وزير السياحة يسرد تفاصيل الاكتشاف الآثري الكبير في سقارة

وسط حضور إعلامي دولي غير مسبوق و60 سفيرًا

وزير السياحة يسرد تفاصيل الاكتشاف الآثري الكبير في سقارة
أحمد عاشور

أحمد عاشور

7:55 م, السبت, 3 أكتوبر 20

نجحت مصر في الوصول لاكتشاف أثري كبير رغم تداعيات فيروس كورونا، الذي أصاب العالم منذ مطلع العام الجاري، ويوضح هذا التقرير أهم تصريحات وزير السياحة عن الاكتشاف.

وأعلن خالد العناني، وزير السياحة والآثار عن كواليس الاكتشاف الجديد الذي ظهر في منطقة سقارة ويتضمن ثلاثة آبار على أعماق مختلفة تتراوح بين 10 و12 مترًا بداخلهم 59 تابوتا  خشبيا ملونا مغلقا مرصوصة بعضها فوق البعض.

وقال وزير السياحة أن هذا اليوم يعتبر حدثا مهما، وأنه يبرز أن تفرد مصر فى تنوعها الذي لا تمتلكه الكثير من دول العالم.

وتم الاكتشاف وسط تغطية إعلامية موسعة بجبانة سقارة  الأثرية حضرها مايقرب من 60 سفيرا أجنبيا وعربيا وإفريقيا فى القاهرة .

كما أنه كان وسط حضور وكالات الأنباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والأجنبية.

في حضور 60 سفيرا وأسرهم

ولفت إلى أن  مشاركة ما يقرب من 60 سفيرًا وأسرهم من 43 دولة صديقة لمصر اليوم فى الإعلان عن هذا الكشف الأثري وهو ما يعكس دعمهم الكامل للسياحة والآثار المصرية.

وتحدث وزير السياحة عن الزيارة التى تم تنظيمها لما يقرب من 30 سفيرًا من سفراء الدول المختلفة فى مصر إلى مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضى والتي استمتعوا خلالها بأنشطة متنوعة ما بين السفاري والغوص والسنوركلينج، بالإضافة إلى زيارة محمية رأس محمد ومتحف شرم الشيخ.

كما أشار إلى وجود اليوم حوالي أكثر من 200 من ممثلي مختلف وسائل الإعلام العالمية والمحلية، مقدما لهم الشكر على مشاركتهم فى الحضور اليوم لنقل هذا الحدث الضخم للعالم وتسليط الضوء عالميا على الحضارة المصرية العريقة.

وعن تفاصيل الكشف الأثري اليوم، أوضح الوزير أنه فى البداية تم الكشف عن 3 آبار بها 13 تابوتا، ثم تم الكشف عن 14 تابوتا آخرين بها، ليصل إجمالي عدد التوابيت المكتشفة حتى اليوم 59 تابوتا، لافتا إلى أن الكشف لم ينتهى بعد؛ فقد وجدنا طبقات من التوابيت والتى سيتم الإعلان عنها لاحقا.

وأوضح الدكتور خالد العناني أن التوابيت التي تم العثور عليها في حالة جيدة من الحفظ ومازالت محتفظة بألوانها الأصلية.

تماثيل ترجع لعصر الأسرة 26 ..وتخص كبار رجال الدولة

وأشار  إلى أن الدراسات المبدئية عليها أوضحت إلى أنها ترجع لعصر الأسرة 26 وأنها تخص مجموعة من الكهنة وكبار رجال الدولة والشخصيات المرموقة في المجتمع.

وأعلن  ان هذه التوابيت سيتم نقلها الى المتحف المصري الكبير لتعرض بالقاعة المقابلة للقاعة المخصصة لعرض خبيئة العساسيف والتي عثرت عليها البعثة الاثرية المصرية عام 2019 بالاقصر.

 حيث تم الكشف عن حوالي 32 تابوتا مغلقا لكنهة وكاهنات من الاسرة 22.

وأوضح أن هذا الكشف تضمن أيضا عشرات من التماثيل وليس توابيت فقط منها تمثال من البرونز (نفرتوم) والذي يعد من أروع ما يمكن.

وأوضح إلى أنه تم الإعلان من قبل عن أكثر من كشف أثري بهذه المنطقة، بالإضافة إلى أنه تم افتتاح هرم زوسر أول بناء حجري فى التاريخ فى مارس الماضي بعد ترميمه الذي بدأ فى 2006 وتوقف فى 2011 واستكمل مرة أخري بتمويل مصري بتكلفة 150 مليون جنيه وذلك حفاظا على الآثار والتراث المصري.

وأعرب وزير السياحة و الآثار عن سعادته بنجاح البعثة الآثرية المصرية في العثور علي هذا الكشف الضخم في جبانة سقارة التى تعتبر أحد المناطق الاثرية المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمي.

وقدم الشكر لزملائه من العاملين فى المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس، على هذا الكشف الأثري وخاصة لعملهم فى ظروف صعبة وشاقة حيث يعتبر أول كشف أثري يتم الإعلان عنه منذ أزمة فيروس كورونا المستجد مما يؤكد علي ان تداعيات الأزمة لم تقف حائلا دون إنجاز عملهم باقتدار والتعامل بحرفية بالغة في ظل ظروف دقيقة واجراءات احترازية بما يضمن الحفاظ على السلامة العامة لكافة الاثريين والمرممين والعاملين والمشاركين في هذا الاكتشاف.

وأعرب عن فخره واعتزازه بأن يكون ضمن هذا الفريق منذ انضمامه لهم فى 2016، وأن تكون معظم الاكتشافات الأثرية المصرية بأيدي مصرية من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار.

وقدم الوزير الشكر لأجدادنا القدماء على التراث العظيم الذى تركوه لنا، ونكتشف كل فترة جزءا منه مما يسلط الضوء على مصر عالميا ويجعل الإعلام العالمي يتحدث عنها دائما.

وزير السياحة : افتتاح مشاريع جديدة خلال الأسابيع المقبلة

وأوضح ان الأسابيع القليلة القادمة ستشهد افتتاح عدد من المشروعات الاثرية منها متاحف شرم الشيخ، وكفر الشيخ، والعاصمة الإدارية، والمركبات الملكية، وذلك قبل انتهاء.

وفى نهاية كلمته، تقدم الوزير بالشكر إلى البنك الأهلي المصري لرعايته لهذا الحدث.

ومن جانبه، قال الدكتور مصطفي وزيري الامين العام للمجلس الاعلي للاثار أن هذا الكشف تم على عدة مراحل حيث بدأت البعثة اعمال الحفائر في اغسطس الماضي حيث عثرت علي 13 تابوتا .

28 تمثالًا خشبيًا للإله بتاح سوكر

ومع استمرار الحفر والتنقيب توصل الأثريين إلى اكتشاف 14 تابوتا آخر حتي وصل  عدد التوابيت الى 59، بالاضافة إلى العثور علي 28 تمثال خشبيا للإله بتاح سوكر وهو الاله الرئيسي لجبانة سقارة ، بالاضافة الى عدد كبير من تماثيل الاوشابتي والتمائم.

وكذلك تمثال من البرونز للإله نفر توم مطعم بالأحجار الكريمة، مثل العقيق الأحمر و التيركواز و االازاوارد، يبلغ طول التمثال  35 سم و كتب على قاعدته اسمه صاحبه و هو الكاهن بادي- امون، كما تم العثور على تمائم و تماثيل اوشابتي مصنوعة من الفاينس.

زاهي حواس : لحظة فتح التابوت لا يمكن وصفها

وخلال المؤتمر الصحفي، ألقى الدكتور زاهي حواس عالم الآثار كلمة تحدث خلالها عن شعوره واحساسه لحظة فتح التابوت عندما دعاه وزير السياحة والآثار للحضور الى منطقة الكشف الأثري.

وأشار الي أن لحظة فتح تابوت لأول مرة لا يمكن وصفها وهو ما يراه في عيون شباب البعثات الاثرية المصرية الذين يشاركون فى هذه الاكتشافات الاثرية.

كما أعرب عن سعادته بنجاح البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري في القيام بهذه الاكتشافات الاثرية.

وأضاف أن هذه الاكتشافات الاثرية ظهرت في منطقة تدعي “أبواب القطط” التي يوجد بها أشهر المقابر وهي مقبرة السفير الذي قام بتوقيع معاهدة رمسيس الثاني مع الحيثيين، ومقبرة مايا ” مرضعة الملك توت عنخ مون” ومقبرة رئيس الوزراء في عهد الملك امنحوتب الثالث.

ولفت الي أنه بجوار هذه المقابر تم اكتشاف مقبرة ” واحتي”، بالاضافة الي هذا الكشف الأثري العظيم.

واختتم الدكتور زاهي حواس كلمته بالتأكيد علي أن هذا الكشف سيكون من كنوز المتحف المصري الكبير.

وخلال الاعلان عن الكشف الاثري تم فتح احد التوابيت وجد بداخله مومياء، كما تم عرض فيلم قصير عن  الكشف الاثري.

هشام عكاشة : البنك حريص علي دعم الحركة العلمية والثقافية والأثرية والسياحية

ومن جانبه أكد هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري على حرص البنك الدائم والمتنامي على دعم الحركة العلمية والثقافية والاثرية والسياحية في مصر ، خاصة فيما يتعلق منها بالحضارة المصرية والتي تعد الاكثر تفردا في العالم .

وأوضح الى ان الحفاظ على تلك الثروة التي لا تقدر قيمتها هو واجب قومي يحرص من خلاله البنك الاهلي على تولي دوره الذي يمارسه عبر سنوات عمره الممتدة.

وأشار الى رعاية البنك لهذا الحدث يأتي استهدافا لخروجه بالشكل الذي يليق بمصر وبالحضارة المصرية العريقة امام العالم الذي يتطلع بشغف لمتابعة هذا الكشف الأثري الذي وجه الأنظار الى ” أم الدنيا ” صاحبة أقدم حضارة عرفتها البشرية وهو ما سيلقي بظلاله الايجابية على انتعاش حركة السياحة الوافدة الى  مصر و الذي يعد أحد أهم أهداف الدولة.

جدير بالذكر ان المنطقة التي تم العثور بها علي هذا الكشف هي منطقة ” جبانة كبار رجال الدولة” بسقارة والتي عثر بها علي جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة وكذلك الكشف الكبير لمقبرة ” واح تي” أحد كهنة الاسرة الخامسة، الجميلة والتي أشاد به العالم أجمع.