قال وزير النقل الفريق مهندس كامل إنه تم تخصيص قطعة أرض بمساحة 60 فدانًا من الأراضي المملوكة للدولة بمنطقة مدينة نصر في محافظة القاهرة لصالح الهيئة القومية للأنفاق؛ وذلك لتنفيذ ورشة العَمرة الجسيمة للخط الخامس لمترو أنفاق القاهرة الكبرى، على أن تتم عملية تمهيد وإعادة تأهيل قطعة الأرض، بحيث تكون خالية من أية معوقات تَحول دون تنفيذ المشروع فى القريب العاجل. وأوضح أنه يأتي ذلك فى ظل التوسع الكبير الذى تشهده الدولة فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية، سواء فى البنية الأساسية أو البنية التحتية، وبالأخص فى مجال النقل.
وتُعدّ تلك الأرض إحدى القطع البارزة على خريطة المدافن العشوائية للمخلفات ضمن نطاق محافظة القاهرة، والتى تُولي وزارة البيئة اهتمامًا كبيرًا بإستراتيجية إعادة تأهيلها، نظرًا لاحتوائها على مخلفات تصل إلى 10 ملايين متر مكعب.
وأضاف وزير النقل أنه فى إطار توجيهات القيادة السياسية وإستراتيجية الدولة المصرية، لتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتى تضمنت ضرورة مواجهة أخطار التغير المناخي من خلال الإدارة الرشيدة للنظم البيئية والحد من التلوث،
فضلًا عن تشجيع الاستثمارات البيئية ونظم الاقتصاد الأخضر والمستدام، وإيمانًا من وزارة النقل بضرورة المشاركة الفعّالة فى تحقيق أهداف تلك الإستراتيجية، تم التنسيق بين وزارتي النقل والبيئة لدراسة منظومة إدارة المخلفات بقطعة الأرض المخصصة لصالح تنفيذ ورشة العَمرة الجسيمة للخط الخامس لمترو الأنفاق، وبحث سبل التخلص الأمن منها عن طريق خلق مجالات استثمارية متنوعة.
وبناءً عليه قامت الهيئة القومية للأنفاق بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة وجهاز تنظيم إدارة المخلفات ومركز بحوث البناء والتشييد؛ لبحث سبل التعاون مع إحدى الشركات العالمية ذات الخبرة فى مجال إدارة وتدوير المخلفات؛ لدراسة آليات الاستفادة من تلك المخلفات بأسلوب متطور ومستدام.
الشركة المنوطة بدراسة وتنفيذ المشروع سوف تتحمل جميع التكاليف الاستثمارية
وأشار وزير النقل أيضًا إلى أن الشركة المنوطة بدراسة وتنفيذ المشروع سوف تتحمل جميع التكاليف الاستثمارية دون تحمُّل الوزارة أية أعباء مالية، هذا بالإضافة إلى توفير ما تم رصده من استثمارات بمعرفة وزارة النقل لعملية التأهيل والتخلص الآمن من المخلفات والاستفادة من الارض، بحيث يكون هذا المشروع هو نواة لمشروعات تأهيل عدد من الأراضى التابعة للوزارة بهدف زيادة حجم الأصول الثابتة، والاستفادة من تلك الأراضي في مشروعات الدولة المختلفة، وكذلك الحث على إنشاء عدد من المشروعات التى تهدف إلى إعادة تدوير المخلفات فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وأوضح وزير النقل أنه من المتوقع أن تتم إعادة تدوير العديد من المواد لتستخدم فى عمليات البناء والتشيد كالخرسانة؛ بهدف استخدامها كقاعدة لرصف الطرق وإنتاج بردورات للأرصفة وأرضيات إنترلوك ووحدات بناء تشمل الطوب والحوائط الساندة.
كما يمكن إعادة تدوير الحديد الصلب والألومنيوم لاستخدامه فى عناصر إنشائية ومعمارية، بالإضافة إلى إعادة تدوير الأخشاب بإضافة الألياف العضوية والبلاستيك لإنتاج مواد بديلة للخشب الطبيعى لاستخدامها فى تجاليد الواجهات وعناصر الديكور الداخلى.
كما يمكن إعادة تدوير الزجاج بهدف إنتاج البلاط الزجاجى، ويمكن أيضًا إضافة الركام للزجاج المُعاد تدويره للحصول على عناصر تستخدم فى تنسيق المواقع مثل الطرق والمماشي والأرصفة.
ويمكن الاستفادة من البلاستيك المُعاد تدويره فى عمل بلوكات للحوائط والتى توفر 95% من الانبعاثات الضارة بالبيئة، والتى تنتج عن تصنيع البلوكات الخرسانية،
كما يمكن استخدام المنتجات البلاستيكية فى عناصر الديكور الداخلى، على أن يتم إنتاج هذة المواد وفقًا للمواصفات القياسية المصرية لتصبح متوفرة بالسوق المصرية وبأسعار تنافسية فى المستقبل القريب.