في رحلة مُلهمة تجمع بين التطوع والعمل الاجتماعي، يروي لنا محمد شتا وولاء قصة مميزة بدأت من الصعيد، حيث التقيان خلال مشاركتهما في مبادرة “جوجل مايند” لتنمية المهارات التكنولوجية للأطفال، لم تكن هذه المبادرة هي البداية لمسيرة كل منهما في العمل الاجتماعي، بل كانت امتدادًا لتجارب سابقة زرعت بذور التغيير في نفوسهم.
جمع القدر بين ولاء ومحمد مرة أخرى في ورشة “لقطة” لصناعة الأفلام القصيرة لخدمة قضايا المجتمع، والتي نظمتها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وشاركت ولاءعاشقة التصوير والخدمة المجتمعية، في الورشة، حيث انضمت إلى 35 شابًا وفتاة.
من هي ولاء؟
خريجة كلية الآداب قسم إعلام، شعبة إذاعة وتلفزيون بجامعة المنيا، فتاة نشيطة منذ صغرها، حصلت على منحة من وزارة الخارجية الأمريكية خلال دراستها بالمدرسة الإعدادية والثانوية، حيث انضمت إلى برنامج تدريبي حول التوعية المجتمعية. فتحت لها هذه التجربة آفاقًا جديدة، واكتسبت مهارات ريادة الأعمال والتبادل الثقافي والمبادرات المجتمعية، تاركةً بصمة عميقة في حياتها.
من هو محمد شتا؟
شاب مثابر،خريج كلية العلوم بجامعة الأزهر بأسيوط، انخرط في العمل الاجتماعي منذ عام 2011، كمتطوع في جمعية رسالة خلال المرحلة الإعدادية. قبل تخرجه من الجامعة عام 2019، أسس فريقًا مع زملائه لتدريب الطلاب على متطلبات سوق العمل، سعيًا لتقليل الفجوة بين المناهج الدراسية واحتياجات سوق العمل.
أثبتت ولاء مهاراتها في صناعة الأفلام، حيث أنتجت فيلمًا عن فتاة تركت دراستها في كلية الحاسبات والمعلومات لمتابعة شغفها بالتطريز، وفيلمًا آخر عن فتاة ملهمة تعلمت قيادة السيارات وسياسات السلامة.
لم تتوقف إبداعات ولاء عند التصوير فقط، بل ساهمت في مساعدة فتاة من ذوي الإعاقة الحركية على صناعة فيلمها، تجسيدًا لمعاناة ذوي الإعاقة. كما ساعدت فتاة من ذوي الإعاقة البصرية في محافظة المنيا على كتابة قائمة طعام بطريقة برايل وصممت لعبة كوتشينة.
ثنائي في حياة ذوي الإعاقة
لم يكتفِ محمد وولاء بإنتاج الأفلام القصيرة، بل سعيا إلى إيصالها إلى الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية. فجاءت فكرة “أوصفلي” ليكون مع كل فيلم وصف سمعي يشبه وصف مذيع الراديو، بالإضافة إلى ترجمة للغة الإشارة. شاركا الفكرة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ونال مشروعهم الموافقة.
أنشأ محمد وولاء قناة على يوتيوب باسم “أوصفلي” تضمنت 9 أفلام قصيرة مزودة بوصف بصري ولغة إشارة. واجه الثنائي تحديًا تمثل في صعوبة تعامل بعض ذوي الإعاقة البصرية مع التكنولوجيا، فبادر محمد بتدريبهم على استخدام الكمبيوتر والبرامج المخصصة لذوي الإعاقة البصرية ليتمكنوا من استخدام تطبيق “أوصفلي”.
ويتطلعا إلى توسيع نطاق عملهما من خلال إنتاج محتويات تعليمية للمراحل المختلفة على طريقة “أوصفلي”، كما يسعيان إلى تطوير تطبيق “أوصفلي” ليتيح للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية مشاهدة أي محتوى مرئي.
جدير بالذكر أن مشروع “الفن من أجل التنمية” الذي تتبناه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، يُعدّ أحد أهم مشاريع ولاء ومحمد، إذ يهدف إلى استخدام الفن كأداة قوية للوصول إلى مختلف الفئات العمرية في المجتمع، ونشر رسائل التوعية بتكافؤ الفرص بين الجنسين ودمج ذوي الإعاقة.