كشف تقرير لوكالة بلومبرج غن تعافي نشاط استقبال رواد الفنادق الفاخرة، وسط توقعات بموسم صيف زلخر بالزوار.
وبحسب الوكالة، القاعدة الأولى التي ينبغي أن يتصف بها عمال الاستقبال هو : ” لا يقل لا أبدا.” القاعدة الثانية هي ” بذل أقصى جهد في سبيل المحافظة على سريان العقود.”
تعافي الحجز في الفنادق
وفي أعقاب الجائحة، توصل عمال الاستقبال في جميع أنحاء العالم إلى تزايد صعوبة الإلتزام بكلا القاعدتين – برغم تأديتهم مهام وظائفهم على أكمل وجه.
التنافس على حجوزات المطاعم ازداد شراسة، لكن الكثير من عمال الاستقبال في هذه المنشآت كان قد تم تسريحهم في غمرة الإغلاقات المرتبطة بكوفيد واستبدال مهامهم بأنظمة الحجز عبر الإنترنت.
وقال جيفري تونيز، عامل الاستقبال المحترف لدى فندق كارليل الأسطوري بنيويورك، أن الظروف الجديدة أصبحت تعني أن نسبة 70% من زبائنه تم إلغاؤها بحلول ربيع عام 2022، في الوقت الذي بدأت فيه السياحة تعود بكثافة إلى المدينة.
استقبال رواد الفنادق الفاخرة
وقال جيفري:” لقد كنت أعمل هنا وأقمت علاقات طيلة 24 عاما. أما الآن، بعد كوفيد، أصبحت أشعر أنني بصدد بدء ممارسة المهنة من جديد.”
الكثير من العاملين في هذه المهنة حول العالم – التي يشعر الكثيرون أنها تفقد أهميتها قبل الجائحة – يشعرون بذات ما شعر به جيفري.
لكنه مع استئناف السفر الدولي وتعافي السياحة، هناك ضغوط متزايدة أكثر من أي وقت سابق تعيق قدرة عمال الاستقبال إلى الاستمرار في تأدية مهام وظائفهم.
وأضاف جيفري أنه بعد هدوء موجات فيروس أوميكرون زادت كثافة الأعمال هنا، ” وشعرت أنها قد زادت بشكل خاص في مارس. ونحن نشعر، كما هو معتاد، أنه بحلول يوليو أو أغسطس يحدث بعض الكساد. لكنه استنادا إلى حجم الطلبات التي تصلنا يمكن تخمين أن الصيف سيكون مزدحما بقدر غير مسبوق.”
حجز جميع الأماكن
أعتاد ضيوف فندق كارليل العالميون أن يطلبوا من جيفري حجز المطاعم الثلاث الآتية ذاتها: بولو بار وكاربون ودانييل.
وقال جيفري ضاحكا:” هذا أمر يصعب احتماله،” مشيرا إلى احتياجه للتحدث إلى أحد المطاعم العديد من المرات في اليوم الواحد لإبلاغهم بوجود “طلبات إضافية عندما تكون الأماكن جميعا محجوزة بالفعل.”
ويحاول جيفري دون جدوى إقناع الزبائن بقبول الذهاب لمطاعم أخرى، لأنهم قدموا إلى نيويورك وهما يعتقدون أن المدينة فارغة.
قال جيفري:” نحتاج لقضاء وقت إضافي بنسبة 30% لمساعدة كل ضيف.”
عززت الجائحة فرص عمل عمال الاستقبال. وبينما تم تسريح أصحاب المهارات المتوسطة منهم ممن يعملون في الفنادق ذات الثلاثة والأربع نجوم، فإن العاملين منهم في الفنادق المتميزة ذات الخمس نجوم باتوا حاليا موارد لا غنى عنها للسياح، أما إدارات الفنادق فباتت تعتبر أنهم يقدمون خدمات لا يمكن الاستغناء عنها.
ومن ناحية أخرى، يقدم عمال الاستقبال خدمات أقل قيمة للمطاعم، التي لم تجد صعوبة في التعافي. وهم يعملون نظير عمولات تحدد بحسب اجمالي المبلغ المدفوع، بينما أنظمة الحجز عبر الإنترنت مثل موقع ريسي تحصل على رسوم ضئيلة نظير حجز كل طاولة.
وقال جيسن لاكر-جونز رئيس البوابين لدى مطعم كورنيثا لندن إن الزبائن يعتمدون عليه بقدر أكبر لأن الطلب المكبوت تتم ترجمته إلى توقعات عالية ورغبة في توفير أماكن للجميع.
حجز أماكن قريبة من أفراد الأسرة الملكية
وفي لندن، تتمحور طلبات كبار العملاء بدرجة أقل حول حجز مقاعد في فنادق معينة وبدرجة أكبر حول حجز أماكن قريبة من أفراد الأسرة الملكية أو الحصول على خيارات إرشاد خاصة عبر توفير مرافقين لزيارة المتاحف الضخمة التي تعج بها المدينة.
وقال لورانزو فرادجرادي الذي يعمل كعامل استقبال في ميلان الإيطالية:” ترى جميع هؤلاء الأمريكيين يقدمون إلى المدينة في اللحظات الأخيرة، ومحاولة حجز أماكن لهم تجعلنا مشغولين طول الوقت.”
وتابع أنهم هم لا يطلبون حجز طاولات في أماكن مميزة ولا تذاكر في المتاحف، بل يطلبون التجول في بحيرة كومو مستخدمين أحد القوارب.
ويقدر لورانزو إن 45% من المطاعم التي اعتاد ترشيحها للزوار تم إغلاقها، أما الكثير من المطاعم التي لا تزال تعمل فقد قررت رفع الأسعار إلى مستويات تثير استغراب الزوار العائدين.
بنا، ترشيحات جديدة
وهو يتوقع أنه سيحتاج إلى الانتظار حتى نهاية العام قبل بناء قائمة مفصلة من الترشيحات الجديدة.
وأضاف:” كل شئ قد تغير، لكننا لا زلنا قادرين على التأقلم مع الأوضاع الجديدة – ونحن نحاول تقديم أفضل خدمة ممكنة للناس.”