قال وزير النقل الفريق مهندس الوزير إن الدولة تسعى لتحويل الموانئ المصرية إلى محورية، وزيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت، لافتا إلى أن ذلك يأتي تنفيذ لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير كافة الموانىء لتحقيق الهدف الأكبر بجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجيستيات.
جاء ذلك خلال زيارة وزير النقل لميناء الإسكندرية، حيث بدأت بتفقد محطة تحيا مصر متعددة الاغراض لمتابعة أعمال التشغيل اليومي بالمحطة، ورافقه اللواء نيهاد شاهين رئيس هيئة ميناء الإسكندرية واللواء عبد القادر درويش رئيس شركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض ويان ماجاريان المدير التنفيذي الفرنسي للمحطة ممثل شركة CMA CGM مشغل المحطة.
وتفقد وزير النقل مبنى الإدارة والتحكم في المحطة وشاهد عملية استقبال وتفريغ السفينة Ever Learned المحملة بـ6 آلاف حاوية، واستمع الى شرح من مديرة التخطيط بالمحطة عن الآلية التي يتم من خلالها تفريغ الحاويات من السفينة وكيفية تحكم المنظومة الالية بالمحطة في عملية التداول والربط بين غرفة التحكم والمعدات والاوناش المختلفة القائمة بعملية التفريغ والتداول والتستيف بالساحة، وكذلك آلية دخول وخروج الشاحنات المحملة بالحاويات وأماكن وضعها داخل المحطة.
وتم استعراض تحقيق شركة المشروع لمعدل تداول تخطى 30 حاوية في الساعة، وقيام المحطة بالتغلب على أكبر التحديات وهى التكدس، بتطبيق نظام التسجيل المسبق للشاحنات، الذي يعد أحد أهم المميزات التي تفردت بها المحطة عن غيرها، حيث ساهم ذلك في تقليل زمن مكوث الحاويات، وأصبح وقت الشاحنة داخل المحطة لا يتعدى 25 دقيقة وهذا رقم قياسى لم تصل اليه اى محطة من قبل في مصر وفي حوض البحر المتوسط وهو ما أدى بدورة لزيادة أحجام التداول وزيادة إيرادات المحطة، وقد تم تسجيل أكثر من 7 آلاف شاحنة حتى الآن على النظام.
تداول ثلاثة أنواع من البضائع
بعدها تفقد وزير النقل المناطق الخاصة بتداول الحاويات والتي بها يتم تداول ثلاثة أنواع من البضائع (حاويات، بضائع عامة، سيارات RORO)، والتقى بعدد من العاملين، حيث شدد الوزير على ضرورة بذل كافة الجهود لاستمرار تقديم المحطة لاعلى وأفضل المعدلات العالمية في الأداء، خاصة أن وزارة النقل وفرت كافة الظروف الملائمة للعاملين بالمحطة لإنجاز المهام المطلوبة بالمحطة والتي تعتبر من أهم المشروعات التي نفذتها الوزارة فى مجال النقل البحري.
وخلال جولته بالمحطة تفقد الوزير بوابات الدخول والخروج الخاصة بالمحطة وهي بوابات تعمل بنظام كاميرات التعرف على الأحرف (OCR) لتسجيل دخول وخروج كافة الشاحنات والبضائع المتوجهة للمحطة ومنع اى شاحنات أو حاويات أو بضائع عامة غير مسموح بها مما يساهم في تحقيق اقل وقت دخول وانتظار للشاحنات والذى يؤدى بدوره الى اعلى معدل لدوران الحاويات داخل المحطة كمؤشر أداء عالمي يقاس به أداء المحطة.
وعقب انتهاء الجولة التفقدية ترأس وزير النقل أعمال الجمعية العامة لشركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض عن العام المالي المنتهى في 30 يونيو الماضي، وذلك بحضور الفريق اسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ورؤساء الجهات المساهمة وأعضاء مجلس الإدارة.
وبدأت اعمال الجمعية التي تنعقد للمرة الاولى بعد افتتاح المحطة رئاسيا يونيو الماضي باستعراض اللواء بحري عبد القادر درويش رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المجموعة المصرية للمحطات كافة الجهود المبذولة خلال مراحل انشاء الحطة وتشغيلها والقدرة على مواجهة كافة التحديات ونجاح الشركة في تأسيس شركة المشروع (Trans Masr – TMT).
ثم استعراض تقرير مجلس إدارة الشركة والذى تضمن آخر مستجدات الأداء المالي للشركة، ومنظومة تكنولوجيا المعلومات التي تدار بها المحطة، وكذلك كل ما يتعلق بتدبير المعدات، والتوظيف والعمالة وأداء المحطة حتى الأن، بالاضافة الى استعراض الموقف التشغيلي للمحطة ومعدلات الأداء، حيث تم التعاقد مع 6 خطوط ملاحية عالمية مختلفة، وتم استقبال ما يزيد عن 190 سفينة منذ بداية التشغيل التجريبي للمحطة وحتى الآن.
ميناء الإسكندرية سيصبح كأحد محطات الترانزيت في المستقبل
وتم التطرق الى نجاح الشركة في المساهمة في بدء دخول ميناء الإسكندرية كأحد محطات الترانزيت في المستقبل وجعل المحطة مركزا رئيسيا لتجارة الترانزيت في الشرق الأوسط، حيث بلغت نسبة الترانزيت من إجمالي التداول حوالى 35% مما ساهم في فتح باب المنافسة لتجارة الترانزيت في الميناء.
وتقوم الشركة حاليا باتخاذ كافة الاليات والإجراءات الخاصة باستصدار نظام جمركي خاص بالمحطة لمساعدة الشركات العالمية بأن تكون المحطة مركزا رئيسيا لتداول وتوزيع بضائعها وهو ما سيجلب نوعية جديدة من البضائع على سوق النقل المصري، بالاضافة الى انه يتم حاليا إنهاء أعمال ربط المحطة بالميناء الجاف في 6 أكتوبر بالسكك الحديدية.
وكذلك تم استعراض الخطط المستقبلية للمحطة حيث اوضح رئيس المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض انه بناءا على احجام التداول يتم التجهيز لشراء أوناش ومعدات جديدة.
وقد اعتمدت الجمعية العامة تقرير مجلس الإدارة، كما صدقت على القوائم المالية للشركة والإيضاحات المتممة لها من كل من الجهاز المركزي للمحاسبات والمراقب المالي للشركة.
واشاد وزير النقل خلال أعمال الجمعية بآداء الشركة خلال الفترة الماضية، مؤكدا على ضرورة الانطلاق لدخول المحطات الجديدة بالموانئ المصرية (السخنة – دمياط – جرجوب).
جدير بالذكر أن المحطة تشتمل على ساحات تداول تبلغ نصف مليون متر مربع، وتنقسم إلى 3 محطات تداول (حاويات – بضائع عامة – سيارات)، كما أن المحطة قادرة على استقبال من 6 إلى 7 سفن ذات حمولات كبيرة فى نفس الوقت، ويبلغ أطوال أرصفة المحطة حوالي 2450 مترا طوليا.
المحطة متعددة الأغراض تساهم في رفع تصنيف ميناء الإسكندرية
والمحطة متعددة الأغراض تساهم في رفع تصنيف ميناء الإسكندرية، وتأهليه لاستقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة، حيث ان اقصى عمق يصل الى 17.50 متراً، كما تعد المحطة أحد الروافد الرئيسية للمحطة اللوجستية التي تم إنشاؤها خلف الميناء، ويساهم بالمشروع كل من الهيئة العامة لميناء الإسكندرية وهيئة قناة السويس والشركة القابضة للنقل البحري والبري وشركة الإسكندرية لتداول الحاويات باستثمار مصري 100%، و تعمل بها أيادي عامله مصرية بنسبة تزيد عن 95%.
كما ان المحطة تم تزويدها بأحدث المعدات والتي وصل عددها الى 140 معدة، وتم الإشراف عليها واختبارها بواسطة خبراء أجانب على أعلى مستوى، وتحتوى تلك المعدات على اوناش الرصيف العملاقة وعددها 4 أوناش (STS) للتعامل مع سفن الجيل الرابع، كما تحتوى على عدد 12 ونش من أوناش الساحة (ERTG) ذات المواصفات الفنية العالمية والتي تعمل بالطاقة الكهربائية لأول مره في مصر بأقل استهلاك في ظل أن المحطة خضراء ذكية تم تجهيزها بمعدات صديقة للبيئة، وتجهيز بوابات الدخول والخروج.