وكالة موديز تتوقع استمرار احتفاظ الدولار الأمريكي بمكانته

الخطر الأكبر على المدى القريب بالنسبة لمركز الدولار ينبع من مخاطر أخطاء السياسة التي تقوض الثقة

وكالة موديز تتوقع استمرار احتفاظ الدولار الأمريكي بمكانته
أيمن عزام

أيمن عزام

9:29 م, الجمعة, 26 مايو 23

تتوقع وكالة “موديز إنفستورز سيرفيس” أن العملة الأمريكية من المرجح أن تحافظ على مكانتها رغم كل التحديات، وذلك رغم كل المخاوف بشأن فقدان الدولار الأمريكي هيمنته في التجارة وعالم التمويل على الساحة الدولية، بحسب وكالة بلومبرج. 

كتب محللو “موديز” في مذكرة بحثية أمس الخميس “نتوقع ظهور نظام نقدي للعملات متعدد الأقطاب خلال العقود القليلة المقبلة، بقيادة الدولار كون العملات المنافسة ستكافح لمحاكاة نطاق استخدامه وسلامته وقابليته للتحويل بالكامل”.

احتفاظ الدولار الأمريكي بمكانته

هذا لا يعني أن شركة التصنيف الائتماني لا ترى أي مخاطر على المدى القصير. وتقول إن عوامل توجه الولايات المتحدة نحو الحمائية وإضعاف المؤسسات وخطر التخلف عن السداد، من شأنها أن تهدد هيمنة الدولار على الساحة العالمية.

ذكر التقرير أن الخطر الأكبر على المدى القريب بالنسبة لمركز الدولار ينبع من مخاطر أخطاء السياسة التي تقوض الثقة من جانب السلطات الأمريكية نفسها، مثل تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها على سبيل المثال. كما أن إضعاف المؤسسات والتحول نحو الحمائية يهددان دور الدولار عالمياً”.

حتى لو تم سداد ديون الحكومة الأميركية بعد التخلف عن ذلك بسرعة، فإنه سيضر “بشكل دائم” بسمعة سندات الخزانة الأميركية كأصول خالية من المخاطر، حسب “موديز”.

أثارت أزمة سقف الديون توترات بالأسواق المالية. وأشار المسؤولون الأميركيون أمس الخميس إلى أنهم أحرزوا بعض التقدم دون التوصل إلى اتفاق بعد مع استمرار اقتراب موعد نفاد السيولة النقدية لدى وزارة الخزانة.

وتصاعد التوتر حول مفاوضات الحد من الديون الأميركية بعد أن حذّرت وكالة “فيتش” أن تصنيف الولايات المتحدة عند (AAA) أصبح تحت التهديد الناجم عن المواجهة السياسية التي تمنع التوصل إلى اتفاق.

لم تقم “موديز” بإجراء أي تعديلات على نظرتها المستقبلية عقب الخلافات في واشنطن لرفع قدرة البلاد على الاقتراض.

لا توجد بدائل عملية للدولار رغم التحديات

قال التقرير: “رغم أننا نتوقع أن يوافق السياسيون في نهاية المطاف على رفع أو تعليق سقف الدين وتجنب التخلف عن سداد الديون الحكومية، إلا أن زيادة الاستقطاب في البيئة السياسية المحلية على مدى العقد الماضي أضعف إمكانية التنبؤ وفعالية صنع السياسة الأمريكية”. كما أن “العقوبات التي تمنع التدفق الحر للدولار في التجارة والتمويل عالمياً، يمكن أن تشجع على مزيد من التنويع” للتعامل بعملات أخرى.

يخلص تقرير “موديز” إلى أن عوامل السيولة للدولار الأمريكي والأمان وتكاليف المعاملات المنخفضة، تضمن استمرار هيمنته في التجارة والتمويل دولياً، مشيراً أيضاً إلى عدم وجود بدائل عملية.

وقال التقرير إن البنوك المركزية خفضت حصة حيازات الدولار إلى 58% من 71% في عام 2000، بينما عززت حيازاتها من الرنمينبي (اليوان) والدولار الأسترالي والدولار الكندي.