قال وزير السياحة أحمد عيسى في حوار مع شبكة سي إن إن الإخبارية، إن المتحف المصري الكبير يهدف إلى إنشاء قصة كاملة وعرضها على الجمهور والإنسانية لإبراز كيف أن 30 أسرة ملكية تشكل لب الحضارة المصرية القديمة قد قدمت للعالم مفاهيم مثل القرابة والخلود والقيم وأرست قواعد حددت كيفية معيشة أفراد المجتمع سويا وفعل ما هو جيد من أجل الحياة في العالم الآخر.
وتابع الوزير أن المتحف يضم 6 آلاف قطعة أثرية تم اكتشافها في عشرينيات القرن الماضي. وينبغي أن يشعر الجميع بالفخر لجلب كل هذه القطع لعرضها في مكان واحد للمرة الأولى منذ اكتشاف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون.
افتتاح المتحف المصري الكبير بين نوفمبر وفبراير
وكشف الوزير عن أن المتحف ليس مكان لعرض هذه القطع الأثرية فقط، ولا لتحقيق العوائد الاقتصادية الناجمة عن زيادة أعداد السائحين القادمين للبلاد، فهناك أقسام داخله تتناول تلك الفترة التاريخية على هيئة قصة ليتم عرضها على الإنسانية والمصريين.
وأشار إلى أن عرض هذه القصة على النحو اللائق يتطلب بذل جهود علمية لا يستهان بها، و مبنى المتحف ضخم للغاية وتم إنشاء معامل تحته يعمل بها علماء ليل نهار لإعادة إحياء علم المصريات.
وهناك خطط لإنهاء جميع أعمال الإنشاءات بحلول أكتوبر القادم، على أن يختار الرئيس السيسي بنفسه موعدا للافتتاح خلال الفترة من نوفمبر إلى فبراير، بحسب الوزير.
وقال المحاور من شبكة سي إن إن، إن مصر أثبتت أنها ممتازة في اجتذاب السائحين، فعادت أعدادهم لما كانت عليه سابقا قبل أحداث ثورة 2011، وتساءل عن كيفية اجتذاب المزيد منهم، خصوصا من ذوي القدرات الشرائية العالية، على نحو مستدام.
ورد الوزير على السؤال قائلا إنه من المهم التأكد من توفر مقاعد كافية للزائرين على متن الطائرات، المستخدمة بنسبة 90% كوسيلة مواصلات لهم في زيارة مصر، جنبا إلى جنب مع زيادة أعداد الحجرات الفندقية اللازمة لاستضافتهم. ويتم حاليا وضع معايير لضمان توفر الاستدامة والسلامة البيئية والبصمة الكربونية داخل المنشآت الفندقية.
ومن المهم كذلك تحسين بيئة الاستثمار اللازمة لاستقبال المستثمرين حتى يتسنى تحقيق عوائد جيدة يتم استخدامها لتطوير السياحة بشكل مستدام والاستفادة من النمو المتوقع.
اهتمام بالغ من المستثمرين
وتابع الوزير أن شركة القطاع الخاص المختصة بتشغيل المتحف المصري الكبير تتوقع أن يستقبل المتحف 2 مليون زائر في العام الأول لتشغيله.
وبفضل هذا العدد من السائحين ستدب الحياة في أوصال القاهرة عندما تستقبل هذه الأعداد، مما يساعد على التعامل معها كوجهة سياحية قائمة بذاتها، على أن تبقى الأقصر وأسوان على حالهما كمقصدين أساسيين للسائحين الثقافيين.
وأشار الوزير إلى أن السياحة نشاط نبيل يهدف إلى تعظيم الروابط بين الشعوب وجلب السلام للعالم، لكنه أضاف أنها تعاني في مصر من نقص هائل في الإمدادات، وهناك إقرار بحقيقة هذا الأمر في الوقت الراهن، مؤكدا أن المستثمرين العالميين يبلغونه باهتمامهم بإنشاء فنادق وصناعة منتجات في مصر، وهو ما يشعره بالفخر.
حماية المنشآت من عوامل الإهلاك
وطرح المحاور سؤالا حول جهود استدامة طفرة الاهتمام الحالي بالسياحة في مصر وحماية المنشآت السياحية من عوامل الإهلاك الناجمة عن تزايد أعداد السائحين، مشيرا إلى أنه كان من ضمن الذين وجهوا انتقادات لسوء أوضاع الأهرامات وإنه تتوفر إرادة لتحسينها في الوقت الراهن خصوصا بعد إنفاق عشرات الملايين في إنشاء المتحف المصري الكبير.
ورد الوزير على السؤال قائلا إن القطاع الخاص الذي يسهم في تطوير هذه الصناعة يدرك أن تغييرات تطرأ على توجهات الطلب، وأن الزبائن باتوا يرغبون في أن تتسم الصناعة بقدر أكبر من الاستدامة وأن يتولى مقدمو الخدمات توفيرها بعد استيفاء معايير واشتراطات ESG المتعلقة بالبيئة والأوضاع الاجتماعية والحوكمة.
وتطرق المحاور إلى تنوع المقاصد السياحية في البلاد، بين الآثار في القاهرة والأقصر وأسوان ثم الطقس الدافئ خلال فصل الشتاء في شرم الشيخ والغردقة، متسائلا عن فرص التنافس والتكامل بينها.
وأجاب الوزير مؤكدا على التكامل بينها، مشيرا إلى ضآلة أعداد السائحين الذين يفدون لزيارة القاهرة اليوم مقارنة بما تستحقه، وبأعداد السائحين الذين يزورون المدن الرئيسية في أوروبا.