أكد أسامة هيكل وزير الإعلام أن حرية الرأي والتعبير أصبحت أمراً واقعاً وليس مجرد حق في ظل التطور المذهل لتكنولوجيا الاتصال، موضحا أنه لا أحد الآن يستطيع منع معلومة من التداول لوقت من الزمن.
وأوضح هيكل خلال كلمته في ، الذي تنظمه الوزارة اليوم السبت، بمشاركة ضخمة تضم عددا من الوزراء المصريين والعرب – أن الإعلام صناعة كبرى لا يمكن الاستغناء عنها طالما ظل العقل البشري موجوداً إذ لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون معلومات.
وأشار الوزير إلى أنه قبل تسعينيات القرن الماضي كان الإعلام تقليدياً تسير فيه المعلومة من المرسل إلى المُستقبل، وكان نقل المعلومة بين دولة وأخرى يستغرق وقتاً طويلاً وسُرعان ما تغير الوضع بعد ظهور الأقمار الصناعية التي أدت لاختفاء الحدود السياسية بين الدول في مجال البث الإعلامي.
ولفت إلى أنه مع دخول الإنترنت لكل دول العالم ومع التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال أصبح لا فرق بين مُرسل ومُستقبل ولكن الجميع أصبح يُرسل المعلومة ويستقبلها ولكن لم يعد هناك مجال كبير لتدقيق المعلومات والتحقق من صحتها.
وأوضح أن الأخبار بدأت تخرج من مصادرها إلى مُتلقيها مباشرة عبر برامج إلكترونية ومع ظهور الذكاء الاصطناعي أصبح الأمر أكثر سهولة في تداول المعلومات ولكنه أيضاً أصبح أكثر تعقيدا.
وذكر أن الواقع الذي نعيشه حالياً فرض علينا تساؤلات عديدة أبرزها هل تلغي وسيلة إعلامية حديثة وسيلة أقدم منها؟! ومن يتحمل المسئولية الأخلاقية عما يُنشر من معلومات خاطئة أو مُضللة ؟ كيف سيكون صحفي المستقبل؟ وكيف سيكون إعلام المستقبل؟ كيف سيكون موقف الإنسان نفسه من هذا الحجم الرهيب من المعلومات الذي يتلقاه في كل وقت؟ وكيف يُفرق بين ما يُقال له ويتعرف منه على الحقيقة أو على الكذب ؟!
وأضاف هيكل: “وجدنا أن نعقد هذا المؤتمر تحت عنوان فرعي مهم ” مهنة باقية وأدوات متغيرة ” وهذا يعكس إقراراً بواقع نعيشه فلا يتصور عاقل أبداً أن يكون هناك عالم بلا صحافة ولكننا فقط نبحث عن مستقبل مهنة الإعلام”.
وأكد أنه كان من الضروري التعرف على تجارب الدول المختلفة في هذا المجال وتصورات الأكاديميين والعاملين في المهنة على السواء لهذا المستقبل ونطرح التساؤلات المهمة فإذا كان الإعلام التقليدي الطبيعي يعتمد على إعلاميين وصحفيين معتمدين يخضعون لمعايير قانونية ومهنية فهل تنطبق هذه المعايير نفسها على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً ؟!
ويناقش المؤتمر التطورات الحالية والمتوقعة في مجال الإعلام، ويشارك فيه عدد كبير من الخبراء والإعلاميين من مصر و9 دول عربية وأجنبية سواء بالحضور أو الاتصال بالإنترنت أو بفيديوهات مسجله.