أكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الدكتور محمد القوصي، أن عودة المسبار الصيني “تشانغ آه – 5” (Chang’e-5) مؤخرا بسلام إلى الأرض حاملا عينات صخرية من سطح القمر لأول مرة منذ أربعة عقود يعد “إنجازا علميا ضخما” ليس فقط للصين بل لعلوم الفضاء.
عودة المسبار الصيني
وقال القوصي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، “من حق الصين أن ترفع علمها على سطح القمر كما فعلت مكافأة لها على هذا العمل العلمي الضخم”.
وعاد المسبار الصيني “تشانغ آه – 5” الخميس الماضي إلى الأرض بعينات من الصخور والتربة تم جمعها من سطح القمر، لأول مرة منذ 44 عاما بعد أن قام المسبار السوفيتي “لونا-24” (Luna-24) برحلة مشابهة في عام 1976.
وأضاف “أن هذا الحدث مهم جدا لأنه لم تكن هناك أية محاولات ناجحة للحصول على عينات من صخور القمر والعودة بها إلى الأرض خلال الأربعين عاما الماضية، والتي حاولت خلالها العديد من الدول ولم يكتب لها النجاح”.
مهمة علمية شاقة
وأوضح أن “الهبوط الناعم” للمركبة الفضائية الصينية على القمر وبقائها هناك لمدة يومين والعودة بسلام لم تكن مهمة علمية سهلة على الإطلاق”.
وأكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أن “وصول المركبة في حد ذاته إلى القمر على بعد 400 ألف كيلومتر كانت أيضا مهمة صعبة للغاية، ورحلة تحتاج إلى مستوى عال من التحكم”.
وبحسب القوصي فإن هناك ثمة إجماع في العالم على أن “الصين أصبحت اليوم بلا شك قوة فضائية عظمى”.
وأشار إلى أن هذه التجربة ليست أولى ، منوها إلى النجاحات السابقة التي حققتها الصين في إرسال أقمار صناعية متعددة الوظائف إلى الفضاء.
كما أشاد بالعمل الجاد من قبل إدارة الفضاء الوطنية الصينية الذي أدى إلى مثل هذه الإنجازات.
وأعرب القوصي، الذي زار بكين عدة مرات، عن تقديره للتعاون المستمر بين مصر والصين في مجال الفضاء، وعزا ذلك إلى العلاقات المتميزة بين البلدين.
منحة صينية لمصر
وأكد القوصي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن “العلاقات القوية أدت إلى موافقة الصين على منحة لمصر في مجال تكنولوجيا الفضاء، تساعد من خلالها مصر في بناء مركز لتجميع الأقمار الصناعية”.
وقامت الصين بالفعل بشحن جميع المعدات اللازمة لمصر لبناء مركز تجميع ودمج واختبار الأقمار الصناعية، والذي سوف يكتمل في منتصف عام 2021، وفقا للقوصي.
وأوضح الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أنه “بعد الانتهاء من إنشاء المركز سوف يأتي خبراء صينيون لتركيب وتشغيل الأجهزة وتدريب الكوادر المصرية عليها”.
وفي يناير 2019 وافقت الصين أيضا على منحة لبناء القمر الصناعي المصري للاستشعار عن بعد “مصر سات 2” (MisrSat II) والذي بدأت أولى مراحل تنفيذه بعد ذلك بثمانية أشهر.
ولفت إلى أنه يتم حاليا تنفيذ المشروعين المشتركين لبناء مركز تجميع الأقمار الصناعية والقمر الصناعي للاستشعار عن بعد بالتوازي.
وتوقع أن يتم تجميع القمر الصناعي في المركز بعد اكتماله، ثم إطلاق القمر عبر وسيلة إطلاق صينية في سبتمبر 2022.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.