استعرض الدكتور عاصم الجزار، تقييم تجربة المجتمعات العمرانية الجديدة، والدروس المستفادة منها خلال السنوات الماضية. خلال كلمته فى أسبوع تنمية الصعيد، لتدشين مجموعة من مدن الجيل الرابع، وهى أولى مدن الجيل الرابع التي تنطلق بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وزير الإسكان: الدرس الأول توفير البنية الأساسية للعمران
وأشار وزير الإسكان إلى أن الدرس الأول، هو توفير البنية الأساسية للعمران (مناطق العمل والخدمات، ويلى ذلك توفير السكن)، حيث يتم توفير فرص عمل وأنشطة خدمية عالية الجودة فى المرحلة الأولى من المجتمعات الجديدة.
وتابع: هذا ما نراه في المدن الجديدة مثل الحى الحكومى ومركز المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، والأنشطة التعليمية والصحية، ومناطق ومراكز تجارية، وهذه مشروعات نبدأ بها قبل الشروع في المشروعات السكنية.
ولفت إلى الدرس الثاني، بأن نجاح المدينة الجديدة، مرتبط بتوفير فرص عمل كاملة لرب الأسرة والمرأة، وخدمات مناسبة للأطفال والشباب، مشيرا إلى ضرورة النظر للأسرة متكاملة وليس لرب الأسرة فقط، حتى يساهم ذلك في انتقال الأسر للحياة بالمدن الجديدة.
كما أن الترابط الاجتماعي، هو أحد سمات المجتمع المصري.
الجزار: الدرس الثالث جودة الحياة، وكفاءة البيئة العمرانية
وأوضح الجزار أن الدرس الثالث، هو جودة الحياة، وكفاءة البيئة العمرانية، من خلال توفير مناطق مفتوحة وترفيهية لزيادة حيوية المدينة، وجذب السكان، ومن أمثلة ذلك (النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكورنيش العلمين، وكورنيش أسوان، وكل المدن الجديدة).
وأضاف: الدرس الرابع، الاتصالية وسهولة الوصول، والربط ما بين المدن القائمة، والمدن الجديدة بشبكة من الطرق، ووسائل النقل الجماعى الحديثة، وتقوم استراتيجية النقل الجماعي بالمجتمعات الجديدة، على ربط أماكن السكن، بمناطق العمل والخدمات.
وربطها بالعمران المحيط، حيث يتم إعداد خطط النقل الجماعي الذكى داخل المدن الجديدة، وربطها بالمدن القائمة، والمراقبة والإشراف على إدارة وتشغيل وصيانة أنظمة النقل الذكية.
بالإضافة إلى إعداد العقود مع المستثمرين لإنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة وسائل النقل الجماعى، وشراء المعدات والأجهزة، وتوظيف الأفراد المؤهلين ذوى الخبرة.
الجزار: المدينة الجديدة لكل الشرائح الاجتماعية
وأشار الجزار إلى أن الدرس الخامس، هو أن المدينة الجديدة، هى مدينة لكل الشرائح الاجتماعية، والاقتصادية، وليست مدينة أحادية الفئة، ونحن لا نميز بين الفئات المختلفة في شكل المسكن.
وتابع: الدرس السادس، يتعلق بالتخطيط المستدام، بحيث يتم استخدام الأدوات التخطيطية المناسبة للحفاظ على البيئة، والتكيف مع المتغيرات، ومواجهة المخاطر المستقبلية، وتخطيط مندمج مع البيئة (تأثيرات بيئية محدودة)، لافتا إلى تطوير كورنيش مدينة أسوان، قائلا: نحول البيئة الصحراوية بالكامل إلى بيئة خضراء، بل تم الدمج والحفاظ على الجانب البيئي.
وكذا التهيئة الوظيفية للعمران لملاءمة المتغيرات والمخاطر البيئية، فعلى سبيل المثال كورنيش العلمين والمنصورة، لهما دور وظيفى بجانب الدور الترفيهى، فهما يمثلان حائط السد لارتفاع منسوب البحر، وهما حواجز أمواج أخيرة قبل العمران، فهما لهما دور وظيفى مهم على مستوى البيئة، وإذا نظرنا إلى مخطط مدينة العلمين، نجد أن هناك محاور خضراء ممتدة من البحر في اتجاه الصحراء، وهى تمثل مصارف للمياه في حالة موجات مد قوية، في الظهير الصحراوى، دون أن تؤثر بالسلب على العمران.
بينما يرى أن الدرس الثامن، مدن مستدامة وذكية، بها تحول رقمي لإدارة العمران، حيث يتم توفير بنية أساسية ذكية، والتحكم ومراقبة الاستهلاك إلكترونيا، وكذا الإدارة الذكية للعمران، وإصدار تراخيص المبانى.
ورصد وإدارة مخالفات البناء. وأوضح وزير الإسكان، أن مدن الجيل الرابع، هى مدن مستدامة ومرنة وقادرة على التعافي، وهذا يتماشى مع استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى.
وهو الأمر الذى حدى ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لمنح جائزة التنمية المستدامة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لعام 2021، فهى متعددة الأنشطة والاستعمالات.
وتعزز ريادة الأعمال ومشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات، وإمكانية تنقل موثوقة (الربط مع المدن الأخرى – دعم النقل الجماعي)، والتكيف مع المتغيرات المناخية، وزيادة المناطق الخضراء والمساحات العامة، واستغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية.