شهدت السنوات الأخيرة تنفيذ عدد من المشروعات العملاقة، داخل مصر بنظام «البوست تنشن»، والمعروف بإسم «الخرسانة سابقة الاجهاد».
«البوست تنشن» لجأ إليه المطورون العقاريون مؤخرا، بغرض تنفيذ مشروعات بجودة أفضل، وبمعدلات زمنية فائقة، علاوة على تقليل حجم التكاليف المتغيرة بفعل تقلب أسعار الحديد.
إلتقت «المال» مع المهندس مصطفى نجيب، المدير العام لشركة «EuroPT» وهى وكيل شركة MK4 الإسبانية، العاملة فى مجال الخرسانة سابقة الاجهاد، للتعرف عن قرب على نظام البوست تنشن، وكذك حجم الأعمال المنفذة داخل مصر.
وقال مصطفى نجيب، إن «EuroPT» هى شركة مصرية تم تأسيسها منذ 5 سنوات، كما أنها الوكيل الوحيد لشركة «ام كى فور» الإسبانية، وهى إحدى الشركات الرائدة فى مجال الخرسانة سابقة الإجهاد على مستوى العالم.
وأوضح، نجيب أن «الخرسانة سابقة الإجهاد» هى شكل من أشكال الخرسانة المستخدمة فى البناء، وهى نظام بديل لحديد التسليح، والتى يتم وضعها تحت ضغط قبل تحميلها بأحمال تتجاوز وزنها.
وأضاف، يتم إنتاج هذا الضغط من خلال تحزيمها “بأوتار عالية القوة” من الداخل بحجم الخرسانة، لتحسين أداء الخرسانة فى الخدمة، مشيرا إلى أن الأوتار تتكون من أسلاك مفردة أو متعددة، وتكون أكثر شيوعا من الفولاذ عالى الشد.
وأكد، المدير العام للشركة، أن أساس الخرسانة سابقة الإجهاد هو أنه بمجرد الضغط الأولى وقد تم تطبيقه، يتم تحويل القطاع الخرسانى بالكامل لقطاع تحت قوى الضغط، وهو ما يؤدى إلى تحسين القدرة الإنشائية والخدمية، مقارنة بالخرسانة المسلحة التقليدية.
واستطرد، من أهم مميزات استخدام هذا النظام هو توفير كمية الحديد، مقارنة بالأنظمة الأخرى، بالإضافة إلى تقليل سمك البلاطة عند استخدام مجازات كبيرة، وسرعة التنفيذ وسرعة فك القالب الخشبى، كما أنه نظام موجود بالكود المصرى، وينفذ فى أغلب دول العالم
وحول المواد المستخدمة لتنفيذ نظام الخرسانة سابقة الإجهاد، قال نجيب إن هناك ثلاثة عناصر أساسية، منها ما يتم تصنيعه داخل مصر، والآخر يتم استيراده من إسبانيا، ويخضع لرقابة صارمه من مركز البحوث والإسكان، ومكاتب إستشارية تستعين بها وزارة الإسكان للموافقة على دخوله لمصر.
وحول المشروعات التى تم تنفيذها داخل مصر بنظام الخرسانة سابقة الإجهاد، قال مصطفى نجيب إن شركته دائما ما تقدم دراسات الجدوى حول استخدام هذا النظام البديل، علاوة على التصميمات، وتوريد الخامات، والتنفيذ الكامل من خلال فريق عمل، مكون من مهندسين، وفنيين.
المدير العام: شـاركنا فى «الحى السـكنى الثالث» بتعاقد مع هيئة المجتمعات العمرانيـة
وأشار إلى أن مشروع الحى السكنى الثالث بالعاصمة الإدارية الجديدة، كان أحد أهم المشروعات التى شاركت فيها الشركة، من خلال تعاقد مع هيئة المجتمعات العمرانية، بإجمالى 80 ألف متر مسطح.
وأضاف، كما نفذت الشركة، أعمال التصميم والتنفيذ، لمشروع، كمبوند الواحة، المقام فى منطقة شرق القاهرة، وانتهينا من تنفيذ خلال 9 أشهر، وهو وقت قياسى، مقارنة بفترات تنفيذ المشروعات من خلال الخرسانة العادية.
نفذنا أعمال جامعة دراية بالمنيا الجديدة ونعمل على إنهاء 8 مشروعات فى العاصمة الإدارية
وقال نجيب توسعنا بحجم الأعمال خلال الفترة الأخيرة فى المدن الجديدة، ونفذنا أعمال مشروع جامعة دراية بالمنيا الجديدة، كما أننا نعمل على تنفيذ عدد 8 مشروعات فى العاصمة الإدارية الجديدة، بمنطقتى حى المال والأعمال، وحى الوزراء».
وأضاف، نعمل فى الوقت الحالى على دراسة خطوات تنفيذ مشروع مول تجارى، فى منطقة زايد الجديدة، بعد أن انهينا التصميمات المعمارية، بإجمالى مسطح بلغ 70 ألف متر، وتنفيذ عدد 14 برجا سكنيا بارتفاع 9 أدوار بمدينة بنها، علاوة على مشروع فى مدينة المنصورة.
وأشار إلى أن هذه المشروعات تتم بالتعاون مع مطورين عقاريين، وهم، “الصفوة للتطوير، عامر جروب، بلديريا للتطوير، المعادى للتطوير”، بالإضافة لمشروعات تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية، ومشروع آخر إدارى مملوك لشركة سامسونج بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وحول حجم استثمارات الشركة فى السوق المصرية، قال: نجيب، إن الشركة نفذت حجم أعمال حتى 2020 بلغ 30 مليون جنيه، ولدينا فى العام الحالى فقط تعاقدات بلغت 40 مليون جنيه، معتبرا إن الشركة تخطو بشكل ثابت وجيد خاصة وأنها متخصصة فى أحد مواد البناء.
وأضاف نخطط للوصول بحجم الأعمال فى نهاية 2021 إلى 60 مليون جنيه، كما أننا أعددنا خطة طموحة للوصول بحجم الأعمال فى عام 2023 إلى 150 مليون جنيه مصرى، خاصة وأن هناك تواصلا مع المطورين، والذين اقتنعوا بأهمية وجودة المنتج، بالإضافة، لتوفير التكاليف، وسرعة الانجاز».
يبلغ عدد الشركات العاملة فى مجال الخرسانة سابقة الإجهاد 7 شركات، بحسب ما أكده، نجيب، مضيفا أن هناك شركات غير مسجلة بالاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، لكنها، موجودة وتنفذ أعمالاً صغيرة جدا.
وأضاف المدير العام، لشركة «EuroPT»: وقعنا اتفاقية مع الشركة الإسبانية، بغرض التوسع بالمشروعات فى ليبيا وعمان، وبدأنا فى مخاطبة عدد من الشركات هناك، كما أننا ندرس تنفيذ مخزن كبير فى مصر، بغرض استيراد الخامات من إسبانيا، وتوزيعها على الدول المحيطة.
واختتم، «لدينا سمعة طيبة، اكتسبناها بعد تنفيذ عدد هائل من المشروعات خلال فترة قليلة، كان أبرزها مشروعات لشركات سوديك وتبارك القابضة وجامعة عين شمس وأملاك للمقاولات العامة وأوراسكوم وميديكوم ورواد الهندسة الحديثة بخلاف ريدكون وايترنا وكونستيك وكونكريت».
وفى فبراير من العام الماضى، عقد وفد من نقابة المهندسين، اجتماعا فى الولايات المتحدة مع مسؤولين فى مؤسسة معهد الخرسانة سابقة الإجهاد، لمناقشة آليات تنفيذ مركز مهنى لتدريب المهندسين المصريين، على نظام التسليح الجديد.
وقال بيان لنقابة المهندسين حينها، إن المركز سيكون هو الأول فى الشرق الأوسط وأفريقيا، للتوسع فى نظام الخرسانة سابقة الإجهاد.