وزير النقل: ميناء 6 أكتوبر الجاف يهدف لتحقيق أبعاد اقتصادية وتنموية وبيئية

الميناء بداية انطلاقة كبيرة لإنشاء 14 ميناء جافا ومنطقة لوجستية ترتبط بالسكة الحديد والموانئ البحرية

وزير النقل: ميناء 6 أكتوبر الجاف يهدف لتحقيق أبعاد اقتصادية وتنموية وبيئية
محمود محسن

محمود محسن

6:18 م, الخميس, 18 مايو 23

قال وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير إن تنفيذ ميناء السادس من أكتوبر الجاف يهدف لتحقيق عدة أبعاد اقتصادية، وتنموية، وبيئية، لافتا إلى اعتزام الوزارة لإنشاء 14 ميناء جافا ومنطقة لوجستية.

جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التي قام بها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لميناء السادس من أكتوبر الجاف، والذي تم تشغيله تجريبياً خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ نوفمبر الماضي، ورافقه وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، واللواء عمرو إسماعيل رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، والشحات الغتوري رئيس مصلحة الجمارك المصرية، والمهندس أحمد السويدي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك.

وأجرى رئيس الوزراء جولة بعدد من مكونات هذا المشروع، مؤكدا أن هذا المشروع يمثل نموذجاً مميزاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص، في مرحلة تشهد تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكومة، بمنح فرصة أكبر للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، للمساهمة مع الدولة في تنفيذ المشروعات الكبرى.

واستمع مدبولي إلى شرح من وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير، الذي أوضح أن ميناء السادس من أكتوبر يعدُ أول ميناء جاف في مصر، وتم تنفيذه في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ولفت إلى أن هذه الشراكة قامت بين الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة التابعة لوزارة النقل، وشركة ميناء أكتوبر الجاف، المُكونة من تحالف شركتي السويدي إلكتريك، الرائدة في مجال توفير حلول الطاقة المتكاملة والبنية التحتية والحلول الرقمية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وشركة “دي بي شنكر” الألمانية المُتخصصة في مجال اللوجستيات والنقل مُتعدد الوسائط، وبتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وذلك بهدف توفير نموذج لمرفق ميناء متكامل يعمل وفق أحدث النُظم الرقمية العالمية في مصر، حيث يبلغ حجم العمالة المباشرة بالمشروع 500 عامل، بالإضافة إلى 2000 فرصة عمل غير مباشرة.

وزارة النقل تنوي إنشاء 8 موانئ جافة و6 مناطق لوجيستية

وأكد الفريق كامل الوزير أن هذا الميناء يمثلُ بداية انطلاقة كبيرة لإنشاء 14 ميناء جافاً ومنطقة لوجستية، بواقع 8 موانئ جافة، و6 مناطق لوجيستية، والتي ترتبط جميعها بشبكة السكك الحديدية والموانئ البحرية، لتستوعب ما يزيد على 5 ملايين حاوية مكافئة سنويا.

وأضاف وزير النقل أن تنفيذ ميناء السادس من أكتوبر الجاف يتم في إطار استراتيجية وزارة النقل التي تتمثل في إيجاد محاور لوجستية تنموية متكاملة لربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي والتعديني والخدمي، بالموانئ البحرية، عبر وسائل نقل نظيفة وسريعة وآمنة.

وأشار إلى أن الميناء يأتي ضمن محورين لوجستيين رئيسين (محور السخنة/ الإسكندرية، ومحور القاهرة/ الإسكندرية)، لتنفيذ توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بجعل مصر مركزاً عالمياً للتجارة العالمية واللوجستيات.

وأوضح وزير النقل أن تنفيذ ميناء السادس من أكتوبر الجاف يهدف لتحقيق عدة أبعاد اقتصادية، وتنموية، وبيئية، والتي تتمثل في تنمية المناطق الصناعية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع اللوجستي، إلى جانب زيادة حركة التداول في الموانئ البحرية ومنع تكدس الحاويات بها، وكذلك تسريع دورة عمل سلاسل الإمداد للصادرات والواردات.

ولفت إلى أن الميناء يُحقق المساهمة في إجراءات التحول الرقمي لحركة البضائع، والحد من تكاليف تأخير الحاويات بالموانئ وما ينتج عنه من زيادة تكاليف المنتجات.

ميناء 6 أكتوبر الجاف يقدمُ خدمات مُضافة للقطاع اللوجستي وسيُسهم في الحد من ازدحام الطرق والمحاور

وأضاف الوزير أن الميناء يقدمُ خدمات مُضافة للقطاع اللوجستي، كما سيُسهم في الحد من ازدحام الطرق والمحاور بحركة الشاحنات وكذا الحوادث الناتجة عنها، وتقليل الانبعاثات البيئية الضارة الناتجة عن حركة شاحنات النقل الثقيل، إذ يتم استخدام القطارات في النقل بما يحقق خفض الانبعاثات الضارة وهو ما يدعم الحد من آثار تغير المناخ.

ونوه وزير النقل إلى أن مشروع ميناء أكتوبر الجاف قد حصل على جائزة “IJ Global” كأفضل وأول مشروع نقل في إطار برنامج المدن الخضراء للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي يخدم المناطق الصناعية بمصر.

وشملت جولة رئيس الوزراء بالميناء، تفقد غرفة التحكم الرئيسية للميناء، والتي يتم من خلالها التحكم في حركة تشغيل الميناء بأكملها، حيث تقوم بالتحكم في حركة الشحن والتفريغ من وسائل النقل المتعددة، كما يتم من خلالها التعامل مع الخطوط الملاحية العالمية، وكذلك جميع الجهات الحكومية العاملة بالميناء.

وفق مدبولي أيضا فإن عدد من المباني والإنشاءات بالميناء والخاصة بالإدارة، والهيئات الحكومية، والتصاريح، وخدمة العملاء، وجهات الفحص والمعاينة، وسلامة الغذاء، ومبنى الإسعاف، ومظلة التحميل، ومبنى الشرطة، والمخزن الجمركي، ونقطة المطافئ، حيث استعرض اللواء عمرو إسماعيل، رئيس هيئة الموانئ البرية والجافة الإجراءات التي تتم على الحاويات الصادرة والواردة إلى الميناء، وأسلوب وطريقة الشحن والتفريغ للحاويات الواردة للميناء الجاف من الموانئ البحرية المختلفة.

وتجدر الإشارة إلى أن ميناء أكتوبر الجاف يقع في قلب المنطقة الصناعية واللوجستية بمدينة 6 أكتوبر الجديدة على بعد 25 كم غرب المنطقة الصناعية على طريق الواحات البحرية السريع، وبالقرب من الطريق الدائري الإقليمي، ويقام على مساحة 100 فدان، وملحق به منطقة لوجستية بمساحة 300 فدان.

وتنقسم مساحة الميناء إلى ساحات تخزين للواردات والصادرات، والكشف الجمركي، ومباني لكافة الجهات العاملة بالميناء، بالإضافة إلى تضمن الميناء معامل متخصصة تابعة للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وهيئة سلامة الغذاء، كما يحتوي الميناء على ساحة حاويات مبردة، وساحة للحاويات ذات الأبعاد القياسية.

ميناء 6 أكتوبر الجاف يتصل بالسكة الحديد

كما يتصل ميناء أكتوبر الجاف بشبكة حديد مصر من خلال 5 خطوط للتحميل والتفريغ، من خلال المحور اللوجستي القاهرة الاسكندرية الممول من البنك الدولي، وهو خط سكك حديدية يربط بين الميناء الجاف وميناء الإسكندرية البحري، عن طريق وصلة سكك حديدية تربط الميناء بخط إمبابة/ المناشي/ الاتحاد/ الإسكندرية، والمخطط ازدواجه بهدف تسهيل نقل البضائع من الميناء الجاف إلى ميناءي الإسكندرية والدخيلة، وزيادة نقل البضائع بالسكك الحديدية، وتخفيف حركة نقل البضائع على الطرق للحفاظ عليها، وتصل الطاقة الاستيعابية القصوى للميناء إلى 720 حاوية مكافئة في اليوم.

ومن جانبه أوضح المهندس أحمد السويدي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك، أن ميناء أكتوبر الجاف يعتبر بمثابة بوابة ممتدة لجميع الموانئ البحرية في المناطق الشمالية والشرقية من مصر لخدمة المصدرين والمستوردين، ويعمل على تمكين قطاع الشحن والخدمات اللوجستية من خلال توفير مرفق ميناء متكامل يعمل بأحدث النظم الرقمية الشاملة، والحد من ازدحام الموانئ وانبعاثات الكربون، من خلال اعتماده على شبكة متطورة من السكك الحديدية.

وأضاف السويدي أن المشروع يقدمُ خدمات مُضافة للقطاع اللوجستي، كما سيُسهم في الحد من ازدحام الطرق والمحاور بحركة الشاحنات، وكذا الحوادث الناتجة عنها، وتقليل الانبعاثات البيئية الضارة الناتجة عن حركة شاحنات النقل الثقيل؛ إذ يتم استخدام القطارات في النقل بما يحقق خفض الانبعاثات الضارة، وهو ما يدعم الحد من آثار تغير المناخ.