شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، في فعاليات المؤتمر السنوي “حوار المتوسط” في نسخته الخامسة، الذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإيطالية، بالتعاون مع المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، خلال الفترة من 5-7 ديسمبر الجاري فى العاصمة الإيطالية روما، بهدف صياغة أجندة إيجابية لمعالجة التحديات المشتركة على المستويين الإقليمى والدولى من خلال تبادل الآراء والمقترحات والتحليلات.
شارك الملا فى جلسة نقاشية، تحت عنوان “أمن الطاقة فى القرن الواحد والعشرين”، بالتعاون مع منتدى الطاقة العالمى” ضمن فعاليات المؤتمر.
وتحدث وزير البترول عن عدة ملفات هامة فى الجلسة أبرزها أسعار الغاز المنخفضة، والعلاقات بين مصر والولايات المتحدة بقطاع الطاقة، والاستثمار الإيطالي بمجال إنتاج الغاز الطبيعى، منتدى غاز المتوسط وغيرها.
وأكد وزير البترول أن انخفاض أسعار الغاز بمثابة تحدٍ كبير أمام الشركات المنتجة لتأثيره على تنمية الحقول ومشروعات انتاجه.
وأعرب عن ثقته في مساهمة التكنولوجيات المستخدمة في تخفيض تكلفة إنتاج الغاز بحقول المتوسط.
وقال إن الحوار الدائر بين الدول والشركات سيسهم في ذات الاتجاه للوصول لأسعار مقبولة في السوق.
وزير البترول يدعو بعدم الاكتفاء بتصدير الغاز
وأكد حتمية التوسع في استخدامات الغاز بمنطقة المتوسط وعدم الاكتفاء بتصديره، داعيًا إلى تنويع وزيادة استخداماته في الصناعات المختلفة والمنازل والسيارات.
وأشار إلى أن عام 2020 سيشهد مزيدًا من استخدامات الغاز لزيادة القيمة المضافة في الدول المكتشفة له.
ولفت الوزير إلى خصوصية العلاقة بين مصر وإيطاليا في إقليم المتوسط وشراكتهما المتميزة في مجال الغاز الطبيعى.
إينى الإيطالية أكبر منتج للغاز فى مصر
وقال: عندما نتحدث عن ايطاليا بالنسبة لنا فى مصر، نذكر اينى والتى تعد من أكبر منتجى البترول والغاز فى مصر بدون مبالغة فهى تنتج 40% من ثروة مصر البترولية.
ولفت إلى أن أكبر مثال هو حقل ظهر العملاق الذى بلغ إنتاجه 7ر2 مليار قدم مكعب، مضيفًا أن إيطاليا تعد من الدول المؤسسة والأولى للمشاركة فى منتدى غاز شرق المتوسط.
وشدد على أن دور إيطاليا المستقبلي مهم للغاية فى تأمين مصادر الغاز بالإقليم من خلال ما تمتلكه من شبكة كبرى وبنية تحتية وتسهيلات ضخمة ستساعد على نقل الغاز، وتصديره إلى دول أوروبا عبر إيطاليا، فهى بوابة دول المتوسط إلى أوروبا بهدف تنويع مصادر الطاقة وتأمينها للدول الأوروبية.
وضمت الجلسة كل من سون جيانشينج أمين عام منتدى الطاقة العالمى وكوستاس فرانغوجيانس نائب وزير الخارجية اليوناني، وتولا أونوفريو رئيسة شركة الهيدروكربونات القبرصية وحصة المطيرى رئيسة قسم نظام الطاقة المستدامة والغذاء، والماء بمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالمملكة العربية السعودية.
ويعد هذا المؤتمرالذي تم اطلاقه فى عام 2015 أحد أهم المحافل الدولية بمنطقة البحر المتوسط، ويشارك فيه رؤساء ووزراء وممثلى حكومات دول البحر المتوسط.
تحقيق أمن الطاقة وأستقرار السوق أبرز أهداف المؤتمر
وتهدف النسخة الحالية “روما 2019” إلى مناقشة عدة قضايا اقليمية ودولية فى المجالات الاقتصادية والسياسية كسبل تحقيق أمن الطاقة واستقرار سوق الطاقة الاقليمى وتخفيف التقلبات.
ويسعى المؤتمر إلى إجراء تقييمات لأوضاع أسعار الطاقة العالمية حالياً بالنسبة للمنتجين والمستهلكين، وتطور ميزان العرض والطلب ووضع توقعات للفترة المقبلة.
ويستهدف مناقشة شفافية تبادل البيانات والشراكة العالمية لتحقيق أمن الطاقة، ومدى مساهمة التكنولوجيات الحديثة فى سرعة تحقيق الأهداف المشتركة وخفض التكاليف لحفاظ على كفاءة العمليات.
جدوى المبادرة المصرية لمنتدى غاز المتوسط
وأشار وزير البترول خلال الجلسة إلى أهمية المبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط لتحقيق الاستفادة الاقتصادية لدول وشعوب المنطقة من ثرواتها.
وأضاف أنه جرى توقيع اتفاق تعاون بين مصر والولايات المتحدة منذ شهور قليلة بالقاهرة لدعم مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة وتحسين كفاءة الطاقة.
وقال إن ذلك يتماشى مع اتفاق الشراكة الموقع من قبل بين مصر والاتحاد الاوروبى بحيث نسهم إلى جانب روسيا في تامين امدادات الطاقة لأوروبا.
تعاون مع الولايات المتحدة بقطاع الطاقة
ولفت إلى أن كلا الاتفاقين مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى مكملين لبعضهما، لكى تصبح منطقة شرق المتوسط مصدراً للغاز لأوروبا الأمر الذى يسهم في تأمين مصادر الطاقة بالمنطقة وتنويعها.
ولفت الملا ان إقليم المتوسط ليس منفصلا عن العالم بل يتأثر بما يمر به من تحديات وأحداث، ما يدعو إلى ضرورة الإسراع بتنويع مصادر الطاقة فنحن في المنطقة لم نصل الى مرحلة الاستقلالية الجيوبولتيكية عن العالم وما يمر به.
وذكر الوزير أن اتفاق منظمة أوبك وحلفاؤها في أوبك بلس مؤخراً يعكس مجهود من الطرفين ترجع بدايته الى 3 سنوات مضت لتحقيق الاستقرار والتوازن في الأسواق العالمية للبترول.
مصر ليست عضوة بالأوبك لكنها دول منتجة
وأشار إلى أن مصر ليست عضوة في أوبك ولكنها دولة منتجة تستكمل تلبية احتياجاتها البترولية باستيراد جانب منها.
وأكد أن رؤية مصر هى الوصول الى أسعار عادلة لتكون السائدة في سوق البترول العالمى، خاصة وان الأسعار المرتفعة تؤثر السلب على اقتصاديات الدول المستوردة والأسعار شديدة الانخفاض تؤثر على جاذبية الاستثمار في البحث والاستكشاف امام الشركات العالمية.
وشدد على ضرورة إيجاد ديناميكيات وقرارات من كافة الأطراف سواء منتجين او مستهلكين لخلق التوازن المطلوب بالسوق.