شهد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، فعاليات ختام الدورة التدريبية الرابعة والأربعين في مجال “هيدرولوجيا البيئة في المناطق الجافة وشبة الجافة”، والتي تم عقدها بمركز التدريب الإقليمي التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا، اعتبارًا من يوم 14 أبريل 2024 ولمدة شهرين، بمشاركة 23 متدربًا من دول حوض النيل والقرن الأفريقي (السودان – جنوب السودان – كينيا – تنزانيا – رواندا – الكونغو الديموقراطية – الصومال – مصر) الحاصلين على المنح الدراسية المقدمة من وزارة الموارد المائية والري والمبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل بوزارة الخارجية.
وفى كلمته بالاحتفالية.. هنأ الدكتور هاني سويلم المتدربين لاجتيازهم البرنامج التدريبي الذي يهدف لرفع وتنمية قدرات الباحثين والمتخصصين من أبناء دول حوض نهر النيل والقرن الإفريقي على المستوى الفني، وتبادل الخبرات والأفكار بين المتدربين من مختلف الدول، متمنياً لهم العودة لبلادهم بخبرات جديدة اكتسبوها خلال هذا البرنامج التدريبي بالشكل الذي يُسهم في تحسين التعامل مع تحديات إدارة الموارد المائية بالدول الإفريقية.
واستعرض الدكتور سويلم مجهودات الوزارة في التعامل مع تحديات المياه في مصر، مشيراً لمحدودية موارد مصر المائية والتي تُقدر بحوالي 59.6 مليار متر مكعب سنوياً، يقابلها احتياجات مائية تُقدر بحوالي 114 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، مع استيراد محاصيل زراعية من الخارج تقابل استهلاك مائي يُقدر بحوالي 33.5 مليار متر مكعب سنوياً من المياه، مع إعادة استخدام 20.9 مليار متر مكعب سنوياً من المياه.
وأشار إلى أن هذه الفجوة الكبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية دفعت مصر لتنفيذ ثلاث مشروعات كبرى في مجال معالجة مياه الصرف الزراعي بطاقة تصل إلى 4.8 مليار متر مكعب سنوياً هي محطات الحمام وبحر البقر والمحسمة.
ولفت إلى ما تمتلكه مصر من خبرات متميزة في مجال إدارة المياه، والتي تحرص مصر على مشاركتها مع الدول الإفريقية الشقيقة والتي تتمتع بوفرة مواردها المائية ولكنها تواجه تحديا ناتجا عن ضعف منظومة إدارة المياه لديها، حيث تقدم مصر بالفعل العديد من أشكال الدعم للأشقاء الأفارقة، خاصة دول حوض النيل بتنفيذ العديد من المشروعات في مجال المياه لخدمة المواطنين في هذه الدول، وإطلاق مصر لمبادرة AWARe والتي تهدف لخدمة الدول الإفريقية وتوفير تمويلات لها من الجهات المانحة لتنفيذ مشروعات على الأرض في مجال التكيف مع التغيرات المناخية ، متوجهاً بالدعوة لكافة الدول للمشاركة في هذه المبادرة الهامة والاستفادة منها.
كما أكد حرص الوزارة على دعم الدول الإفريقية في مجال التدريب وبناء القدرات من خلال تدشين “المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي” والذي تم من خلاله تدريب 100 من المتدربين الأفارقة خلال الفترة الماضية.
ومن المقرر تدريب عدد 255 متدرب آخرين حتى نهاية العام الحالي، كما يجرى الإعداد لمنظومة تدريبية توفر التدريب اللازم لعدد 1500 متدرب على مدى ثلاث سنوات.
وفى كلمته بالحفل.. أعرب الدكتور شريف محمدي عن أمنياته بأن تكون هذه الدورة التدريبية قد حققت الهدف منها في تعزيز التعاون بين الأشقاء الأفارقة وتبادل الأفكار والمقترحات وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه، وتحقيق التواصل بين المتدربين من مختلف الدول.
وأشار إلى تدريب عدد 1800 متدرب عربي وإفريقي من خلال معهد بحوث الهيدروليكا على مدى السنوات الماضية، مع التأكيد على قيام المركز القومي لبحوث المياه بتكرار هذه البرامج التدريبية مستقبلاً لتحقيق المزيد من الفوائد للأشقاء الأفارقة.
من جانبه، أشار السفير محمد عزمي للدور الهام الذى تقوم به “الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية” في مجال التدريب ورفع القدرات لأبناء القارة الإفريقية وخاصة دول حوض النيل والقرن الإفريقي، مشيراً لأهمية التدريب وبناء القدرات في مجال المياه بالقارة الإفريقية لمواجهة تحديات المياه والمناخ بالقارة وصولا لتحقيق رؤية أفريقيا للمياه 2025 وأهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة الإتحاد الأفريقي 2063.
وتوجه المتدربين – في كلمة ألقاها عنهم أحد المتدربين – بالشكر لوزارة الموارد المائية والري والمركز القومي لبحوث المياه على حسن الاستضافة والتنظيم، مشيراً لأهمية موضوع البرنامج التدريبي في خدمة إدارة المياه بالدول الإفريقية، وما تحقق من استفادة للمتدربين خلال الزيارات الميدانية لمشروعات الري المصرية.
الجدير بالذكر أن معهد بحوث الهيدروليكا التابع للمركز القومي لبحوث المياه يقوم سنوياً بتنظيم هذه الدورة التي يقوم بالتدريس فيها نخبة من الأساتذة والباحثين من معاهد المركز القومي لبحوث المياه (الموارد المائية – المياه الجوفية – النيل – التغيرات المناخية ) إضافة لخبراء وزارة الموارد المائية والري ، حيث يتم تقديم العديد من المواضيع المتعلقة بالمياه مثل ( هيدرولوجيا نهر النيل – هيدرولوجيا الأودية – الإدارة المتكاملة للموارد المائية – أخلاقيات المياه – تصميم أعمال الحماية من السيول – حصاد المياه – طرق استكشاف وحفر آبار المياه الجوفية – التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية – نظم المعلومات الجغرافية – الاستشعار عن بعد وغيرها من المواضيع التطبيقية).