قال اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، إن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة، تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطًا جامدًا، تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت، لذا نسعى لإعداد أجيال من رجال الشرطة، مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة.
وأضاف الوزير خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، اليوم الخميس، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الوزارة تهدف لترسيخ فكر متكامل لديهم يمتزج فيه العلم القانوني بمهارات العمل الشرطي مع المستوى الثقافي المتميز والإدراك الواعى لتحديات العمل الأمني.
كلمة وزير الداخلية أمام الرئيس
وجاءت نص كلمة وزير الداخلية: “بسم الله الرحمن الرحيم.. السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى – رئيس الجمهورية
يوم عظيم، يعتز فيه رجال الشرطة بتشريف سيادتكم الاحتفال بيوم الخريجين تباركون نبتهم وترعون خطاهم، وقد شرفهم هذا الوطن بواجب خدمته وكلفهم بمسئولية أمنه، وعندما يوازنوا بين عظمة التشريف ومسئولية التكليف يكون ذلك دوما دافعا لهم لبلوغ واقع الأداء، مدارج الوفاء وواجب الولاء.
وبصادق عبارات التقدير، يسعدنى وهيئة الشرطة مشاركة السادة الحضور الاحتفال بتخريج نخبة واعدة من رجال الشرطة، ليشاركوا زملائهم مواصلة العمل ليل نهار، من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.
وأتوجه بكل التحية والإعزاز، لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة، في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، وأتقدم بكل التحية والشكر لمصابينا
الأبطال، الذين قدموا التضحيات لرفعة هذا الوطن الغالى.
وزير الداخلية للرئيس: رسمت خارطة الطريق نحو مسار التنمية والرخاء
السيد الرئيس: تمضى مصر فى عهدكم وفق خارطة رسمت الطريق نحو مسار التنمية والرخاء، وإعادة بناء الدولة التى كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس، ولقد إنحاز شعب مصر لهذا الطريق، واتخذه خيارا لا بديل عنه، بإرادة وطنية تجرف فى مجراها كل العثرات، وتجتاح كل محاولات التشتيت وإثارة الفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع ومكوناته.
وما تجتازه سيادتكم من تحديات لمخططات الشر والهدوم، والتى تحاك بالداخل والخارج للقضاء على هذا الوطن وشعبه، هو بحق دحر للصعاب للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان.
وأضاف وزير الداخلية: من هذا المنطلق اضطلعت هيئة الشرطة بدورها الوطني فى تأمين الجبهة الداخلية، والحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ومواكبة التطور غير المسبوق الذى تشهده الدولة على كافة المستويات، وارتكزت سياستها الأمنية المعاصرة على تحقيق مفهوم الأمن الشامل
وتطوير كافة مقومات العمل الشرطى.
وتابع: تنفيذًا لتوجيهات سيادتكم بأن التطوير لا ينتج أثره، إلا بتطوير العنصر البشرى وإعادة تأهيله” فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية من خلال الاعتماد على الأسلوب العلمى فى اختيار وإعداد وتدريب الكوادر الأمنية، بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها والارتقاء بالأداء لتحقيق القدرة على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات.
وتطرق: لعل ما نشاهده اليوم، يؤكد أن وزارة الداخلية تسير على الدرب الصحيح بخطى ثابتة؛ ويقف أمام حضراتكم اليوم بين الخريجين أول دفعة من الملتحقين بكلية الشرطة من الحاصلين على ليسانس الحقوق، والذين قضوا عامين للدراسة بكلية الشرطة، وتزويدهم خلالهما بالعلوم الشرطية والمهارات الميدانية التي تؤهلهم للإنضمام لزملائهم، لأداء الرسالة الأمنية مع التركيز على تعميق الجوانب الإجتماعية للوظيفة الشرطية، وتوطيد علاقات المشاركة والتعاون المثمر مع الجمهور .
واستكمل: إدراكاً بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة، تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطًا جامدًا، تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت، فقد تم إلحاق تلك النخبة بدورات متقدمة فى اللغات الأجنبية، كما أتيحت لهم الفرصة، للإلتحاق بالدراسات العليا فى القانون، وذلك بهدف ترسيخ فكر متكامل لديهم يمتزج فيه العلم القانونى بمهارات العمل الشرطى مع المستوى الثقافى المتميز والإدراك الواعى لتحديات العمل الأمنى.
وأضاف: الأمر الذى تكون محصلته إعداد أجيال من رجال الشرطة، مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة، الذى أصبح يعتمد على توظيف الإبتكارات التكنولوجية الحديثة كأدوات تخدم أهدافه ومخططاته.
توفيق: مسيرة العمل الوطنى تمر بمرحلة دقيقة
السادةُ الحضورْ: تعبر مسيرة العمل الوطنى .. مرحلة دقيقة فى خطواتها عظيمة فى اهتماماتها، رحبة فى آمالها وطموحاتها، والشرطة فى قلب هذه الملحمة تتلاحم وتتفاعل مع الأهداف الوطنية.
وتابع: تتعامل مع المخاطر والتحديات تزود بالغالى والنفيس لحسم المواجهة مع الجريمة والمجرم لصالح أمن الوطن والمواطن، عقيدتنا فى هذا راسخة بأن الأمن للإنسان قضية حياة ووجود، وللمجتمع ضرورة للتقدم والإزدهار.
وأكد: هنا تحقق الإستراتيجية الأمنية.. تطورًا نحو الأفضل والأمثل من خلال استيعاب دروس الماضى، وقراءة معطيات الحاضر ورصد آفاق المستقبل فلا يمكن لأجهزة الأمن؛ أن تسقط من حسابها ما يجرى حولها من أحداث ومتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وتحولات إقليمية وعالمية، وما قد تفرزه من ظواهر إجرامية.
وتحرص الوزارة على ترتيب الأولوية، وتقييم الإجراءات وإعادة صياغة منظومة العمل الأمنى على أسس جادة وراسخة، تتسم بالتخطيط العالمى، وتوجيه الإمكانيات بأعلى المعدلات، وتأسيس بيئة وظيفية ملائمة لتحقيق الأمن، وتقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية بجودة وإتقان، وذلك من خلال تحديث وتطوير المنشآت والمرافق الشرطية، وتزويدها بكافة الإمكانات المادية والتقنية اللازمة.
توفيق: فرضنا طوق من العزلة على العناصر الإرهابية
وتضع السياسة الأمنية ضمن أولوياتها تثبيت دعائم الأمن الوقائى، حيث تم تطوير النظم التأمينية وأساليب الحماية من حيث نوعية القوات والتسليح والإتصالات والنطاقات الأمنية بالمواقع الحيوية، وتنشيط وتعزيز الخدمات الثابتة والمتحركة، والمتابعة الدائمة والتقييم السليم والإستعانة بالأجهزة المتطورة لإحكام إجراءات التأمين.
وقد أخذت المواجهة مع الإرهاب بعدا واسعا فى تشديد الحصار وفرض طوق من العزلة على العناصر الإرهابية، لتقويض حركتها وتقليص قدرتها على تلقى التمويل وتدبير السلاح والتحريض على الإثارة والشغب وتدمير مقدرات الدولة، فضلاً عن الاستهداف الاستباقى لإحباط المخططات الآثمة فى مهدها وضرب البؤر الإرهابية، وإجهاض التنظيمات الساعية إلى إحياء نشاطها الإجرامى؛ وذلك من خلال منظومة معلومات متكاملة وإجراءات مقننة.
السادة أولياء الأمور :
يسعدنى فى هذا اليوم.. أن أتقدم لحضراتكم بخالص التهنئة وأنتم تشاهدون أبنائكم، يضعون أقدامهم على طريق العطاء، بعد أن أدوا قسم وعهد الوفاء للأرض الطيبة، وميثاق الولاء للوطن الحبيب، وواجب الإنتماء لهيئة الشرطة.
أبنائى الخريجين: إنه ليس من سبيل نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الأمنية
إلا الصدق فى الأداء، والإخلاص فى العطاء والإلتزام بإعلاء سيادة القانون، والتفانى فى خدمة الوطن وحسن معاملة المواطن، إنطلاقا من جوهر دور الشرطة فى تحقيق أمن وسلامة المجتمع.
سيادة الرئيس: فى حضوركم الكريم .. تؤكد هيئة الشرطة على مواصلة البذل والعطاء للتصدى لقوى الشر ولتوفير المناخ
الآمن، لتحقيق طموحات الشعب المصرى خلف قيادتكم الرشيدة لبناء مصر الحضارة والتقدم، والتى تجنى ثماره الأجيال فى الحاضر والمستقبل.
أجيال تحفظ لسيادتكم التقدير والإعزاز، وأنت تضرب المثل والقدوة وتحمل آمال وهموم الأمة، لا تفرط فى حق ولا تتراجع عن واجب، تسعى إلى السلام الشامل والعادل وتنتصر لحقوق الشعوب فى تجرد كامل، وصدق مع النفس وإلتزام أمام التاريخ.
واختتم حفظكم الله ورعاكم، وسدد بالحق كل خطاكم، إنه نعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.