وزير النقل: مصر تعتزم زيادة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة إلى 50%

بهدف خفض نسبة الإنبعاثات الضارة والتحول إلي استخدام الطاقة النظيفة

وزير النقل: مصر تعتزم زيادة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة إلى 50%
محمود محسن

محمود محسن

1:38 م, الثلاثاء, 22 نوفمبر 22

قال وزير النقل الفريق مهندس الوزير إن مصر تعتزم زيادة نسبة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة من 15% إلى 50% بهدف خفض نسبة الإنبعاثات الضارة والتحول إلي استخدام الطاقة النظيفة.

جاء ذلك خلال مشاركة الفريق مهندس كامل الوزير رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب في اجتماع الدورة العادية رقم 35 لمجلس وزراء النقل العرب، حيث بدأ كلمته بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتمنياته الطيبة بأن تكلل أعمال هذا الاجتماع بالتوفيق والنجاح.

وتوجه بالشكر للمملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة على جهودها خلال فترة رئاستها لمجلس وزراء النقل العرب، كما توجه بالتهنئة إلى دولة العراق الشقيقه بمناسبة توليه رئاسة المجلس وتمنى لها التوفيق والنجاح، كما توجه بالشكر للأمين العام للجامعة العربية والأمين المساعد للشئون الاقتصادية وادارة النقل والسياحة بالأمانة العامة للجامعة على الإعداد المتميز لاجتماعنا اليوم لتحقيق النتائج المرجوة.

وأضاف وزير النقل: ”لا يفوتنى بهذه المناسبة أن أهنئ زملائى الاعزاء وزراء النقل العرب الذين تولوا المسئولية الكبيرة في الفترة الاخيرة بانضمامهم الى مجلسنا الموقر، وأود كذلك أن أهنئ الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ورئيسها الدكتور اسماعيل عبد الغفار بمناسبة مرور خمسين عاماً على انشائها، لتظل دوماً صرحاً علميا شامخاً يعكس ارادة عربية قوية للإنجاز في اطار آخر ما وصل اليه التطور في مجالات التعليم والثقافة والتكنولوجيا والرقمنة، بما يتمتع به طلابها من مستوى عال من الكفاءة والتميز. وأنتهز هذه الفرصة للتعبير عن تقديرى الكبير للزملاء وزراء النقل العرب ورؤساء وأعضاء الوفود على المشاركة فى أعمال هذه الدورة لمناقشة الموضوعات والقضايا المعروضة، في ظل ظروف صعبة وتحديات غير مسبوقة فرضتها أحداث دولية مختلفة تسببت في تعطل سلاسل الإمداد وارتفاع  تكاليف الشحن وضعف النظام الصحي العالمي وارتفاع تكلفة الغذاء والطاقة“.

التحديات التي نواجهها تفرض تكاتف الجميع محلياً ودولياً

وأوضح وزير النقل ان التحديات التي نواجهها حاليا تفرض تكاتف الجميع محلياً ودولياً من أجل التغلب على تأثيراتها للتعامل مع أوضاع غير تقليدية تفتقر الى الاستقرار واليقين، لكن النجاح يظل رهناً بقدرتنا على التأقلم مع الاوضاع الجديدة، والعمل على تجاوز آثار الازمة الحالية الكبيرة للتخفيف من تداعياتها وذلك بتعزيز التعاون والترابط بين دولنا وشعوبنا.

وأكد أن النقل هو أحد أهم عناصر التطور في العالم، بتأثيره على النمو الاقتصادي والاجتماعي للدول والمجتمعات، حيث تعتمد كافة القطاعات الإقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة وتوفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري بما يساعد على التنمية الاقتصادية، ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار، كما يساهم فى تيسير حركة المواطنين فى التنقل فيما بين دولنا لكافة الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياحية والتثقيفية والترفيهية والدينية والعلاجية.

واستطرد: ”وإني على ثقة فى تضافر جهودنا جميعاً للنهوض بهذا القطاع باعتباره قاطرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا“.

وأشار وزير النقل إلى أن رؤية وزارة النقل المصرية تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفعالة فى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية، ولتنفيذ هذه الرؤية تم إتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع فى وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمى والدولى من خلال تطوير مختلف وسائل النقل لتحقيق مزيد من التواصل والتعاون من اجل تحقيق مصالحنا المشتركة.

وأكد ان جمهورية مصر العربية تولى اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة في كافة المجالات وفى مقدمتها قطاع النقل، فعلى المستوى العربى تقوم مصر بتنفيذ خطه للتعاون مع السودان الشقيق لرفع كفاءة الرصيف الحالي لميناء وادي حلفا لتفعيل دور هيئة وادي النيل للملاحة النهرية لتظل جسراً للتواصل بين شعبى البلدين الشقيقين، وكذلك مشروع الربط السككى الذى انتقل من مرحلة الدراسات إلى مرحلة التنفيذ لما يعود بالنفع على البلدين من خلال زيادة حركة نقل الركاب والبضائع.

يتم حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع القطار السريع السخنة/ مطروح

ويتم حالياً تنفيذ المرحلة الاولى من مشروع القطار السريع السخنة/ مطروح بالقرب من الحدود المصرية الليبية كمنظومة نقل سريع تربط لأول مرة بين البحر الاحمر والبحر المتوسط، ويمكن ان تكون نواة لمشروع استراتيجي أكبر للربط السككى بين الدول العربية في شمال افريقيا، اما المرحلة الثانية من المشروع فتربط بين شمال مصر وجنوبها مما سيسهم بدوره أيضاً فى تعزيز العلاقات بين مصر والسودان الشقيق.

وأشار الى أن هناك تعاون وثيق مع الأشقاء في الاردن والعراق من خلال شركة الجسر العربى، وكذلك في اطار آلية التعاون الثلاثى في عدد من المشروعات الهامة، لافتا الى  التعاون والتطور الذى يشهده قطاع النقل مع الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي خاصةً في الاستثمار في مشروعات النقل المختلفة.

وأضاف وزير النقل: ”نتطلع الى العمل على تعزيز الربط مع أشقائنا في دول المغرب العربى من خلال دراسة احياء مشاريع الربط بين دول شمال افريقيا في اطار رؤية استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة التجارة وجذب الاستثمارات، وأود أن أشير الى ان النقل البحرى يحظى باهتمام خاص وذلك بالعمل على رفع كفاءة الموانئ الحالية وانشاء موانى جديدة بطاقة استعابية ضخمة تتجاوب مع طموحات مصر لتصبح مركزا اقليمياً للنقل واللوجستيات، وفى هذا الصدد اتوجه بالشكر الى وزراء النقل العرب بدعمهم لاستضافة مصر مكتب تمثيل اقليمى للمنظمة البحرية الدولية بالاسكندرية بموافقة لجنة التعاون التقنى بالمنظمة“.

يسهم النقل بنسبة 23% من اجمالى انبعاثات الطاقة

واكد ان مصر قد استضافت بالأمس القريب النسخة السابعة والعشرين لمؤتمر للاتفاقية الاطارية للامم المتحدة لتغير المناخ وذلك للبناء علي ما تحقق في مؤتمر جلاسكو 2021 في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه دول العالم للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر كاستراتيجية لتقليل المخاطر البيئية وحماية كوكبنا وتحقيق التنمية المستدامة، وتخطط مصر لزيادة نسبة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة من 15% حالياً إلي نحو 50% بهدف خفض نسبة الإنبعاثات الضارة والتحول إلي استخدام الطاقة النظيفة، حيث أن قطاعات الطاقة (الكهرباء والنقل والصناعة) تمثل نسبة 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى في مصر، ويأتي قطاع النقل في المرتبة الثانية بعد قطاع الكهرباء تأثيراً علي البيئة واستهلاكاً للطاقة وانتاجاً للإنبعاثات الكربونية الضارة، حيث يسهم النقل بنسبة 23% من اجمالى انبعاثات الطاقة.

وتابع: ”وهكذا فإننا نجتمع اليوم وقضية تغير المناخ أصبحت إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا حيث تتعلق أنظار وعقول العالم نحو خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب والظروف المواتية للحياة والعمل والنمو دون إضرار بموارد عالمنا، والتي يتعين العمل على تنميتها واستثمارها، وجعلها أكثر استدامة، ومن حسن الطالع نجاح مصر في انهاء مفاوضات مؤتمر المناخ الماراثونية المكثفة في شرم الشيخ بالتوصل إلى اتفاق طال انتظاره يقضي بإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار يهدف إلى مساعدة الدول النامية على مواجهة التحديات المناخية الضخمة، وهو نجاح تاريخي لجميع الأطراف يأتي بعد 27 عام من المطالب المستمرة من قبل الدول النامية، والآن هي لحظة فارقة لتحمل الجميع مسؤولياته، وخطوة مهمة نحو تحقيق العدالة ومؤشر سياسي لإعادة بناء الثقة التي كانت مفقودة بين الدول“.

وهنأ وزير النقل دولة الامارات العربية الشقيقة لاستضافتها النسخة الثامنة والعشرين من المؤتمر، لافتا إلى ثقته بأنها ستنجح في تحقيق الاهداف المرجوة، وذلك يوضح أن منطقتنا العربية تحظى دوماً بموقع مركزى من قضايا وأحداث العالم المختلفة.

قطر تُبهر العالم من إعداد وتنظيم متميز لكأس العالم

وأشار إلى استضافة دولة قطر الشقيقة للحدث الرياضي الأكبر عالمياً وهو كأس العالم لكرة القدم والذي سيكون حدثاً عالمياً مبهراً بما قامت به دولة قطر من اعداد وتنظيم متميز، وقدم التهنئة  للمملكة العربية السعودية بالفوز بمقعد في منظمة الايكاو.

وأضاف وزير النقل: ”تتفقون معى أن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تندرج في مجملها فى إطار جهودنا لتعزيز علاقات التعاون بين بلداننا في مجال النقل والتى تتسق مع توجهاتنا في السعى لإزالة العوائق التى تحول دون ذلك، والعمل على تقليص تكلفة النقل وعامل الوقت وبما يعزز القدرة التنافسية للصادرات العربية، ولقد اجتمع بالأمس المكتب التنفيذى لمجلسكم الموقر وأقر جدول أعمال اجتماع المجلس الوزاري فى دورته الحالية المعروض أمام حضراتكم، والذى يتضمن العديد من الموضوعات والتي قامت الأمانة العامة بجامعة الدول العربية والأمانة الفنية للمجلس بجهد مشكور في إعدادها“.