قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن اعتماد الولايات المتحدة على سلاسل التوريد الأجنبية ، جعلها عرضة للتقلبات، وإنها بحاجة إلى إنتاج سلع أكثر أهمية محلياً من أجل حماية أمنها الاقتصادي والوطني.
يلين أضافت في مقابلة مسجلة أمس الاثنين لمؤتمر عبر الإنترنت استضافته صحيفة “فاينانشيال تايمز”: “من المحتمل أن تكون السياسات التي سيصفها الناس على أنها حمائية، ضرورية من أجل خلق الحوافز المناسبة لإنتاج السلع داخل البلاد”.
لم تقدم يلين مزيداً من التفاصيل حول الإجراءات المحتملة التي توقعتها أو تصورتها.
الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية
كما قالت يلين في تصريحات أذيعت اليوم الثلاثاء “بالتأكيد نريد العمل مع الدول الأخرى – مع حلفائنا وشركائنا – لمعالجة صمود أو مرونة سلسلة التوريد على أساس جماعي”.
لا أعتقد أن الأمر يتعلق فقط بالولايات المتحدة التي تصنع كل شيء في الداخل، ولكن في بعض الحالات قد يكون ذلك جزءاً من التحرك أو الإجابة، وفقاً لـ يلين.
كما استشهدت يلين الأسبوع الماضي بإجراءات تجارية في سياق مناقشة التضخم، قائلة إن “التعريفات تساهم في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة”.
تحدثت يلين عن زيادات التعريفة المفروضة خلال إدارة دونالد ترمب قائلة “بعضها يخلق مشاكل دون أي مبرر استراتيجي حقيقي”.
كانت يلين قد أشارت في مؤتمر نظمته وكالة “رويترز” يوم الخميس الماضي، إلى أن مكتب الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي فتح عملية يمكن للشركات من خلالها التقدم لخفض الرسوم الجمركية، في الحالات التي تتجاوز فيها التكلفة التي يتحملها الأمريكيون أي فائدة.
الحد من المعروض من السلع
أدت الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 إلى الحد من المعروض في العديد من السلع، بما في ذلك أشباه الموصلات التي تدخل في صناعة مجموعة من المنتجات من الإلكترونيات إلى السيارات.
وأدى هذا إلى إحباط أو تثبيط عزيمة الشركات المصنعة وارتفاع الأسعار للمستهلكين. قالت يلين إن الأمر قد يستغرق “عامين” لحل الاختناقات التي تواجه العديد من المنتجات.
وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بمراجعة نقاط الضعف هذه في وقت سابق من عام 2021، والتي تركز على أشباه الموصلات والبطاريات والمعادن الهامة والمستحضرات الصيدلانية.
قالت يلين إن مراجعة نقاط الضعف تنتقل إلى مرحلة ثانية ستفحص الإمدادات اللازمة للدفاع والغذاء والصحة العامة وتقنيات الاتصالات.
كررت يلين أيضاً وجهة نظرها بأن التضخم المرتفع كان ناتجاً بشكل أساسي عن مشكلات الإمداد المرتبطة بالوباء، وأنه سيتلاشى مع السيطرة على الفيروس.
قالت إنها لا ترى أي دليل على الارتفاع الحلزوني للأجور والأسعار الذي يمكن أن يحافظ على وتيرة زيادات الأسعار لفترة طويلة.
في حين ظل الاقتصاد وسوق العمل يتسمان بالقوة، أقرت يلين بأن استمرار انخفاض المعروض من العمالة بمثابة “لغز” وسط ارتفاع الطلب على العمال.
وزيرة الخزانة الأمريكية قالت: “لست متأكدة من أنني أعرف الإجابة”، مضيفة أنه بمرور الوقت من المرجح أن يؤدي سوق العمل الضيق أو الذي يشهد تشديداً وتحسن الظروف الصحية إلى عودة بعض العمال.