أكد وزير العمل حسن شحاتة اليوم الجمعة، أن الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيادي أمام “التحديات العالمية”،وأن ملف العمل كان على رأس أولوياتها بتوجيهات وقرارات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أجل المزيد من حماية ورعاية العمال في الداخل والخارج ،وتوفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجاً،وتأثرا بتلك التحديات التي ضربت العالم أجمع ،معلناً عن تطلع مصر إلى المزيد من التعاون ،والعمل المشترك مع الشركاء المحليين ،و الدوليين لدعم كل مبادرات التنمية المُستدامة التي توفر فرص العمل ،وتحقق الحماية والرعاية لكافة الفئات التي تحتاج إلى ذلك .
وأشار “شحاتة” إلى تجربة مصر الرائدة في الحماية الاجتماعية،وما يشهده ملف العمل من أنماط عمل جديدة،راصدا ما قامت به الدولة المصرية من إجراءات احترازية،ساعدتها على مواجهة أثار وتداعيات التحديات التي تواجه العالم أجمع خاصة في قطاع العمل، وأيضا سياسات مصر في دعم وتمكين المرأة،والتوازن بين الجنسين في سوق العمل،ودعم الشباب وتأهيلهم لدخول سوق العمل الداخلي والخارجي.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير حسن شحاتة أثناء مشاركته في اجتماع وزراء العمل والتوظيف لمجموعة العشرين، الذي تستضيفه الهند يومي 20 و21 يوليو 2023،وذلك للخروج بتوصيات مشتركة في قضايا العمل الدولي ،تُعرض على اجتماع رؤساء بلدان مجموعة الـ20 ،في إجتماعهم المُرتقب بداية سبتمبر المُقبل، حيث تعتبر مجموعة العشرين – التي تأسست عام 1999 – منتدى رئيسيا للتعاون الاقتصادي، وتلعب دورا إستراتيجيا في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي والازدهار المستقبلي كونها تضم قادة أكبر الدول الاقتصادية في العالم، وتشكل البلدان الأعضاء فيها أكثر من 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي و75% من التجارة الدولية، كما يعيش في دول المجموعة نحو 60% من سكان العالم.
وبحسب بيان صحفي عن وزارة العمل اليوم ناقش وزراء العمل في مجموعة العشرين على مدار اليومين تحديات وتطورات سوق العمل،لاعتماد توصيات بشأن سياسة العِمالة والحماية الاجتماعية، لضمان مستقبل عمل شامل ومُستدام وقادر على الصمود أمام “التحديات العالمية الراهنة”.
وبدأ “شحاتة” كلمة مصر بالقول :”يشرفنى فى بداية كلمتى بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزارى لوزراء العمل بمجموعة العشرين أن أعرب عن عميق الامتنان والتقدير باسم حكومة جمهورية مصر العربية لدولة الهند حكومة وشعباً على حُسن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، وأنها لمناسبة لأن أتقدم لكافة مجموعات العمل بالشكر والتقدير على ما قامت به من جهد واضح لكى تصدر وثيقة ستقدم إلى قمة قادة مجموعة العشرين،بما تحمله من رؤية واضحة ،والتزامات بالتعامل الجاد مع فجوات المهارات العالمية وسوق العمل، من أجل التنمية المستدامة ..ونؤكد هنا على أهمية الاستثمار فى الشباب، وتنمية مهاراتهم ،وتوفير حياة كريمة لهم ،كونهم المُحرك الرئيسى للتنمية فى كافة البلدان ،لاسيما النامية والفقيرة منها ، وأهمية وضعهم فى مقدمة المشمولين بالرعاية وتزويدهم بالمهارات اللازمة وصولاً الى التشغيل المُستدام مع الأخذ فى الإعتبار الانتقال العادل نحو الاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمى، والعمل على المزيد من الإهتمام بالمهارات اللازمة للمستقبل بما فى ذلك الأنماط الجديدة للعمل،والعمل عبر المنصات المُختلفة لمواكبة التغيرات الهائلة فى عالم العمل،جراء التحديات الراهنة “.
وقال الوزير :”إن تعزيز العناية الواجبة للشركات وخصوصا فيما يتعلق بالقضاء على عمل الأطفال، والعمل القسرى فى سلاسل القيمة العالمية ،وتحقيق المساواة،و الحماية الاجتماعية ،سوف يُسهم بشكل فعال فى تعزيز حقوق الإنسان ،والمُضى قُدما بالتنمية المُستدامة للاقتصاد العالمى ،ولكن يجب أن يتم ذلك دون اتخاذ إجراءات تمييزية مُستحدثة ،وأن يتم مراعاة التقدم فى ذلك السياق من جانب البلدان الأقل نمواً، وعدم فرض تعقيدات أمام حركة التجارة العالمية ،ومنع خلق عوائق وأعباء اقتصادية، بجانب ما يشهده “الاقتصاد العالمى” من أثار سلبية بسبب الأزمات الدولية الراهنة”.
وتابع وزير العمل :”كشفت الأزمات المتتالية التى يشهدها العالم ورصدتها تقارير دولية خاصة بارتفاع نسب البطالة ،وغياب الحماية والرعاية الاجتماعية حول العالم ،عن أهمية العمل المشترك من أجل الحوار بين كافة الأطراف ،ووضع رؤية وتنسيق عالمي لدعم كل المبادرات التي من شأنها تحقيق الحماية والعدالة الإجتماعية ،وتوفير فرص عمل لائقة،ودعم الشباب والمرأة ،وإشراكهم في عمليات التنمية .. وإذ نؤكد هنا على أهمية توسيع نطاق الحماية الاجتماعية فى ظل تباطؤ الاقتصاد العالمى وارتفاع معدلات البطالة ومايصحبه من تزايد لمعدلات الفقر ونمو الاقتصاد غير الرسمى خلال فترة مابعد جائحة كورونا ،الأمر الذى يفرض على جميع الحكومات اتخاذ اجراءات استثنائية ومُستدامة فى سياق العدالة الاجتماعية ،علاوة على أهمية تضافر الجهود بين الجميع وعلى كافة المستويات للوصول إلى كافة الفئات المستهدفة،والتي تحتاج إلى الدعم “.
وبشأن التحديات العالمية ودور الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الوطنية في مواجهتها قال شحاتة :” إن التحديات التي واجهت العالم خاصة في السنوات القليلة الماضية ،أثرت بالفعل على كافة إقتصاديات العالم ،وكان ملف العمل من الملفات التي عانت وتعاني بسبب هذه التحديات العالمية ،وفي مصر لم تقف الدولة بكافة مؤسساتها الوطنية مكتوفة الأيادي ،بل كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحة وصريحة في هذا الشأن ،وأصبحت برامج الحماية والعدالة الاجتماعية عنوان الدولة ،وخارطة طريقها ،ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر المبادرة الرئاسية حياة كريمة التي أطلقها الرئيس السيسي في 2 يناير 2019، بهدف تحسين الحياة للفئات الأكثر احتياجاً،والمُساهمة في الإرتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين خاصة في القرى، وتقديم حزمة مُتكاملة من الخدمات التي تشمل جوانب صحية واجتماعية ومعيشية، من خلال التعاون بين 20 وزارة وهيئة و23 منظمة مجتمع مدني، لتنفيذ المشروع التنموي الأهم على الإطلاق “.
وعن دور وسياسات وزارة العمل في هذا الشأن أوضح شحاتة :”تعمل وزارة العمل خلال هذه الفترة على مجموعة من الملفات التي من شأنها تعزيز الحوار الاجتماعي وعلاقات العمل، بين أطراف الإنتاج الثلاثة من حكومة وأصحاب أعمال وعمال ،وتقديم الدعم المستمر للعمالة غير المنتظمة،ونحن بصدد تأسيس صندوق لها للتوسع في قاعدة بياناتها،وتقديم المزيد من الحماية والرعاية ،ودمج ذوي الهمم في سوق العمل ،والوقوف بجانب العمال في الشركات المُتعثرة بسبب التحديات العالمية ،وذلك من خلال صندوق إعانات الطوارئ للعمال،كما تضع الوزارة ملف التدريب المهني للشباب وتنمية مهاراتهم،وربط ذلك باحتياجات سوق العمل ،على رأس أولوياتها ،تنسيقا مع شركاء التنمية في الداخل والخارج ،خاصة القطاع الخاص ،الذي نعتبره شريكا أساسيا معنا في عملية التنمية ،وننسق معا في اتجاه ربط التدريب باحتياجات سوق العمل ،ودعم كل برامج النهوض بالتعليم الفني والصناعي، كما أن الحماية الإجتماعية هدف من أهدافنا التي تتحقق مع حماية ورعاية عمالنا في الخارج من خلال مكاتب التمثيل العمالي المنتشرة في عدد كبير من بلدان العالم ،كما نتذكر هنا أننا في الأسبوع الماضي افتتحنا مع شركائنا الدوليين،”وحدة توجيه ما قبل المغادرة”،وهي واحدة من أذرع الوزارة للتوعية وحماية شبابنا الراغب في العمل بالخارج من عمليات الاحتيال أو الاستغلال،وتوعيته قبل السفر بحقوقه وواجباته لضمان عمل لائق يحقق له الحماية الاجتماعية اللازمة”.
يجدر بالذكر أن القمة الـ 18 لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في نيودلهي مطلع سبتمبر المُقبل ستكون تتويجا لجميع عمليات واجتماعات مجموعة العشرين التي تنعقد على مدار العام بين الوزراء وكبار المسئولين والمجتمع المدني ،وسيتم اعتماد إعلان قادة مجموعة العشرين في ختام “قمة نيودلهي” المُرتقبة،والذي سينص على التزام القادة بالأولويات التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها خلال الاجتماعات الوزارية واجتماعات مجموعات العمل المعنية المُنعقدة خلال هذه الفترة .
كما يشار إلى أن وزراء عمل مجموعة العشرين ناقشوا في دورتها الحالية أحدث اتجاهات التوظيف العالمية استنادا إلى تقرير مراقب منظمة العمل الدولية، والتطورات والآفاق الأخيرة لسوق العمل، مع التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي، وتوقعات التوظيف لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، إضافة لمناقشة التطورات الرئيسية المتعلقة بالحماية الاجتماعية، وتغطية الضمان الاجتماعي لأشكال الحماية الجديدة وتعزيز استقرار العمال..وتهتم الاجتماعات بمعالجة فجوات المهارات العالمية، والوساطة في أسواق العمل الدولية من أجل وظائف جديدة، ومناقشة واقع العمالة المؤقتة، والاستفادة من التكنولوجيا الرقمية.