توقع المحللون فى وكالة IHS ماركيت العالمية لأبحاث الأسواق المالية، فى تقرير صدر مؤخرا، هبوط مبيعات السيارات %22 على مستوى العالم خلال العام الجارى لتنخفض إلى 70 مليون وحدة مع تفاقم العدوى من فيروس كورونا.
أكد المحللون فى الوكالة أن مبيعات السيارات فى السوق الأمريكية ستنخفض بأكثر من %26.6 هذا العام، لتهبط إلى 12.5 مليون وحدة بعد أن تصدرت الولايات المتحدة جميع دول العالم فى عدد الوفيات والإصابات التى تجاوزت 116 ألف ضحية، و2.1 مليون حالة على الترتيب حتى الآن.
ذكرت شبكة CNBC أن مبيعات السيارات فى الولايات المتحدة-ثانى أكبر سوق للسيارات فى العالم بعد الصين-تقود الانخفاض هذا العام بسبب “كوفيد – 19” الذى تسبب فى إغلاق المصانع ومعارض البيع ومنع المستهلكين من الخروج للتسوق معظم شهور النصف الأول من العام الجارى.
جاء فى تقرير وكالة IHS ماركيت أن مبيعات السيارات فى السوق الأمريكية ستنخفض لأدنى المستويات هذا العام منذ أن نزلت إلى 11.6 مليون وحدة فى 2009 خلال الأزمة المالية العالمية بينما ستهبط مبيعات السيارات فى الصين %15.5 لتصل إلى 21 مليون سيارة مقارنة بالعام الماضى.
لكن مبيعات السيارات فى الصين موطن وباء كورونا تحسنت خلال مايو الماضى لترتفع بنسبة %14.5 مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضى لترتفع إلى 2.19 مليون وحدة ، مسجلة زيادة للشهر الثانى على التوالى مع تعافى أكبرسوق للسيارات فى العالم من مستويات متدنية بلغتها خلال إجراءات العزل العام الهادفة لمكافحة الفيروس.
يأتى ذلك التحسن بعد ارتفاع بنسبة %4.4 فى أبريل الماضى فى السوق الصينية، وانخفاض %43 فى مارس بعد أن قلصت الجائحة من الطلب على الشراء، وقبل أبريل كانت المبيعات تعانى من تراجع استمر على مدى عامين تقريبا، بسبب الحرب التجارية التى شنتها واشنطن على حكومة بكين.
أما المبيعات المرتقبة فى دول أوروبا فسوف تتراجع %15 لتنخفض إلى 13.6 مليون وحدة، مع تفاقم الوفيات والإصابات من الوباء المميت فى القارة العجوز التى تتصدر قارات العالم بحوالى 2.3 مليون حالة و183 ألف ضحية لدرجة أن العديد من مصانع ومعارض السيارات مازالت مغلقة فى كبرى أسواق غرب أوروبا، منها إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا.
تتوقع ماريا بارا، رئيسة جنرال موتورز، أكبر شركة سيارات أمريكية ارتفاع الطلب على شراء السيارات الجديدة خلال النصف الثانى من هذا العام، رغم وباء كورونا، بعد أن جدد رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكي)، جيروم باول تعهده ببذل الجهد لإعادة سوق العمل الأمريكية إلى القوة التى كانت عليها قبل فيروس كورونا.
كما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية هذا الأسبوع عن ارتفاع إجمالى مبيعات التجزئة بأكثر من %17.7 خلال مايو الماضى، مقارنة بالشهر السابق لتسجل أعلى مستوى منذ عام 1992، مع عودة 2.5 مليون أمريكى لسوق العمل الذى ضربه وباء كورونا، وتسبب فى ارتفاع معدل البطالة لأكثر من %8 لكن مبيعات التجزئة لا زالت أقل %6 من مستواها فى مايو من العام الماضى، ما جعل مارى بارا تشعر بالتفاؤل فى انتعاشة مبيعات السيارات خلال الشهور المقبلة من العام الجارى.
ما يؤكد على انتعاش سوق السيارات الأمريكية أن أسعار أسهم شركة تيسلا الأمريكية المتخصصة فى السيارات الكهربائية قفزت إلى مستويات قياسية خلال الأيام القليلة الماضية، ليتجاوز سعر سهما 1000 دولار، وترتفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 185 مليار دولار، لتتفوق على تويوتا موتور اليابانية أكبر شركة سيارات فى العالم، وعلى شركات السيارات الأمريكية الكبرى جنرال موتورز، و فورد، وفيات كرايسلر مجتمعة، رغم أن تيسلا لم تظهر فى الولايات المتحدة إلا منذ 16 عاما فقط.
