من المقرر أن ينهي عضو مجلس الدولة و وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم السبت، رحلته إلى هى، نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوتسوانا وتنزانيا وسيشيل.
وتظهر هذه الزيارة التي تحدت مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بشكل خاص، الأهمية العظيمة التي توليها الصين للحفاظ على علاقات الصداقة العميقة مع أفريقيا.
تحمل هذه الزيارة رسالة ذات صدى ، وهي أن الصين وأفريقيا لن يتوقفا عن بذل الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات السليمة بينهما ودفع التعاون في مجالات أساسية للتعافي الاقتصادي إلى الأمام، على الرغم من أن المرض مازال لا يظهر إشارات تراجع وأغرق العالم في قلق بالغ.
زيارة وزير الخارجية الصيني
لقد اختار وزراء الخارجية الصينيون أفريقيا دائما لتكون أول منطقة يقومون بزيارتها كل عام منذ 1991. وقال وانغ إن هذا التقليد المستمر منذ عقود لم يتغير، مهما كانت الظروف، ولا يجب أن يتوقف.
وقد ألقى وانغ خلال جولته، الضوء على الطموح المشترك للصين وأفريقيا في تعميق تعاونهما متعدد الجوانب بينهما.
وأشار إلى إسهام مهندسين وفنيين وكوادر طبية صينية في التنمية الأفريقية الاجتماعية – الاقتصادية، موضحا أن جهود الشعب الصيني في هذا الصدد يجب ألا تقع فريسة اتهامات كاذبة.
وقال وانغ إن الصين تؤمن دائما بأن أفريقيا مسرح كبير للتعاون الدولي وليست ساحة للمنافسة بين الدول الكبرى، مضيفا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مشتركة لدعم تنمية أفريقيا، ويتعين على جميع الدول التعاون مع أفريقيا على اساس احترام سيادة أفريقيا والاستماع إلى آرائها.
وقال خبراء إن زيارة وانغ حققت نتائج مثمرة وسوف تقوي العلاقات بين الصين وشركائها في أفريقيا.
نتائج مثمرة
كان التعاون في مجال ارتباطية البنية الأساسية أحد النتائج الأساسية التي تم التوصل إليها خلال زيارة وانغ. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوتسوانا مذكرة تفاهم مع الصين حول الدعم المشترك لبناء الحزام والطريق.. وحتى الآن، وقعت 46 دولة أفريقية على اتفاقيات تعاون مماثلة مع الصين، ما يشير إلى حاجة الدول الأفريقية لتحسين البنية الأساسية بمشاركة الصين.
وقال محمد بخاري رئيس نيجيريا، خلال اجتماعه مع وانغ، إن دعم الصين الهائل ساعد الدولة في تحسين بنيتها التحتية غير المتطورة بشكل فعال ولعب دورا رئيسيا في التنمية المستدامة لنيجيريا.
وخلال السنوات القليلة الماضية، سهلت مشروعات النقل التي بنتها الصين في نيجيريا، مثل نظام النقل بالسكك الحديدية الخفيفة في أبوجا وخط سكة حديد أبوجا – كادونا، تنقل الأشخاص وخلقت فرص عمل للسكان المحليين.
توسيع التعاون في مجال التصنيع
كما اتفق البلدان على تأسيس لجنة حكومية دولية لتنسيق التعاون في مجالات مختلفة بشكل أفضل.. واتفقا على توسيع التعاون في مجالات مثل التصنيع، والاقتصاد الرقمي والأخضر، والتعاون العسكري والأمني.
وقال وانغ خلال الزيارة، إن الصين سوف تعمل أيضا مع أفريقيا لاحتواء كوفيد-19. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوتسوانا، وأعرب رئيسا البلدين عن امتنانهما لدعم الصين في الحرب ضد كوفيد-19.
وأضاف وانغ أن الصين سوف تعمل مع جمهورية الكونغو الديمقراطية في قطاع الصحة وتعهد أيضا بالتعاون في مجالات أخرى، من بينها الزراعة والطاقة النظيفة والتعليم ومنشأت الكهرباء والصناعة الرقمية والتبادلات الشعبية.
ترحيب بزيارة وزير الخارجية الصيني
وفي نفس الوقت، قالت بوتسوانا إنها ترحب بالمزيد من الاستثمارات الصينية وتتطلع للتعاون في مجالات، من بينها المناطق الصناعية والاقتصاد الرقمي والابتكار العلمي والتكنولوجي والزراعة والسياحة.
وقال ليموجانغ كوابي وزير الشئون الدولية والتعاون في بوتسوانا خلال محادثات مع وانغ، إن التعافي الاقتصادي الصيني القوي يجلب فرصا لتنمية بوتسوانا الاقتصادية.
وتحدث وانغ خلال وجوده في تنزانيا يوم الجمعة، عن الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البلاد عام 2013.. “خلال تلك الزيارة، وضع الرئيس شي لأول مرة مفهوم الإخلاص والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية والنهج الصحيح لتحقيق العدالة والمصالح، والذي أصبح المبدأ التوجيهي في سياسة الصين تجاه أفريقيا”.
ثقة في التعاون
قال همفري موشي أستاذ الاقتصاد في جامعة دار السلام الحكومية البارزة في تنزانيا، إن زيارة وانغ جاءت في الوقت المناسب وبعد احتفال الصين وأفريقيا بالذكرى الـ20 لمنتدى التعاون الصيني – الافريقي في 2020.
وقال فرانسيس سمواز محلل الشئون الاجتماعية في عاصمة تنزانيا التجارية دار السلام، إن هذه الزيارة سوف تعزز علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين الصديقين.
وأضاف “الآن، سوف تنتفع مسيرة التصنيع الجارية في تنزانيا، بشكل ملحوظ من هذا التعاون وسوف يساعد تنزانيا على القيام بخطوات مهمة في مجالات الانتاج الصناعي والتجارة.. وسوف يزداد تقارب البلدين وشعبيهما على المستوى الفردي وسوف يخلقان تفاهما أفضل بينهما”.
مبادرة الحزام والطريق
وقال فرانك يونجمان نائب رئيس جامعة بوتسوانا المفتوحة ، إن الحاجة لدعم الصين في تنمية البنية الأساسية الأفريقية سوف تظل قائمة، وتواصل الدول البحث عن كيفية تعزيز المنفعة من مبادرة الحزام والطريق ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي.
وفيما يتعلق بالتعاون ضد كوفيد-19، أعرب فرانك يونجمان أيضا عن ثقته في أن الصين سوف تساعد الدول الأفريقية في الحصول على اللقاح وتساعد القارة في سعيها للتعافي الاقتصادي من تأثير المرض.
ومنذ تفشي المرض، قدمت الصين إمدادات إلى الدول الأفريقية وأرسلت فرقا تضم خبراء وسهلت على أفريقيا عمليات شراء الإمدادات الطبية في الصين. وفي ديسمبر، بمساعدة الصين، بدأ بناء مقر المراكز الافريقية للسيطرة على المرض والوقاية منه، في الوقت المحدد. كما تعهدت الصين بأن تكون الدول الأفريقية من بين أوائل الدول التي تنتفع من اللقاح، بمجرد الانتهاء من تطوير وتوزيع لقاح كوفيد-19 في الصين.
مساعدات طبية من دول أفريقية للصين
في الحقيقة، هذه المساعدة أصبحت متبادلة بين الصين ودول أفريقيا. فقد تبرعت دول افريقية عديدة بمواد طبية إلى الصين عندما كانت الصين تسجل ارتفاعا في حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال الأشهر الأولى من 2020.
وعلى سبيل المقال، تبرعت بوان نوار، ثاني أكبر مدينة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بـ10000 قناع واقي طبي لمدينة سوتشو الشقيقة شرقي الصين في فبراير.
وتغنى موكيلا نجاليبي تيسيا هارماني، وهو مغن كونغولي، بأغنية مع فرقة طبول محلية ليروي قصة تضامن البلدين في مواجهة المرض.
وقال زوباكيلا ديستن رئيس الفرقة باللغة الصينية، “لقد حصلنا على أدوية من الصين لمساعدتنا في محاربة الفيروس. ماذا نستطيع نحن كموسيقيين لشكر الصين؟ لقد ألفنا هذه الأغنية. فلنذهب سويا يدا بيد وننتصر على الفيروس معا”.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.