تفقد وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير ميناءي الإسكندرية والدخيلة، وذلك لمتابعة التجهيزات النهائية للافتتاح الرئاسي لمحطة “تحيا مصر ” متعددة الأغراض على رصيف (55-62) بميناء الإسكندرية، ورافقه كل من اللواء رضا إسماعيل رئيس قطاع النقل البحري واللواء نيهاد شاهين رئيس هيئة ميناء الإسكندرية واللواء حسين الجزيري رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.
يأتي ذلك في إطار متابعة معدلات تنفيذ عدد من المشروعات الجاري تنفيذها بمينائي الاسكندرية والدخيلة التي يتم تنفيذها ضمن خطة تنفيذ ميناء الإسكندرية الكبير وتطوير كافة الموانئ المصرية لتحقيق الهدف الأكبر بجعل مصر مركزا عالميا من مراكز التجارة واللوجستيات تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتفقد الوزير التجهيزات النهائية للمناطق الإدارية لمحطة تحيا مصر، وتفقد المبنى الإداري الخاص بالإدارة والتحكم في المحطة، والذى تم تجهيزه على أعلى مستوى، ويقع على مساحة 1200 متر مسطح والمكون من 4 طوابق.
وقام بالمرور على جميع أقسام المبنى من قسم التشغيل والعمليات، كما قام المدير التنفيذي للمحطة باستعراض الخطط الخاصة بالتشغيل خلال شاشات التحكم، وتابع الوزير من خلالها عملية التفريغ والتداول والتستيف بالساحة، وكذلك دخول وخروج الشاحنات المحملة بالحاويات وأماكن وضعها داخل المحطة، وبعدها توجه وزير النقل للمرور على باقي الأقسام مثل قسم تكنولوجيا المعلومات، والقسم المالي، وقسم السلامة والصحة المهنية وقسم الموارد البشرية.
وتفقد أيضا المناطق الخاصة بتداول الحاويات والتي بها يتم تداول ثلاثة أنواع من البضائع (حاويات، بضائع عامة، سيارات RORO)، وتابع الوزير أعمال تفريغ الحاويات على رصيف المحطة باستخدام أوناش الرصيف العملاقة الجديدة ذات الكفاءة العالية التي تم شراؤها لتشغيل المحطة، و من ثم نقل الحاويات بالمقطورات لساحات التداول.
تم تدريب العاملين على أعلى مستوى داخل وخارج مصر
وتابع وزير النقل خلال جولته عمليه تفريغ الحاويات بأوناش الساحة من المقطورات الى أماكن التخزين باستخدام اوناش الساحة الكهربائية، وأماكن رص وتخزين الحاويات المبردة (Refeers) واصطفاف المعدات الخاصة بالمحطة مثل الشاحنات، ورافع الحاويات، وشاهد مناطق تدريب العاملين بالمحطة والذي تم تعيينه وفقا لأعلى معايير الاختيار وادماجهم لخطة تدريب على اعلى مستوى داخل وخارج مصر لتحقيق أقصى جاهزية للتشغيل و أفضل المعدلات العالمية في الأداء.
كما تم تفقد بوابات الدخول والخروج الخاصة بالمحطة والتي قام بعرض إمكانيتها ومواصفاتها مدير منظومة تكنولوجيا المعلومات بالمحطة، وهي بوابات تعمل بنظام كاميرات التعرف على الأحرف (OCR) لتسجيل دخول وخروج كافة الشاحنات والبضائع المتوجهة للمحطة ومنع اى شاحنات او حاويات او بضائع عامة غير مسموح بها مما يساهم في تحقيق اقل وقت دخول وانتظار للشاحنات والذى يؤدى بدورة الى اعلى معدل لدوران الحاويات داخل المحطة كمؤشر أداء عالمي يقاس به أداء المحطة.
ومن جهته، أوضح اللواء بحرى عبد القادر درويش رئيس مجلس إدارة شركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض، الذراع التجاري لوزارة النقل في مجال إنشاء وإدارة وتشغيل المحطات داخل الموانئ المصرية وتحويلها لموانئ لوجستية عالمية للتنمية الاقتصادية المستدامة، أن المشروع قد واجه العديد من التحديدات المحلية والعالمية منذ البدء في أنشائه، فقد بدأ العمل في المشروع مع ظهور جائحة كورونا بالإضافة الى الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من متغيرات عالمية في عدم استقرار أسعار الصرف والتأثير على أسعار وتوقيتات توريد المعدات وعلى حركة سلاسل الإمداد، وعلى الرغم من كل ذلك استطاعت الشركة مواجهة كل هذه التحديدات، وسعت جاهدة لإنجاز كافة الأعمال خلال المخطط الزمنى المتفق علية، والانتهاء من كافة التجهيزات واستيفاء جميع الملاحظات لافتتاح هذا المشروع القومي العملاق وتقديمة للدولة بمظهر لائق تتويجا لمجهود شاق دؤوب استمر على مدار ثلاثون شهراً.
المشروع يضع مصر في مصاف الدول صاحبة الموانئ ذات الأداء العالمي الحديث
وأكد الفريق المهندس كامل الوزير أن هذا المشروع الاقتصادي العملاق أحد أهم مشروعات النقل البحري في مصر خلال الفترة الأخيرة ويهدف لجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجستيات، كما يساهم في وضع مصر على خريطة العالم الحديثة في مصاف الدول صاحبة الموانئ ذات الأداء العالمي الحديث.
ولفت إلى أنه تم إنشاؤها برأس مال مصري 100%، والمحطة تشتمل على ساحات تداول تبلغ نصف مليون متر مربع، وتنقسم إلى 3 محطات تداول (حاويات – بضائع عامة – سيارات)، وقادرة على تداول من 12 إلى 15 مليون طن بضائع سنويا واستقبال من 6 إلى 7 سفن ذات حمولات كبيرة فى نفس الوقت، كما أن أطوال أرصفة المحطة تقدر بحوالي 2450 مترا طوليا مما يؤهل المحطة لاستقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة حيث أن أقصى عمق يصل إلى 17.50 متر، وتعد أحد الروافد الرئيسية للمحطة اللوجستية التي تم إنشاؤها خلف الميناء مما يساهم في رفع تصنيف ميناء الإسكندرية.
وأضاف أن السفن تتوالى على أرصفة المحطة يوميا منذ بدء التشغيل التجريبي لمحطة تحيا مصر فبراير الماضي، بإجمالي تداول يتخطى 22 ألف حاوية وذلك من خطوط ملاحية عالمية مختلفة، بالإضافة الى الخطوط الملاحية الجاري التفاوض معها ضمن الخطة التسويقية للمحطة خلال الفترة القادمة، تمهيدا لبدء دخول ميناء الاسكندرية كأحد محطات الترانزيت في المستقبل وجذب خدمات جديدة الى الموانئ المصرية نظرا لتوافر المناخ الملائم والأعماق المناسبة التي لم تتوفر من قبل.
وتجدر الإشارة الى أن مشروع محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية يساهم به كل من الهيئة العامة لميناء الإسكندرية وهيئة قناة السويس والشركة القابضة للنقل البحري والبري وشركة الإسكندرية لتداول الحاويات باستثمار مصري 100%، ومن المنتظر ان تعمل بها أيادي عامله مصرية بنسبة تزيد عن 95% والذى بدورة يوفر حوالى 1500 وظيفة عمل مباشرة و2000 فرصة عمل غير مباشرة ويقوم بإدارة وتشغيل المحطة شركة عالمية متخصصة في مجال الادارة والتشغيل وهي CMA الفرنسية التي تملك خطوط ملاحية وتحتل المرتبة الثانية في مصاف شركات خطوط الملاحة العالمية.
إنشاء محطة حاويات على رصيف 100 بميناء الدخيلة
بعدها توجه وزير النقل لمتابعة أعمال تنفيذ مشروع إنشاء محطة الحاويات على رصيف 100 بميناء الدخيلة والذي سبق توقيع عقد إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم المحطة بين الهيئة العامة لميناء الأسكندرية وتحالف (هاتشيسون – COSCO – CMA – MSC) والذي يأتي في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذ مشروع إنشاء محور السخنة/ الدخيلة اللوجيستي المتكامل للحاويات للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط والذي يعتبر أكبر ممر لوجيستي لخدمة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، ويوفر ما يزيد على 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث يتم إنشاء رصيف بطول 1200م من إجمالي طول رصيف 100 البالغ 1680م وعمق 18م، ومساحة تبلغ 840 ألف م2 تقريباً، وطاقة استيعابية تصل إلى 1.5 مليون حاوية مكافئة/ سنويا.
ولفت إلى أن المحطة ستسمح باستقبال سفن عملاقة بطول 400 متر، كما سيتم استخدام باقي مساحة رصيف 100 في تداول البضائع العامة وبضائع الرورو بهدف زيادة الطاقة الإستيعابة لتداول الحاويات والبضائع.
واشار الوزير إلى استراتيجية النقل التي تتبلور في إنشاء وخلق محاور لوجستية تنموية متكاملة لربط مناطق الانتاج الصناعي والزراعي والتعديني والخدمي بالموانئ البحرية بوسائل نقل نظيفة وسريعة وآمنة، لافتا الى ميناء السادس من أكتوبر الجاف الذي ياتي ضمن محورين لوجستيين رئيسين هما (محور السخنة/ الاسكندرية – محور القاهرة/ الإسكندرية) لتحقيق توجيه الرئيس السيسي لجعل مصر مركزا عالميا للتجارة العالمية واللوجستيات.
ثم تفقد الوزير مشروعي الحاجزين الغربي والشمالي ضمن خطة إنشاء خمسة حواجز امواج جديدة في إطار مشروع ميناء الأسكندرية الكبير، حيث يصل طول الحاجز الشمالي إلى 2185 م وطول الحاجز الغربي 1380 م.
كما تم متابعة مشروع إنشاء محطة الصب الجاف بميناء الدخيلة بقيمة إجمالية 1.6 مليار جنيه، حيث يتم إنشاء رصيف بطول 1150 متر وعمق 15 م، وظهير خلفى 300 ألف م2 وقادر على إستقبال 4 سفن بطول 240 م، ومن المخطط أن يضيف طاقة إستيعابية تقديرية من 6-7 مليون طن إضافة/ السنة.
إنشاء منطقة لوجيستية على مساحة 273 فدان بقيمة مليار جنيه
كما تفقد وزير النقل مشروع إنشاء منطقة لوجيستية على مساحة 273 فدان تقريبا بقيمة تقريبية مليار جنيه والذي يهدف إلى إنشاء منطقة لوجيستية متكاملة وموانئ نهرية لخدمة ميناء الأسكندرية، كما تم تفقد مشروع انشاء وتطوير الموانى النهرية على ترعة النوبارية بالأسكندرية بعدد 2 رصيف (4، 5) حيث يهدف المشروع الى تيسير وتسهيل أعمال الشحن والتفريغ للبضائع الواردة والصادرة من ميناء الأسكندرية عبر المراكب المارة في ترعة النوبارية وزياده اعداد السفن القادمة إلي ميناء الاسكندرية بما يساهم في دعم الاقتصاد المصري.
وفي تصريحات صحفية على هامش جولته أكد وزير النقل على الأهمية الكبيرة التى توليها الدولة لتطوير الموانئ المصرية، مشيرا إلى توجيهات الرئيس السيسى بتكثيف الجهود لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى الفريد لمصر، والمزايا التفضيلية التى تتمتع بها، كنقطة التقاء ومرور على خطوط الملاحة البحرية العالمية.
وأضاف أن الدولة تعكف على تحويل الموانىء المصرية إلى موانئ محورية، وزيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت، بالإضافة إلى خدمة الصادرات المصرية والمساعدة في فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، من خلال تشغيل خدمات ملاحية مباشرة وزيادة القدرة على منافسة الدول ذات المنتجات والصناعات المثيلة، عبر تطوير حلول متكاملة للنقل والتداول بين محطات الحاويات البحرية ومحطات السكك الحديدية وخدمات النقل متعدد الوسائط.
وذكر ان أربعة من أكبر خمس خطوط ملاحة عالمية تعمل في الموانى المصرية وهي ميرسك وهاتشيسون وCMA وهاباج لويد، مشيرا الى الاهتمام الكبير بالتعاون مع القطاع الخاص الدولي والمصري في المشروعات الوطنية الكبرى، وجذب الخطوط الملاحية العالمية للموانئ.