وفاة رجاء الجداوي .. رحيل مؤثر لـ«هانم» الوسط الفني

وفاة رجاء الجداوي .. رحيل مؤثر لـ«هانم» الوسط الفني
أحمد حمدي

أحمد حمدي

1:55 ص, الأثنين, 6 يوليو 20

خبر صدم الوسط الفني بأكمله يوم الأحد، برحيل الفنانة القديرة رجاء الجداوي عن عمر يناهز 82 عاما عن عالمنا نتيجة إصابتها بفيروس كورونا منذ 42 يوما تقريبا وتم وضعها بمستشفى العزل الصحي بالإسماعيلية حتى وافتها المنية.

وقدمت الراحلة تاريخا فنيا طويلا من الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية والأعمال المسرحية خلال مشوارها الفني الذي بدأته منذ الستينات وحتى آخرعمل فني قدمته رمضان الماضي مسلسل “لعبة النسيان” مع الفنانة دينا الشربيني.

كما شاركت أيضا في تقديم فقرة اجتماعية منذ 20 عاما ببرنامج القاهرة اليوم مع الإعلامي عمرو أديب على شبكة أوربت الفضائية بعنوان “قاضي الغرام” ، ثم انتقلت معه أيضا لشاشة ام بي سي مصر بفقرة “أسالوا رجاء” وحققت بها نجاحا كبيرا وتميزت فيها.

لم يختلف شخصا واحدا في الوسط الفني أو الإعلامي على رجاء الجداوي من ناحية إنسانيتها ورقيها في تعاملها مع الآخرين وكذلك كانت كفنانة موهوبة متنوعة ومتطورة دائما في أدائها.

نرصد في هذا التقرير أراء فنانين ونقاد في رؤيتهم عن رجاء الجداوي الفنانة والإنسانة .

فايزة هنداوي : كانت إنسانة مختلفة واستثنائية في كل شئ وأما للوسط الفني

قالت الناقدة فايزة هنداوي، إن رجاء الجداوي على المستوى الإنساني كانت إنسانة طيبة ومتواضعة وبداخلها كم من العطاء والطاقة الإيجابية وأم وسندا لكثير من الفنانين وتقف بجانبهم .

وأضافت: “كانت رجاء الجداوي الوحيدة التي كانت تطمئن على الفنان حسن حسني في أواخر أيامه الفترة السابقة، بالإضافة إلى أن الفنان سمير غانم أسماها عزاء الجداوي بسبب عدم تركها لأي واجب عزاء لأي شخص في الوسط الفني طيلة حياتها وأي مناسبة حقيقة كانت إنسانة معطاءة وكريمة وأحس الوسط الفني باكمله أنهم فقدوا أما لهم لأنها كانت حالة خاصة جدا”.

وتابعت: “على المستوى الفني قدمت مشوارا فنيا طويلا حيث ليست فقط الدراسة هي التي تصنع الفنان أحيانا كثيرة الخبرات الحياتية تخلق فنانا مميزا”.

وأكدت أن رجاء الجداوي مرت بمراحل حياتية مختلفة أثرت فيها كثيرا، فحينما انفصل والديها أخذتها الراحلة تحية كاريوكا لتربيتها وذلك أثر في شخصيتها كثيرا فنيا، لأن منزل تحية كاريوكا كان مختلفا لأنها كانت على علاقة قوية بالوسط السياسي والفني والثقافي فكانت في منزل أشبه بصالون ثقافي وسياسي مفتوح ، فسمح إلى رجاء الجداوي أن تتطلع على ثقافات مختلفة وحضور كواليس الأعمال الفنية ومناقشتها.

وتابعت: “حينما انتقلت لمدرسة الراهبات تعلمت اللغة الفرنسية والإيطالية ، اعتمدت على نفسها وتعلمت الاتيكيت حينما عملت كموديل ، ثم مرت بمرحلة ثالثة فادتها إنسانيا حينما اختلفت مع خالتها وذهبت للعيش مع والدتها كانت الحالة المادية لهم تأثرت جدا ، فاضطرت للعمل في أكثر من مجال كمترجمة ومحصلة في موقف للأتوبيس مما فادها في الاحتكاك بشرائح مختلفة في المجتمع”.

وقالت: “تم اختيارها في مسابقة في مدرسيتها ملكة جمال باختيارها من مجموعة من المثقفين لشكلها ومعلموماتها العامة ، وفي هذا الحفل تواجد شخصانن أثرا في حياتها كثيرا مصمم إيطالي طلب منها أن تعمل معه كموديل والمخرج هنري بركات الذي طلب منها العمل في فيلم دعاء الكروان، ثم قابلت شخصا وهي في تلك الفترة فعملت في السينما أفلاما كثيرة بجانب عملها كموديل وقدمت فيلما مميزا وهو إشاعة حب كصديقة للراحلة سعاد حسني، وعرض عليها نفس نمط هذا الدور في العديد من الأفلام فيما بعد كنوع من الاستسهال لنجاحها فيه بالنسبة للمخرجين”.

وأكدت أن رجاء الجداوي لمعت في مجال الأزياء وقدمت حفلات حضرها فنانون كبار مثل سعاد حسني وشادية وطلب منها الرئيس عبد الناصر ذات مرة ، أن تعلم بنات ليكونوا عارضات أزياء ليمثلوا مصر في المحافل الدولية ، وقدمت أفلاما سينمائية كثيرة مع عادل إمام ومخرجين كثيرين مثل محمد عبد العزيز ويوسف شاهين وهنري بركات .

وأوضحت أن رجاء الجداوي كانت ذكية في فهمها لتغيرات السوق الدرامي والسينمائي، لم تتمسك بدور معين في مرحلة عمرية معينة، وإنما استطاعت تقديم دور الأم مبكرا ، وذلك أفادها في الاستمرار ، ثم انطلقت في السينما والتلفزيون”.

وقالت: “تعتبر رجاء هي الوحيدة من الفنانات بجانب الراحل حسن حسني الذين تعاونا مع كل الأجيال القديمة والحديثة في السينما والتلفزيون والمسرح ، مثل رامز جلال وحلمي ومنى زكي وحلا شيحة ونيلي كريم حتى هشام ماجد وشيكو واحمد فهمي ، وظلت تعمل حتى أخر يوم في مسلسل لعبة النسيان رمضان الماضي قبل اصابتها بفيروس كورونا”.

ونوهت إلى أنها قدمت أدوار وشخصيات متنوعة لكن تميزت في الشخصية الاستقراطية الشيك ، وبرغم ذلك أحبتها الطبقات الشعبية وكل فئات المجتمع لأنها كانت تشعر الجميع أنها واحدة من كل بيت مصري برقيها وقبولها على الشاشة وطيبتها وإنسانيتها وظهر ذلك للجمهور.

سمية الخشاب : كانت هانم بمعنى الكلمة وقدمت شخصية رائعة في الحاج متولي

بدورها، قالت الفنانة سمية الخشاب لـ”المال” إن رجاء الجداوي كانت إنسانة رقيقة جدا وراقية وشيك في ملابسها وحديثها وتصرفاتها وصافة لها أنها “كانت هانم بمعنى الكلمة” .

وأضافت كانت بالنسبة لي أمي في مسلسل عائلة الحاج متولي وكانت أكثر من رائعة في هذا الدور .

وأكدت الخشاب أنها خلال الأشهر القليلة الماضية ، التقت بها كثيرا في أماكن مختلفة وكانت تشعر بسعادة كبيرة حينما تقابلها لأنها كانت انسانة خلوقة وطيبة وكريمة مع أي شخص تتعامل معه .

دينا : كانت بالنسبة لي أما حنونة

بينما وصفت الفنانة دينا الراحلة رجاء الجداوي قائلة كانت بالنسبة لي أما حقيقية وحنونة ، وتنصحها دائما بالخير وبيتها مفتوحا لجميع حبايبها .

وأضافت: “كانت شخصية راقية وحقيقة لاتعوض على المستويين الفني والشخصي، وحاليا قد لاننتبه أنها تركتنا وناقصنا لكن بعد مرور الوقت حينما نفيق منذ هذا الكابوس سندرك أننا فقدنا إنسانة غالية لاتعوض أبدا”.

وأشارت دينا إلى أنها حينما كانت تنصحها في شئ معين في الحياة او العمل ، كانت غير منفرة بل تنصح باحترام ورقي ولم تكن تشعر الشخص أنها الأفهم والأعلم منه ، بل كانت تحاول إيصال المعلومة لنا بشكل محترم وبسيط رحمها الله .