شهد اليوم الفريق مهندس كامل الوزير – وزير النقل وبيتر سيارتو وزير الخارجية والتجارة المجري وبحضور اوندراش إيمرا كوفاشي – سفير المجر بالقاهرة والسفير جورجي بوريسينكو – سفير روسيا الاتحادية بالقاهرة وبحضور اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية وصول الدفعة الأولى من العربات الجديدة الموردة من المجر بعدد 4 عربات، ليبلغ إجمالي العربات التي وصلت مصر إلى 260 عربة ( 256 عربة من روسيا منها 29 عربة وصلت هذا الشهر، بالإضافة إلى الـ 4 عربات التي وصلت من المجر).
حيث ينص الاتفاق الموقع بين هيئة السكك الحديدية وشركة ترانسماش هولدنج ممثل التحالف الروسي المجري بقيمة مليار و16 مليونا و50 ألف يورو، على تصنيع 51% من صفقة العربات المتعاقد عليها في المجر وتصنيع 49% منها في روسيا على أن يتوالى بعد ذلك وصول باقي العربات على دفعات وفقًا للجدول الزمني المحدد للصفقة.
وفي كلمته اليوم رحب وزير النقل بوزير الخارجية والتجارة المجري والوفد المرافق وبالسفير الروسي، مشيراً إلى أن حضور الوزير المجري هذه الفاعلية يعكس الاهتمام الكبير بمتابعة تنفيذ هذه الصفقة.
ولفت كامل الوزير إلى الدور الحيوي الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي لإتـمام هذه الصفقة التاريخية غير المسبوقة والاتصالات التي أجراها خلال الزيارات المتبادلة والاجتماعات التي عقدها مع القيادتين المجرية والروسية والتي أنجزت هذا الاتفاق.
كما تقدم وزير النقل بهذه المناسبة بالتحية والتقدير إلى جمهورية المجر، مشيداً بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الصديقين، سواءً على مستوى القيادة السياسية أو على المستوى الحكومي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية وغيرها، لافتاً إلى التطلع الدائم لدفع هذه العلاقات المتميزة إلى آفاق أرحب لما تتمتع به المجر من خبرات وإمكانيات كبيرة، وذلك في إطار حرص مصر على تعزيز التعاون معها سواء على المستوى الثنائي أو بحكم عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الفريق مهندس كامل الوزير، أن مصر تتبنى خطة طموحا لتطوير كل مرافق الدولة وفي مقدمتها قطاع النقل بجميع محاوره والذى عانى حالة من الركود والتدهور خلال العقود الماضية إلى أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية ، حيث تم وضع خطة استراتيجية للتنمية المستدامة بمصر فى إطار رؤية 2030.
وتضمنت الخطة ضرورة العمل على إنشاء شبكة طرق حديثة وقوية تربط أقاليم مصر وتربط مصر بالعالم ، باعتبار النقل هو قاطرة التنمية، الأمر الذي انعكس على كل الأصعدة في مجالات النقل بدءاً من حفر قناة السويس الجديدة كممر مائى عالمى فى زمن قياسى ، وإنشاء منطقة اقتصادية لقناة السويس ، مروراً بمشروعاتنا الطموحة فى قطاعات النقل المحتلفة وفي مقدمتها السكة الحديد التى شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف وزير النقل، أن أسطول عربات الركاب بالهيئة القومية لسكك حديد مصر كان قد تقادم مما أدى إلى تدني كفاءة التشغيل على الشبكة وسوء مستويات الخدمة المقدمة لجمهور الركاب ، حيث وصل عدد العربات الصالحة للتشغيل قبل التعاقد على هذه الصفقة إلى حوالي (2155) عربة مختلفة الطرازات، مما أدى الى إلغاء بعض القطارات على الشبكة وكذلك تخفيض عدد العربات ببعض القطارات نتيجة عدم وجود عربات صالحة للتشغيل ، لافتا إلى أنه قد نتج عن ذلك انخفاض عدد الركاب اليومي بخطوط الشبكة إلى حوالي 700 ألف راكب يوميا.
وأشار وزير النقل إلى أنه في هذا الإطار تم التعاقد على توريد عدد 1300 عربة مختلفة الطرازات من التحالف الروسي المجري ممثلا في شركة ترانس ماش هولدنج الروسية المجرية ، حيث تعتبر هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ السكك الحديدية المصرية.
حيث وصل إجمالي ما تم توريده حتى الآن من هذه العربات إلى 260 عربة، كما تم الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير عدد 160 عربة ، ليبلغ إجمالي العربات الصالحة للتشغيل على خطوط الشبكة حالياً 2575 عربة.
وقد نتج عن ذلك ارتفاع عدد الركاب بالسكة الحديد ليصل إلى مليون راكب يوميا، لافتا إلى أنه من المخطط عند استكمال توريد هذه الصفقة أن يصل عدد الركاب إلى (1.5) مليون راكب يومياً.
وأكد الوزير أنه قد تم التخطيط في ضوء توجيهات القيادة السياسية بعدم تشغيل أي قطارات قديمة على خطوط الشبكة بنهاية العام الحالي بالتوجه لإعادة تأهيل وتطوير جميع عربات السكك الحديدية لتصبح جميع قطارات الركاب التي سيتم تشغيلها على خطوط الشبكة بجميع درجاتها جديدة بنهاية العام الحالي.
ولفتت إلى أنه استكمالاً للجهود المبذولة فى قطاع السكة الحديد، فقد تم وضع خطة شاملة للنهوض بالمرفق وإحداث نقلة نوعية كبيرة فى مستوى الخدمة، مع إنشاء شبكة من خطوط القطار الكهربائى السريع وربطهما معاً.
وذلك من خلال تطوير نظم الإشارات والاتصالات بخطوط شبكة السكك الحديدية الرئيسية وتحديثها بنظام إلكترونى حديث مع تزويدها بنظم التحكم المركزى فى مسارات القطارات لمنع الأخطاء البشرية، وتزويد الشبكة بأحدث نظام عالمى للتحكم الآلى (ETCSL1) لزيادة معدلات الأمان ومنع الأخطاء البشرية.
والعمل على ازدواج الخطوط المفردة عالية الكثافة وكهربة إشاراتها بإجمالى أطوال 442 كم وإنشاء عدد ( 6) خطوط جديدة لربط الشبكة بالمناطق اللوجيستية، والربط مع دول الجوار بأطوال 1813 كم وتطوير منظومة التشغيل والتحكم فى المزلقانات بتزويدها بنظام تحكم يعمل أتوماتيكا عند اقتراب القطارات من المزلقانات وبدون تدخل العنصر البشرى بإجمالى 1120 مزلقانا.
وأضاف أنه فى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية، جار التنسيق مع الشركات المتخصصة فى صناعة الحديد والصلب لإنشاء مصنع لإنتاج قضبان السكك الحديدية بمصر لتوطين هذه الصناعة وتوفير العملة الصعبة وخلق فرص عمل جديدة، وتم بالفعل البدء فى تنفيذ أول مصنع لإنتاج قضبان السكك الحديدية فى مصر وأنه من المخطط أإنتاج القضبان بهذا المصنع خلال 24 شهرا.
وأشار إلى أنه جار التنسيق مع شركة ترانس ماش هولدنج الروسية المجرية لإنشاء ورشة رئيسية جديدة لإصلاح وصيانة وتطوير العربات وعمل عقد صيانه طويل الأجل مع الشركة للحفاظ على هذه العربات باستمرار وبما يضمن نقل الخبرة للجانب المصرى.
وأكد الفريق مهندس كامل الوزير، أن هذا الإنجاز يأتي من خلال تنفيذ رؤية القيادة السياسية نحو وضع مجموعة من السياسات المرنة والشاملة والمتطورة فى مقدمتها توفير أعلى معدلات السلامة والأمان على شبكات وسائل النقل والتوسع فى وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمى والدولى.
وأشار إلى التطلع للارتقاء بالتعاون الاستثماري والفني مع كل من روسيا والمجر، حيث إن إمكانيات التعاون مع البلدين أكبر بكثير خاصة في هذه المرحلة المهمة من مسيرة التنمية في مصر، وكذلك لأهمية إشراك دور القطاع الخاص في هذه المشروعات، وهو ما نؤمن به ونفعله دوماً بالتواصل المستمر مع كل الشركات المحلية والعالمية.
جدير بالذكر أن صفقة الـ 1300 عربة جديدة للركاب تشمل 800 عربة مكيفة (500 درجة ثالثة مكيفة وهى خدمة جديدة يتم تقديمها للركاب لأول مرة في تاريخ سكك حديد مصر و180 درجة ثانية فاخرة و90 عربة درجة أولى فاخرة و30 عربة بوفيه مكيفة) و500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية وتمثل نقلة نوعية كبيرة في مجال الوحدات المتحركة بالسكة الحديد وستساهم فى رفع كفاءة التشغيل اليومى وانتظام جداول التشغيل وإحداث طفرة متميزة فس الخدمة المقدمة لجمهور الركاب.