شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم في قمة مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي عبر الفيديو كونفرانس لمناقشة قضية سد النهضة.
وصرح بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب خلال القمة عن الشكر للرئيس الجنوب أفريقي على مبادرته بالدعوة لعقد هذه القمة الهامة لتناول قضية سد النهضة بحضور الدول المعنية الثلاث.
وقال إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية حكومية من الدول الثلاث من ضمن مهمتها الانتهاء من الموضوعات العالقة، وأهمها أن يكون هناك التزام قانوني لأي اتفاق يتم الوصول إليه، وكذلك الاتفاق على عدم ملء السد قبل الوصول إلى هذا الاتفاق.
وأضاف بسام راضي أنه ستتم إحاطة مجلس الأمن الدولي بهذه التطورات في الجلسة التي حددها لمناقشة الملف يوم الاثنين القادم، وحتى يأخذها في اعتباره.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في نص كلمته “إن سد النهضة الإثيوبي أصبح أمرًا يشغل كل بال مصري ومصرية، ويسبب لهم قدرًا كبيرًا من القلق والتوجس حول حاضرهم ومستقبلهم، فمصر تعتمد على نهر النيل بالكامل في الوفاء باحتياجاتها المائية، وقد انتاب شعور بالخوف المصريين تجاه تعثر المفاوضات وإعلان إثيوبيا اعتزامها البدء في ملء خزان السد الضخم دون التوصل لاتفاق حول قواعد منظمة لعملتي ملء وتشغيل سد النهضة دون توافق حول الإجراءات التي تحول دون تعرض مصر والسودان لأضرار جسيمة من هذا السد.
وأضاف: “أود أن أعرب عن أنه مع استمرار تمسكنا بالحوار والتفاوض يساورنا خيبة أمل تجاه جولات المفاوضات التي عقدت من قبل، بما فيها التي أجريت برعاية شركائنا الدوليين من الولايات المتحدة والبنك الدولي التي أفضت إلى التوصل لاتفاق يتأسس على المداولات والمناقشات التي شاركت فيها إثيوبيا، ووقعت عليها مصر بالأحرف الأولى في 28 فبراير الماضي، في بادرة لحسن النوايا.
وكذلك المفاوضات التي أجريت بدعوة مقدرة من رئيس الوزراء السودان عبد الله حمدوك، ورغم ان مصر أبدت قدرًا من المرونة والتفهم لاحتياجات الأشقاء في اثيوبيا فإنه توجد ضرورة لإظهار نية سياسية صادقة للتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح دولنا وشعوبنا الثلاث، والابتعاد عن أي اجراءات أحادية تؤدي لفرض الأمر الواقع.
وتابع: “لقد انخرطت مصر بحسن نية في مفاوضات سد النهضة، وسعت طوال هذه السنوات للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق لإثيوبيا اهدافها التنموية، ويحفظ لمصر والسودان في الوقت ذاته حقوقهما المائية، إلا أن تحقيق هذه الغاية يتطلب من الجميع إبداء حسن النية.
وقال إن رؤية مصر في هذا الشأن تتمثل في أهمية العودة للتفاوض والعمل بجد ودأب من أجل التوصل في أقرب فرصة ممكن الى اتفاق حول سد النهضة، مع العمل على تهيئة البيئة المواتية لنجاح هذه المفاوضات من خلال تعهد اثيوبيا بعدم الإقدام على أي خطوة أحادية قبل الاتفاق والبناء ما تم الانتهاء إليه في المفاوضات السابقة.
ونؤكد بكل إخلاص استعدادنا التوصل لتفاهمات تسهم في ايجاد حلول لهذه الأزمة، وتعزز من التعاون بين دولنا وتعمق من أواصر الصداقة والمحبة بين شعوبنا.