قال مصدر بمكتب الخط الملاحى الصينى كوسكو شيبينج بمصر، إن خدمات الخط من وإلى الهند لم يطرأ عليها أى تغييرات سواء فى الموانئ التى تتردد عليها أو فى حجم التجاره البحرية المنقولة، وما زالت الخدمة الحالية للخط من ميناء دمياط للهند مستمرة باستثناء تشديد الإجراءات الاحترازية بالمطارات والموانئ الهندية وعلى السفن ومستلمى البضاعة ووكلاء الشحن الذين يتعاملون مع المصانع الهندية لشحن الحاويات بالبضائع.
وأضاف المصدر أن الموانئ الرئيسية بالهند مثل مومباى وشنهاى لم تتأثر بجائحة كورونا ولا بالسلالات المتحورة التى تسببت فى كارثة بشرية هناك، ولم تزد نسبة التراجع عن %20 فى حجم البضائع المشحونة من الهند سواء لمصر أو لدول العالم.
وأوضح مصدر فى تحالف الخطوط اليابانية أن الخدمة الملاحية على سفن الخط من الهند إلى مصر لم يطرأ عليها أى تغيير، متوقعا حدوث تغييرات بعد تطبيق منظومة الشحن المسبق التى تعتزم الجمارك تطبيقها اعتبارا من أول يوليو المقبل، لافتا إلى أن ميناء دمياط يستقبل خدمة كل أسبوعين قادمة من الهند.
وقال محمد متولى، رئيس مجلس إدارة شركة أوربت لاين للشحن، إن نولون الشحن البحرى من الهند تجاوز المعدلات الطبيعية، مقارنة مع حجم التأثير فى الشحن الجوى، حيث بلغ سعر شحن الحاوية 40 قدما من الهند إلى مصر 13 ألف دولار، والحاوية 20 قدما وصل سعر شحنها إلى 7 آلاف دولار بزيادة 7 أضعاف عن المعتاد، لافتا إلى أن الهند تصدر لمصر سلعا كثيرة مثل الشاى والدخان والقماش والبتروكيماويات والمنسوجات.
وتوقع متولى مزيدا من الارتفاع فى نولون الشحن من وإلى الهند رغم عدم تأثر السوق الهندية بالجائحة باستثناء بعض الإجراءات الاحترازية التى وضعتها السلطات الهندية على مستلمى البضائع سواء فى المطارات أو الموانئ.
وأكد محمد ياسين، وكيل شحن للحاويات المشتركة، أن ارتفاع نولون الشحن وتراجع حجم البضاعة المنقولة من أوروبا وأمريكا وتزايد الطلب عليها من الصين أدى إلى قيام الخطوط الملاحية الناقلة للبضاعة بإخراج السفن الضخمة والاستعانة بسفن صغيره لتقليل تكاليف التشغيل، لافتا إلى أن نولون الشحن البحرى تجاوز المنطق وارتفع سعر شحن الحاوية 40 قدما من 30 ألف جنيه إلى 130 ألف جنيه.
وقال ياسين إن لكل خط ملاحى سياسة تسعير مختلفة، ففى الوقت الذى تتجه فيه بعض الخطوط لرفع نولون الشحن بمناطق معينة تتجه منافستها إلى تقليل النولون للاستحواذ على الخدمات الملاحية بتلك المنطقة مثل الخط الإيطالى إم إس سى الذى قرر تقليل نولون الشحن للشرق الأقصى فى الوقت الذى كانت كل الخطوط تتجه لرفعه، وذلك فى ضوء إمكانيات كل خط وخدماته وسفنه والموانى التى يتردد عليها.
وقال مصدر بخط ميرسك الملاحى العالمى إنه لم تصل أى تعليمات من مكتب الخط الرئيسى لمكاتبنا الإقليميه بتعديل مسارات الخدمات الملاحية للموانئ الهندية باستثناء بعض المنشورات الصادرة من وزارة الصحة بتشديد الإجراءات الاحترازية من وإلى الدول التى ظهرت بها سلالات متحورة لفيروس كورونا ومن بينها الهند.
وقال الربان محمد السيد أبو حشيش، مدير فرعى بورسعيد ودمياط بالشركة المصرية الدولية للتوكيلات والخدمات البحرية، إن خدمات الخط الهندى فاسكو الذى يتردد على السخنة ويخدم دول الخليج العربى والسعودية لم تتوقف.
وأضاف أن الخط يتردد على ميناء السخنة بصفة منتظمة بواقع رحلة أسبوعيا لينقل الصادرات المصرية من الفواكه والخضروات وبضائع الصب الجاف من الرخام والفوسفات والرمل الزجاجى، إضافه إلى المنتجات الأخرى من المنسوجات والجلود والمنتجات الورقية والكارتون.
وأوضح إبراهيم شلبى، رئيس شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة بورسعيد، أن الخط الملاحى الألمانى هاباج لويد رفع نولون شحن الحاوية 1000 دولار على البضائع المنقولة من ميناء جدة السعودى إلى عمان والإمارات والبحرين وقطر والكويت والعراق وباكستان وبنجلاديش مما يؤكد أن الخطوط الملاحية أصبحت تتحكم فى أسعار الشحن الذى كان حقا أصيلا لوكلاء وشركات الشحن.
وأشار شلبى إلى أن السوق الملاحية بجميع عناصره تترقب التطبيق الإجبارى لمنظومة «ACI» التى قد تؤدى مرحليا إلى تعثر البضاعة الواردة من جميع أنحاء العالم، متوقعا ارتفاع أسعار البضاعة خلال المرحلة القادمة.
وطالب بتشكيل اتحاد شاحنين لمجابهة تحكم الخطوط الملاحية فى منظومة الشحن وأسعار النوالين البحرية، لافتا إلى أن التحالفات الملاحية تتحكم فى الفراغات على السفن، وبالتالى فى نولون شحنها.
وقال إن وجود خط ملاحى عربى أصبح ضرورة للحفاظ على التجارة البينية بين الدول العربية وبينها وبين دول العالم، والذى لم يعد له وجود منذ أن تم استحواذ خط الهاباج لويد الألمانى على الخط العربى.
وتوقع الدكتور عمرو السمدونى، نائب رئيس شعبة خدمات النقل الدولى واللوجستيات بالقاهره، استمرار الخطوط الملاحية العالمية فى تنفيذ مزيدا من عمليات الاندماجات والاستحواذات، والتى اعتبرها ظاهرة اقتصادية طبيعية فى ظل الأوضاع الراهنة للتجارة العالمية.
وأشار إلى أن الازدحام فى الموانئ وقلة المعروض من الحاويات، قد كبَّدت العملاء «تكلفة إضافية كبيرة»، مرجعا الارتفاعات غير المسبوقة لأسعار الشحن البحرى إلى اتفاق العديد من الخطوط الملاحية العالمية مؤخرا على تخفيض عدد السفن المشاركة فى التجارة العالمية، والذى يأتى لحماية تلك الخطوط من الخسائر التى لحقت بها خلال العام الجارى بسبب كورونا، والسعى نحو رفع أسعار النوالين. .
وأضاف السمنودى أن تقريرا صادرا عن مركز شنغهاى الدولى لأبحاث الشحن البحرى صدر فى الربع الأخير من العام الماضى، أكد استمرار النقص فى الحاويات الفارغة لعدة شهور قادمة مما جعل بعض شركات التكنولوجيا العملاقة تقدم خدمة حجز الحاويات.
يذكر أن 95% من التجارة الهندية يتم نقلها بحرا، وتملك الهند 12 ميناء رئيسيا وأكثر من 200 ميناء صغير، وأبزها ميناء باراديب وفيساخاباتنام، وموانئ تشيناى وكولكتا، ويعد ميناء جواهلر لال نهرو أكبر ميناء للحاويات فى الهند بجانب ميناء مومباى أبرز موانئ الشحن فى نشاط الزيوت والبضائع الجافة، وقد استثمرت الحكومة الهندية فى تطوير البنية التحتية للموانئ باعتبارها ثانى أكبر دولة مصدرة للمنسوجات فى العالم.