شهد د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي مساء أمس الخميس، ختام فعاليات أسبوع المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
وأقيمت فعاليات أسبوع المعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ووزارة التعليم العالي ومؤسسة الألفي للتنمية البشرية والاجتماعية.
وتهدف فعاليات أسبوع المعرفة لنشر المعرفة بين الطلاب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعريف بمؤشر المعرفة العالمي، وتحسين تصنيف مصر في هذا المؤشر.
كما تهدف فعاليات أسبوع المعرفة لتحفيز الحوار بين الشباب وصناع القرار من خلال تحليل نتائج مؤشر المعرفة العالمي، وكذلك التعرف على إمكانيات الشباب المصري من خلال استكشاف أفكارهم المبتكرة لحل التحديات التنموية والمعرفية للوصول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
وفى بداية كلمته أشاد الوزير بمبادرة فعاليات أسبوع المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة، والتي ساهمت في إشراك الشباب بطريقة مبتكرة ودفعهم للقيام بدور فعّال في طرح التوصيات والتواصل مع صنّاع القرار بهدف بناء مجتمع المعرفة المصري.
ولفت الوزير إلى أن فعاليات أسبوع المعرفة المصري أول نشاط مشترك يجمع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومؤسسة الألفي.
ونوه إلي إيمان وزارة التعليم العالي غير المحدود بدور الشباب وبأهمية تزويدهم بشكل مستمر بالمعرفة اللازمة ليكون لهم دور فعّال في تحقيق التغيير المنشود وتحسين ظروف حياتهم.
وأضاف د. عبد الغفار أن وزارة التعليم العالي تمكنت خلال الفترة الماضية من السير قدمًا في العديد من المشاريع البنّاءة في التعليم العالي والبحث العلمي لتحقيق أهداف رؤية مصر لعام 2030، وكذلك للمساهمة بدورنا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة لعام 2030.
ولفت إلي أن الوزارة تهدف من خلال هذه المشاريع إلى تحقيق تنافسية أعلى لمُخرجات هذه المنظومة، سواء على مستوى الخريجين والباحثين أو الأفكار والتطبيقات والمشروعات البحثية التي تخدم احتياجات سوق العمل وعملية التنمية الوطنية.
وقال د. عبد الغفار إن الوزارة أعدت مؤخرًا دراسة عن احتياجات سوق العمل من خلال الاستراتيجية القومية والدولية لوظائف المستقبل.
واستكمل أن الدراسة تأخذ في الاعتبار تعظيم الاستفادة من ثروة مصر ومن شبابـِها المميز في ضوء التغيرات الديموغرافية المستقبلية في العالم وأثر الثورة الصناعية الرابعة على تباين المهارات اللازمة لوظائف المستقبل المختلفة.
وأشار د. عبد الغفار إلي أن إحدى أهم الإنجازات التي تمّ تحقيقها نتيجة الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة هي تقرير “استشراف مستقبل المعرفة” والذي يعمل على تقييم الوعي بالمهارات والتكنولوجيا في 40 دولة، وتحديد أفضل الممارسات من حيث التقدم التكنولوجي وتنمية مهارات المستقبل.
ولفت الوزير إلى أنه بفضل العمل المستمر لمدة عام بين وزارة التعليم العالي ومشروع المعرفة العالمي ومنذ إعلان نتائج مؤشر المعرفة العالمي للعام 2018 تمّ دراسة نقاط القوة والضعف في أداء مصر، وأيضًا محاولة الوصول لحلول لعلاج تلك التحديات.
واستطرد أن النتيجة أظهرت تقدم مصر 17 مرتبة، محققة تقدمًا ملحوظًا في التعليم العالي حيث احتلت المركز 49 عالميًا.
كما حافظت على ترتيبها المتقدم على مستوى الالتحاق بالتعليم العالي، محتلة المرتبة 11 من أصل 136 دولة.
وفى ختام كلمته وجه الوزير، رسالة للشباب قائلا: إننا منتظرون التعرف على أفكاركم المبتكرة لحل التحديات التنموية والمعرفية للوصول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
واستكمل: أننا سنعمل سويًا في الأيام المقبلة على التنسيق معكم وعلى بلورة أفكاركم للمضي قدمًا في تحقيقها.
وتطرق جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة إلي النهضة التعليمية التي تشهدها مصر حالياً خاصة في مجال إتاحة التعليم وإنشاء الجامعات الجديدة.
وأكد أن مصر تعد منارة للعلماء والبحث والتطوير والتعليم، كما أكد أهمية مشاركة الشباب لتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتهم ومواجهة التحديات المختلفة، وضرورة الحاجة لمنظومة تعليمية قوية تستطع توظيف قدرات الشباب وأفكارهم المبتكرة.
وأشار إلى أهمية أسبوع المعرفة واشتراك الشباب في العملية التنموية ونشر المعرفة والاستفادة من مخرجات مؤشر المعرفة العالمي بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي.
واعرب ريتشارد ديكتوس المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر عن سعادته بالمشاركة في أسبوع المعرفة.
وأكد ديكتوس أن المعرفة أساس للتنمية المستدامة في المجتمعات، وتعد عامل أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرا، لدور مصر المحوري في المنطقة العربية والاهتمام الذي توليه في التعليم واستثمار المعرفة.
ومن جانبها اكدت نرمين أبو جازية الرئيس التنفيذي لمؤسسة الألفي للتنمية البشرية والاجتماعية ، على أهمية أسبوع المعرفة في تنمية الشعوب واللحاق بركب التنمية المستدامة.
وشددت على ضرورة الاعتماد على الموارد البشرية والاهتمام بالبحث العلمي ومخرجات التعليم.
وأوضحت أن مؤسسة الألفي تعمل على الارتقاء بالعملية التعليمية والتنمية البشرية في مجال العلوم والتكنولوجيا بالتعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي.
وقدم هاني تركي مدير مشروع المعرفة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الشكر للفرق المشاركة بأسبوع المعرفة، وأتاح المجال لكل فريق بأن يقدم تجربته وطرح أفكارهم لتحقيق التنمية المستدامة.
وفى ختام الفعاليات تم الإعلان عن الفرق الفائزة والتي ستحضر فعاليات أسبوع المعرفة بدبي وهي فرق (الاقتصاد 2 – التعليم العالي2 – التعليم التقني 1).
وانتهت فعاليات أسبوع المعرفة إلى عدة توصيات هى:
إطلاق مسابقة معرفية بين الجامعات المعرفية انطلاقا من نتائج مؤشر المعرفة العالمي يشارك فيها فرق من الجامعات ويتم اختيار الفريق الذي يقدم أفضل نموذج معرفي مقترح.
وتضمنت التوصيات تكوين مجلس أعلى للمعرفة مكون من عمداء الكليات ذات الصلة وينبثق منه هيئة المعرفة المكونة من الشباب المشارك في هذا الأسبوع يكون مسؤول بالاشتراك مع المجلس العلى للمعرفة بوضع مقترح لاستراتيجية بناء مجتمع المعرفة المصري.
هذا الإضافة إلي أن يقوم شباب هيئة المعرفة تحت إشراف وزارة التعليم العالي ومشروع المعرفة العالمي بتدريب الشباب في الجامعات على مجموعة من المهارات المعرفية التي تم اكتسابها خلال أسبوع المعرفة.
كما تشمل التوصيات تخصيص وقت خلال معسكرات شباب الجامعات للتدريب على مجموعة من المهارات المعرفية ومن أمثلتها التعامل مع البيانات وكيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي واكتشاف الاخبار الكاذبة.
جدير بالذكر أنه يتمّ تنظيم أسبوع المعرفة على مدار العام في المنطقة العربية، ويستهدف صانعي السياسات وصنّاع القرار والطلاب والأساتذة والباحثين؛ لدفع الحوار، وزيادة الوعي حول أهمية المعرفة والسياسات القائمة على المعرفة من أجل التنمية المستدامة.
وقد تمّ اختيار 72 شاباً وشابة من مختلف المناطق المصرية من إجمالي أكثر من ألف متقدم.
ويعمل المشاركون على طرح أفكار مبتكرة لحلّ التحديات التنموية والمعرفية للوصول إلى مجتمع المعرفة، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر، وذلك ضمن مجموعات عمل تغطي قطاعات مؤشر المعرفة العالمي وهي: التعليم قبل الجامعي، التعليم التقني والتدريب المهني، التعليم العالي، البحث والتطوير والابتكار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد.
يذكر أن مصر تحتل المرتبة 49 على مؤشر التعليم العالي، كما حققت أفضل أداء لها في المجالات المتعلقة بالالتحاق (المرتبة 11) وجودة طلبة التعليم العالي (المرتبة 45) وعدد الجامعات المصنفة عالميا (المرتبة 22) . كما احتلت المرتبة 16 في متغير الاستثمارات الأجنبية المباشرة ونقل التكنولوجيا في قطاع البحث والتطوير والابتكار.
شارك فى فعاليات الأسبوع ، والذي أقيم خلال خلال الفترة من 10-13 فبراير الجاري، ريتشارد ديكتوس المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، وجمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ونرمين أبو جازية الرئيس التنفيذي لمؤسسة الألفي للتنمية البشرية.
كما شارك في الفاعليات د. هاني تركي مدير مشروع المعرفة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وممثلين عن الوزارات والدوائر الحكومية، وباحثين، ورؤساء الجامعات والمراكز البحثية، وممثلين عن القطاع الخاص وطلاب.