أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هناك تناميا في الاتجاهات العالمية الداعمة لعمليات التحول الرقمي، وتبني التكنولوجيات العالمية الحديثة، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على صناعة البريد العالمية التي أضحت تواجه العديد من التحديات لمواكبة التطورات العالمية المتلاحقة.
مشدداً على أهمية اعتماد السياسات الرامية الى تطوير استراتيجيات العمل البريدي، وإعادة صياغة دور المؤسسات البريدية لتضطلع بدورها كشريك فاعل في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المنشودة.
جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها الوزير عقب افتتاحه لفعاليات الدورة العاشرة لمنتدى البريد الأفريقي الذي تستضيفه مصر حالياً، ويمثل فرصة حقيقية لتوثيق أواصر التعاون الإفريقي العربي المشترك، وتبادل الخبرات بين الدول الأفريقية والدول العربية في مجال العمل البريدي المشترك.
حضر فعاليات الافتتاح بسكال كليفاز نائب المدير العام للاتحاد البريدي العالمي، ويونس جبرين الأمين العام لاتحاد البريد الأفريقي الشامل، والدكتورجون تيسيكي ماسربيانى وزير العلوم والتكنولوجيا واﻻتصاﻻت بمملكة ليسوتو، وعصام الصغير رئيس هيئة البريد المصري، إضافة إلى رؤساء ومديري الهيئات والمؤسسات البريدية المشاركة.
وأضاف الوزير فى بيان صحفى اليوم الأربعاء أن مصر قد انتهجت العديد من السياسات الداعمة لتحقيق التحول إلى مجتمع رقمي متكامل بما يسهم في تحقيق الشفافية، وحوكمة الأداء الحكومي، وترشيد موارد الدولة.
وذلك في إطار استراتيجية مصر لبناء مصر الرقمية، حيث تتضافر كافة الجهود بين أجهزة ومؤسسات الدولة لتقديم خدمات حكومية رقمية متميزة للمواطنين عبر بنية معلوماتية رقمية مؤمنة.
موضحا الجهود المبذولة لتمكين المواطنين والشركات من الحصول على خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض، وإيجاد آليات لخلق الثقة في التعاملات المالية، وتحفيز المدفوعات الإلكترونية، وبناء قاعدة من الكفاءات الرقمية قادرة على دفع عمليات التحول الرقمي.
إلى جانب تعظيم دور البريد المصري كأحد أهم اركان استراتيجية بناء مصر الرقمية؛ مشيرا الى المسيرة التاريخية للهيئة القومية للبريد كواحدة من أقدم المؤسسات الوطنية في مصر التي قدمت ولاتزال على مدار أكثر من قرن ونصف خدماتها للمواطنين في كافة أنحاء الوطن.
وأوضح طلعت حرص الدولة على تعظيم الاستفادة من الموارد الكبيرة التي يمتلكها البريد المصري والتى تتمثل في شبكة بريدية واسعة تضم نحو 4 آلاف مكتب بريدي منتشر في ربوع الوطن؛ فضلا عن ثروته البشرية وتميزها والتي عززت من إمكانيات البريد وما يحظى به من ثقة المواطن المصري؛ مؤكدا على أن البريد المصري يشهد في الوقت الراهن طفرة نوعية في شكل ومضمون الخدمات التي يقدمها من أجل مواكبة المعطيات التكنولوجية الحديثة؛ وذلك من خلال تنفيذ استراتيجية واضحة تهدف الى تطوير البنية الأساسية للبريد، بالإضافة الى تحديث الخدمات المقدمة للمواطنين والتوسع في فروعه؛ ليصبح أحد أهم المنافذ التي تقدم خدمات مصر الرقمية؛ إلى جانب الخدمات البريدية، والخدمات المالية الرقمية بالتعاون مع البنك المركزي المصري في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق الشمول المالي.
كما أكد الوزير على أن الدولة تسعى لإثراء دور البريد المصري في تنمية التجارة الالكترونية والتي تعد أحد أهم أولويات بناء استراتيجية مصر الرقمية لما لها من مردود اقتصادي واجتماعي كبير، حيث تستهدف مصر زيادة حجم التجارة الالكترونية في الاقتصاد القومي وزيادة الصادرات المصرية والدخول لأسواق جديدة في إطار الاستراتيجية الوطنية للتجارة الالكترونية.
وتسعى الحكومة المصرية إلى إيجاد منصة للتجارة الالكترونية من خلال البريد المصري بهدف مساعدة صغار الصناع والحرفيين في الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، كما تتعاون مع دول القارة الافريقية من خلال المركز اللوجيستي للبريد الذي تأسس في مطار القاهرة الدولي وفقاً لأحدث المعايير الدولية لتعزيز قدرات البريد المصري في تقديم الخدمات اللوجيستية وخدمات التجارة الإلكترونية الدولية، حيث يساهم المركز في تسهيل عمليات تقديم خدمات التجارة الإلكترونية الخاصة بالدول الأفريقية الشقيقة.
وأشار الدكتور عمرو طلعت الى اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن استعداد مصر لإطلاق منصة رقمية أفريقية للتجارة الإلكترونية وذلك في ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي وسعيها لتدعيم العمل الأفريقي المشترك، واهتمام مصر بتبني استراتيجية متكاملة الجوانب يتم من خلالها التعاون مع القطاع الخاص لدعم هذه المنصة بما يضمن لها النجاح.
مؤكداً اهتمام مصر بإيجاد منصات على أرضها للحوار بين الدول وتعزيز التواصل الذي يخدم أهداف السلام والإنسانية، ومن هنا يأتي استعداد مصر وجاهزيتها لاستضافة فعاليات مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنجاحه.