وزير الري: مصر تعاني عجزًا مائيًا يبلغ 90% من مواردها المتجددة

خلال فعاليات أسبوع القاهرة الرابع للمياه تحت شعار "المياه والسكان والتغيرات العالمية: التحديات والفرص"، الذي يقام تحت رعاية عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية

وزير الري: مصر تعاني عجزًا مائيًا يبلغ 90% من مواردها المتجددة
مدحت إسماعيل

مدحت إسماعيل

4:06 م, الأحد, 24 أكتوبر 21

انطلقت فعاليات أسبوع القاهرة الرابع للمياه تحت شعار “المياه والسكان والتغيرات العالمية: التحديات والفرص”، الذي يقام تحت رعاية عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وحضور عدد كبير من الوزراء والوفود الرسمية وكبار المسئولين في قطاع المياه والعلماء والمنظمات والمعاهد الدولية ومنظمات المجتمع المدني والسيدات والمزارعين والقانونيين من مختلف دول العالم ، بحضور (1000) مشارك فعلي، و (800) مشارك افتراضي عن بعد ، وحضور 20 وفدًا وزاريًا ومشاركة 44 وفدًا وزاريًا بشكل افتراضي.

وألقى الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري كلمة نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء رحب فيها بجميع الحضور فى مصر التى تستضيف للعام الرابع على التوالى هذا المؤتمر الدولى الهام المعنى بقضية المياه.

واشار الدكتور عبد العاطى إلى أن العالم أدرك ان المياه هي الحياة وأنها عماد التنمية المستدامة ولكنها فى الوقت ذاته تعد أحد اهم التحديات التي تواجهنا ، حيث يشهد العالم العديد من التغيرات مثل التغيرات المناخية والتحضُر السريع وارتفاع معدلات الزيادة السكانية والهجرة وعدم الاستقرار في بعض الدول بالإضافة لجائحة فيروس كورونا المستجد.

وأشار الدكتور عبد العاطى لأهمية تتضافر جهود دول العالم المختلفة للتعامل مع التحديات المتعلقة بالمورد الأكثر ندرة والأكثر أهمية على الإطلاق وهو المياه ، فبدون هذا التعاون لن تكون هناك دولة قادرة علي مواجهة هذه التحديات منفرده لأننا نعيش في عالم واحد ومصير مشترك.

وأوضح الدكتور عبد العاطى أن مصر تعاني عجزاً مائياً يبلغ 90% من مواردها المتجددة وتعيد استخدام 35% من تلك الموارد لسد الفجوة المائية.

كما ان مصر تعد واحدة من أكثر الدول المعرضة لتأثير التغيرات المناخية مثل إرتفاع منسوب سطح البحر والذي قد يعرض ثلث الدلتا للغرق أو موجات الحرارة العالية أو التغير في إيراد نهر النيل.

وأوضح أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الموارد المائية والري والوزارات المعنية بقطاع المياه قامت بتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبري واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى ادارة المياه ، وذلك في إطار تنفيذ خطتها القومية للموارد المائية والتى تستند على اربعة محاور هى تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائيه وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة.

وأشار الدكتور عبد العاطى إلى أن مصر تحرص على تعزيز التعاون مع كل الدول، خاصة الدول الافريقية حيث تقوم مصر بتنفيذ العديد من المشروعات التنموية بهذه الدول، إضافة لتقديم العديد من الدورات التدريبية فى مجال المياه.

وأكد الدكتور عبد العاطى أن المياه هي الإرث المشترك للإنسانية وهي أهم حق من حقوق الانسان عبر العصور الامر الذى يدفعنا لأن نعمل جاهدين لاستكمال مسيرة التنمية وتحويل التحديات لفرص للتعاون تجنبا للصراعات ، حيث وهبنا الله نعمة المياه لنحافظ عليها ولتكون سببا لرخاء الأمم وضمان حياه كريمة للأجيال القادمة.

ثم ألقى عدد من الوزراء والقادة وكبار الخبراء في مجال المياه كلماتهم خلال حفل الإفتتاح .. حيث أعرب سيرين مباي ثيام وزير المياه والصرف الصحي بدولة السنغال عن سعادته بالمشاركة فى هذا المؤتمر الهام مشيرا أن موضوع المياه والسكان يتماشى مع أولويات المنتدى العالمي التاسع للمياه الذي تنظمه السنغال والمجلس العالمي للمياه فى شهر مارس 2022 في داكار.

وأشار سيادته ان قضية الحفاظ على الموارد المائية بالتزامن مع الزيادة السكانية والتغيرات العالمية يمثل تحديًا كبيرا للسكان الذين يعيشون في المناطق الجافة وشبه الجافة.

مؤكدًا دور الأمن المائي في التنمية وبناء السلام ، حيث يعد ضمان الأمن المائي شرطًا أساسيًا للتنمية المستدامة ومكافحة الجوع والفقر وتحقيق خطة عام 2030.

كما أشار إلى اعتزام السنغال والمجلس العالمي للمياه تنظيم المنتدى التاسع للمياه ، وإعطاء بُعد سياسي خاص للمياه لتحقيق السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ، مع الترتيب لعقد قمة لرؤساء الدول والحكومات والمؤسسات الدولية الكبرى مع التشرف بدعوة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمشاركة فى هذه القمة.

كما أكدت إيف بازيبا ماسودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية على أن عملية إدارة الموارد المائية يجب ان تخضع لعدد محدد من المبادئ من أجل مواجهة التحديات المائية، وكذلك اغتنام الفرص المتاحة من خلال الإدارة المتكاملة للموارد المائية ، مع أهمية إستخدام المياه على مستوى تشاركى يراعى الاستخدامات الحالية مع أهمية تقييم تأثير كل استخدام للمياه على غيره من الاستخدامات الأخرى.

وأشارت إلى أن دولة الكونغو قامت بإعداد قانون يتوافق مع منهج الإدارة المتكاملة للموارد المائية بحيث يدعم عقد الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف وغيرها من الترتيبات التي تحدد العلاقات المتبادلة بين الدول فيما يخص استخدام وتنمية وحماية الموارد المائية والنظم الإيكولوجية بصوره متوازنة.

وأضافت أن جمهورية الكونغو الديمقراطية مقتنعة بأن الماء يجب أن يكون أداة للسلام وليس سبباً للنزاع بين شعوب العالم.

مشيرة الى أن عدم التوازن الطبيعي في توزيع المياه العذبة في جميع أنحاء العالم والكثافة السكانية الاستثنائية في بعض المناطق يعد من الأسباب الرئيسية للصراعات على المياه خاصة مع توفر فرص هائلة يمكن استغلالها ، مع ضرورة التركيز على تمويل قطاع المياه لا سيما في مجال المياه غير التقليدية وحصاد مياه الأمطار.

وأكد عبد الحكيم رجب مساعد المدير العام والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بمنظمة الفاو على اهمية المياه ودورها فى تحقيق التنمية المستدامة ، مشيرا لاستمرار تناقص نصيب الفرد من المياه بالعالم العربى مع تفاقم مشاكل نقص المياه واستنزاف المياه الجوفية وتذبذب الأمطار.

وأضاف أن انخفاض الناتج المحلى وارتفاع النمو السكانى وزيادة التحضر يمثل ضغطا على قطاع المياه لتوفير احتياجات مياه الشرب والزراعة وغيرها من الاستخدامات، وهو ما يتطلب قيام شركاء التنمية بتوفير التمويل اللازم لمشروعات المياه ، بالاضافة لتبادل الخبرات بين مختلف الدول فى مجال المياه.

وأشار إلى لأهمية تحقيق الادارة الرشيدة للمياه ورفع كفاءة استخدام المياه مستشهدا بالتجربة المصرية التى حققت نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى فى مجال تأهيل الترع والمساقى والتحول لنظم الرى الحديث والتوسع فى مشروعات اعادة استخدام المياه وغيرها.

وقد سبق حفل الإفتتاح قيام الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري بافتتاح المعرض المقام على هامش الإسبوع بمشاركة عدد 23 من الشركات والوكالات المصرية والأجنبية ، ويوفر المعرض فرصة فريدة ومتميزة لجميع المؤسسات العامة والخاصة في قطاع المياه لعرض أنشطتهم وبرامجهم ومنتجاتهم للسادة الحضور المشاركين بالأسبوع من أكثر من 100 دولة.

والجدير بالذكر أن سيتم اليوم وخلال الأيام القادمة عقد 8 أحداث جانبية وورش عمل ، و7 اجتماعات رفيعة المستوي ، وعدد 70 جلسه فنية خاصة فى مجالات المياه المختلفة ، وبمشاركة 50 منظمة دوليه وإقليمية و 300 متحدث دولي ومحلي في فعاليات الاسبوع.