وزير التعليم العالى ورئيس جامعة القاهرة يشهدان فعاليات الحوار العلمي للملكية الفكرية (صور)

بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مع دارين تانغ مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)

وزير التعليم العالى ورئيس جامعة القاهرة يشهدان فعاليات الحوار العلمي للملكية الفكرية (صور)
جهاد سالم

جهاد سالم

4:43 م, الأثنين, 19 سبتمبر 22

أكد د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى أهمية الملكية الفكرية فى دعم الأوساط الأكاديمية والبحثية؛ لإنشاء قيمة اقتصادية لنتائج أبحاثها العلمية وتعظيم مردودها على المجتمع.

جاء ذلك خلال فعاليات الحوار العلمي والذي نظمته جامعة القاهرة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مع دارين تانغ مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).

وحضر اللقاء د. محمد عثمان الخشت القائم بعمل رئيس جامعة القاهرة، ود. محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا.

ود. مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، ولفيف من رؤساء الجامعات الحكومية، والأهلية، والخاصة، والمراكز والمعاهد البحثية، وأمناء مجالس الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمجلس الأعلى للثقافة، ونخبة من الأكاديميين.

وقال الوزير إن لدينا اليوم فرصة عظيمة لاستعراض كيفية الاستفادة من الملكية الفكرية بشكل فعال؛ لتعزيز الأنشطة الابتكارية عمومًا ودعم أهداف الجامعات والمؤسسات البحثية في خدمة المجتمع، وتلبية احتياجاته المتطورة باستمرار على وجه الخصوص.

وأكد الوزير أهمية الملكية الفكرية كعنصر أساسى فى منظومة الابتكار، مما يسهم فى تقليص الفجوة بين المجتمع الأكاديمي والبحثي وبين مجتمع الأعمال والصناعة.

وأضاف “عاشور” أن أهمية الملكية الفكرية للجامعات والمؤسسات البحثية لا تقل عن أهميتها للشركات والمشروعات التجارية.

وواصل أن هناك العديد من الجامعات التي تحرص على حماية ابتكاراتها ونتائج أبحاثها بحقوق الملكية الفكرية مثل براءات الاختراع التى تمثل أهمية كبيرة لها، باعتبارها وسيلة لنشر المعرفة والمعلومات حول نتائج أبحاثها العلمية من ناحية.

فضلا عن كونها مصدرًا محتملًا لعائد مادي من ناحية أخرى، وذلك من خلال إنتاج المنتجات وتسويقها عن طريق شركات ناشئة (start-up) أو منبثقة (spin-off) أو على نحو غير مباشر من خلال الترخيص أو نقل الملكية للغير بمقابل، بما يسهم فى دعم الجامعة في استكمال أنشطتها الأكاديمية والبحثية.

وأشار الوزير إلى دور قانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار الصادر عام 2018 فى تمكين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من إنشاء أودية للعلوم والتكنولوجيا، وحاضنات تكنولوجية.

وكذلك تأسيس شركات بمفردها أو مع الغير في مجال تخصصها البحثي؛ بهدف استغلال مخرجات البحث العلمي.

وأوضح الوزير أن القانون ساهم فى دعم تلك المؤسسات فى تسويق نتائج أبحاثها لصالح المجتمع، لافتا أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الملكية الفكرية في هذا السياق.

وأشار “عاشور” إلى ضرورة استخدام حقوق الملكية الفكرية وإدارتها بكفاءة.

وأكد حرص الوزارة التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية في العديد من المشروعات ذات الصلة.

واستكمل أن من أهمها تلك المشروعات التي نفذتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (مشروع سياسات الملكية الفكرية للجامعات والمؤسسات البحثية).

والذى تم فى إطاره إعداد سياسات الملكية الفكرية لعدد من الجامعات والمراكز البحثية المصرية.

وذلك بهدف تبني الجامعات ومراكز البحوث سياسات الملكية الفكرية التى تسهم في تحديد كيفية التعامل مع حقوق الملكية الفكرية التي تنتجها، وملكيتها، وإدارتها، وتسويقها، بالإضافة إلى تعزيز قدرة الجامعات على الانتفاع بنظام الملكية الفكرية.

وقال الوزير إن هناك مشروعًا آخر قيد التنفيذ؛ لتطوير وتحسين وظائف مكاتب نقل التكنولوجيا بالجامعات والمؤسسات البحثية.

وأشار الوزير إلى الدور الرئيس للملكية الفكرية فى التحول إلى رأس المال الفكري والمعرفي الذى نشهده اليوم كأساس قوي لتعزيز الابتكار وتعظيم التنافسية وزيادة الربحية.

وطالب الوزير الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية بضرورة تعزيز استخدامهم لنظام الملكية الفكرية.

ووجه الشكر لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا على الإنجازات التي تم تحقيقها من خلال مشروعات وبرامج ومبادرات الأكاديمية المتنوعة لدعم الباحثين والطلاب بالجامعات والمؤسسات البحثية في أنشطة البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال.

وكذلك لمكتب براءات الاختراع والذي يسعى بشكل مستمر لتطوير إجراءات العمل به من خلال إنشاء نظام إلكتروني لإيداع ومتابعة طلبات براءات الاختراع، والحصول على الخدمات الإلكترونية المتعلقة به التي يقدمها لمستخدمي نظام البراءات بشكل عام، وللباحثين والطلاب بالمؤسسات الأكاديمية والبحثية بشكل خاص.

ومن جانبه أكد المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية على أن الملكية الفكرية هى محفز للتقدم الاقتصادى على مستوى العالم ككل وليس الدول المتقدمة فقط.

وأشار إلى تحول المنظمة من منظمة تقنية إلى منظمة متطورة.

وأكد دارين تانغ على حرص المنظمة على دعم مصر فى مجال حقوق الملكية الفكرية بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة (رؤية مصر 2030)، وخاصة الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية.

وقال إن الاقتصاد المصري يعتمد على الأصول غير المرئية، مشيدًا بالحضارة المصرية التى تعود إلى آلاف السنين وعلاقتها بالأصول غير الملموسة، والتى أدركت أهمية القوى الناعمة.

وأشاد بدور الجامعات المصرية فى تطوير الابتكار، ودعم الباحثين لتنفيذ أفكارهم الإبداعية وتحويلها إلى منتجات وتسويقها، فضلاً عن التواصل مع الشركات، ومواكبة احتياجات سوق العمل.

وأضاف تانغ أن الشباب فى مصر يمثلون نسبة 60% من السكان، ويتميز الشباب المصري بالإبداع والابتكار، مؤكدًا دعمه للشركات الناشئة، ورواد الأعمال فى مصر.

وأوضح أنه فى يونيو الماضي تم عقد اتفاقية مع 22 جامعة مصرية؛ لتطوير سياسات الملكية الفكرية، مما يؤدى إلى تحسين مخرجات العملية التعليمية.

ولفت إلى تحسين مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي فى (7) مؤسسات؛ بهدف خلق أهداف محددة لهذه المؤسسات التعليمية.

واكد حرصه على دعم المزيد من الجامعات المصرية فى مجال حقوق الملكية الفكرية.

وفى كلمته، أكد د.عثمان الخشت على أن استضافة مصر لمدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية يعكس التقدم فى وعى الدولة المصرية بأهمية الملكية الفكرية والقوى الناعمة، والأصول غير المادية التى تدخل جميعها فى نطاق الملكية الفكرية والاقتصاد المعرفى.

وقال الخشت أنه منذ القرن ال21 فإن معظم دول العالم المتقدم تعتمد على الاقتصاد القائم على المعرفة والأصول غير الملموسة مثل التعليم والبحث العلمي والتنمية والابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن ثم تظهر أهمية حقوق الملكية الفكرية.

وأضاف الخشت أن إستراتيجية جامعة القاهرة منذ عام 2017 تقوم على التحول إلى جامعات الجيل الثالث التى تعتمد على إعطاء قيمة مضافة للاقتصاد القومي.

ولفت إلي تميز وتفرد جامعة القاهرة بتحولها بعد ذلك إلى جامعة من جامعات الجيل الرابع.

واستعرض الخشت الجهود التى بذلتها الجامعة فى نطاق الملكية الفكرية، والإصدار الذى نشرته الجامعة حول الملكية الفكرية وأهدافها، والتعريف بها وإدارتها، وغيرها من البنود التي تهتم بها منظمة الويبو.

وعلى هامش فعاليات استقبال المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، دار حوارًا حول حقوق الملكية الفكرية؛ لمناقشة مشروعات التعاون المشترك بين المنظمة وجمهورية مصر العربية، بالإضافة للجهود الوطنية في دعم البيئة الحاضنة للابتكار في مصر.

وأدارت الحوار د.منى يحيى رئيس مكتب براءات الاختراع المصري، والتي أكدت على أهمية التعاون بين المنظمة ومصر التي انضمت للمنظمة عام ١٩٧٥، حيث تم خلال هذه الفترة تطوير العديد من مكاتب الملكية الفكرية داخل مصر.

وفي كلمته، أثنى د. محمود صقر على الدور الذي تلعبه منظمة الويبو في دعم البحث والابتكار، مشيدًا بالتعاون بين المنظمة والأكاديمية.

وأشار صقر إلى أن أصول الملكية الفكرية هي الأكثر قيمة في الشركات العالمية، وأن رأس مال تلك الشركات هو الملكية الفكرية.

واستكمل صقر أن مصر أولت اهتمامًا كبيرًا بالملكية الفكرية والابتكار وخلق مجتمع مبدع ومبتكر أساسه البحث العلمي والتكنولوجيا والمعرفة، وربط مخرجات البحث العلمي بأهداف الدولة وفقًا لإستراتيحية التنمية المستدامة.

ونوه إلي أن الأكاديمية أطلقت عددًا من المشروعات والمبادرات لنقل وتوطين التكنولوجيا ودعم المبتكرين والنوابغ.

ومنها برنامج جامعة الطفل، وبنك الابتكار المصري، والمرصد المصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

و كذلك البرنامج القومي للحاضنة القومية “انطلاق” والذي يضم 24 حاضنة عامة ومتخصصة لتغطية جميع أقاليم الجمهورية.

ومعرض القاهرة الدولي للابتكار، ونوادي ريادة الأعمال ويصل عددها ل 40 نادي بالجامعات المصرية.

وكذلك مكاتب نقل وتسويق التكنولوجيا والابتكار وهو المشروع المدعوم من المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والأكاديمية الوطنية للملكية الفكرية، وبرنامج تعليم الملكية الفكرية للشباب.

وفى كلمتها، أكدت د. مايا مرسى أن السنوات الماضية شهدت طفرة في مجال تمكين المرأة فى مصر وخاصة فى مجال الملكية الفكرية.

ولفتت إلي التعاون المثمر مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية وخاصة فى مجال تمكين رائدات الأعمال من خلال توعيتهن بالملكية الفكرية وحماية حقوقهن، فضلاً عن تزويدهن بالأدوات التى تمكنهن من حماية أفكارهن.

وأشارت إلى أنه خلال ال 10 أعوام الماضية تم تحقيق 965 براءة اختراع منهم 131 براءة اختراع حصلت عليها المبتكرات المصريات، وتمثل الباحثات المصريات نسبة 43% من الباحثين.

ولفتت إلي الدور المحورى للجنة البحث العلمي بالمجلس القومي للمرأة والتى ترأسها د. نادية زخارى وزيرة البحث العلمي الأسبق، والتى تعمل على ثقل قدرات الباحثات من خلال عقد ورش عمل للتعرف على كيفية تسويق الابتكارات العلمية، فضلاً عن التواصل الدائم مع المستثمرين ورجال الأعمال.

واضافت أن المجلس يقيم العديد من المشروعات الصغيرة للسيدات بمختلف محافظات الجمهورية وخاصة فى مجالات التكنولوجيا الحديثة وسبل التسويق الإلكتروني.

وكذلك تأهيل الفتيات فى مجال تكنولوجيا الابتكار بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

وأشار د. إبراهيم عشماوي مساعد أول وزير التموين والتجارة الداخلية على أهمية الملكية الفكرية في زيادة معدلات النمو الاقتصادي.

وقال إ ما يقرب من ٩٠٪ من محتوى الشركات بالعالم هى شركات فردية صغيرة ومتناهية الصغر.

واشار إلى أن إجمالي الناتج المحلي لتلك الشركات حول العالم يتعدى ٣٥٠ مليار دولار.

واوضح أن عام ١٩١٩ يعد بداية ظهور الملكية الفكرية في مصر عندما ظهرت النماذج الصناعية، ثم تم وضع القانون المنظم للعلامات التجارية عام ١٩٣٩.

ولفت إلى أهمية التعاون البيني مع المنظمة في تنفيذ وتفعيل الإستراتيجية الوطنية لحقوق الملكية الفكرية.

ومن جانبه، أكد د. هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة على أن الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تؤسس منظومة شاملة وكاملة تستشرف آفاق المستقبل.

واشار إلى أن إستراتيجية مصر للتنمية المستدامة (رؤية مصر ٢٠٣٠) أولت محور الثقافة اهتمامًا كبيرًا.

وأكد أن الصناعات الثقافية والإبداعية تعد قوة مصر الناعمة التي كانت سببًا في ريادتها الثقافية والفنية.