومة بدوافع التغييرات التكنولوجية والتحول الرقمي.
وأوصى التقرير بالاستثمار بشكلٍ خاص في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة والأمن السيبراني، وتوقع أن تحقق هذه القطاعات مجتمعة نمواً بالأرباح بمعدل متوسط يبلغ 10%، وعوائد على الأسهم بنسبة 16% على مدى السنوات الخمس المقبلة.
عوائد غير تقليدية
يرى البنك بعض الفرص القليلة في الاستثمارات التقليدية، ولذلك ينصح بالتوجه للاستثمارات البديلة. وفي آسيا يبقى موقف البنك حيادياً تجاه العوائد الاستثمارية، وذلك بسبب الصعوبات التي يواجهها القطاع العقاري الصيني. مع احتمال أن تكون العوائد في آسيا خلال الربع الأول منخفضة أو حتى سلبية.
“يو بي إس” يوصي المستثمرين باستغلال فترة الهشاشة الحالية لإضافة استثمارات هيكلية يمكنها إضافة عوائد على محافظهم، أو بشراء الأسهم بأسعار أقل في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة، أو ببعض السلع مثل البلاتينيوم.
تحضروا لدولار أقوى
بالنظر لاتجاه الفيدرالي نحو تشديد السياسات النقدية، يتوقع البنك أن يبقى الدولار قوياً في 2022، ويبقي على اليورو في أدنى قائمة العملات من حيث التفضيلات الاستثمارية. بينما يتوقع البنك أن تتراجع قوة الفرنك السويسري.
التحول لصفر انبعاثات
شهد العام الماضي تعهدات ضخمة فيما يخص تحول الطاقة ومجابهة تغير المناخ، وعليه يرى البنك وجود فرص استثمارية في مجال التحول نحو اقتصاد خالٍ من الانبعاثات. وبينما يرجح أن تكون هناك فترة من ارتفاع أسعار الطاقة، ونوع من الهشاشة ستسري في القطاع خلال عملية التحول، إلاّ أنه على المدى الطويل،فإن جمع الاستثمارات التقليدية في القطاع مع الاستثمارات في التكنولوجيات الحديثة ستحقق أفضل النتائج نحو تحوّل الطاقة، ويرى بنك “يو بي إس” أن هذه الاستراتيجية يمكنها تحقيق النجاح كاستثمارات احتياطية أيضاً ضد أي أزمات جيوسياسية.