أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري أن ما وقع في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 مفتقد تماما للبناء الأخلاقي، ما أصاب الجميع ببالغ الأسى والاستنكار، من تعرض غير لائق لمقام المسيح، وقد أدانه الأزهر والإمام الأكبر، وأدانته دار الإفتاء المصرية.
وقال: “نعلن نحن في وزارة الأوقاف الإدانة البالغة لهذه الإهانة، وأدانه الحبر الأكبر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأدان هذا الحدث مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، ورعاة الكنيسة المعمدانية الإنجيلية والأساقفة والمطارنة المصريون في أمريكا وكندا والكنيسة الكاثوليكية في فرنسا”.
وأوضح أنه توالت ردود الفعل المنكرة في الرأي العام الدولي مما دفع منظمي الأولمبياد إلى حذف الفيديو ودفع المتحدثة باسم الأولمبياد في مؤتمر صحفي أمس الأحد إلى أن تعتذر قائلة: وإذا شعر الناس بأي إساءة فإننا متأسفون حقا، نعم نشعر بالإساءة فإن الإساءة لنبي واحد كالإساءة لهم جميعا.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في المؤتمر التاسع للأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء في العالم، الذي تعقده دار الإفتاء المصرية بعنوان “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”، بحضور الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر نائبا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وأكد وزير الأوقاف أن الإساءة والإهانة لرموز المسلمين والمسيحيين ولمقدساتهم، بل والإساءة إلى سائر الأديان عواقبه وخيمة وينسف كل جهود الاستقرار والتعايش التي نسعى إليها وتغذي التطرف والتطرف المضاد، ولا يمكننا التقدم إلى تعارف جاد بين الحضارات في ظل الاستهانة أو الإهانة للرموز والمقدسات الدينية .
ودعا كافة القيادات الدينية في العالم انطلاقا من هذا المؤتمر الموقر إلى حملة توعية شاملة تتعامل مع هذه الأزمات بمنتهى الرقي اللائق بقيم الأنبياء، القيم التي تطفئ نيران الفتن وتنشر في مختلف المنابر الفكرية والثقافية ووسائل التواصل والسوشيال ميديا تعريفا صحيحا بسيدنا محمد وبسيدنا عيسى عليهما صلوات الله وتسليماته وبما جاءا به من الهدى والنور والإكرام للإنسان والتجمل بالأخلاق مع المعتدي والمسيء.
ولفت وزير الأوقاف إلى أن وزارته بكل قدراتها ومقدراتها وشيوخها وخطابها وأئمتها مجندة لدعم دار الإفتاء المصرية وفضيلة مفتي الديار المصرية، لتؤدي رسالتها في خدمة الشعب المصري وخدمة المسلمين والإنسانية.
وأكد وزير الأوقاف أن المؤسسة الدينية في مصر على قلب رجل واحد تقف جبلا شامخا تحت راية الأزهر الشريف موجها رسالة للضيوف قائلا: “حتى نكون داعمين لحضراتكم في كل دولكم وشعوبكم نشد أزركم حتى تؤدوا رسالة الإسلام السمحة التي تملأ الدنيا علما وأمانا”.
كان ذلك بحضور، المستشار عدنان فنجري وزير العدل، ومحمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور عبد الرحمن الزيد رئيس المجمع الفقهي ونائب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، ومحمد حسين مفتي القدس، والدكتور قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي نائبا عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وحسين كافازوفيتش مفتي البوسنة، وأرون بون شوم شيخ الإسلام في تايلاند، وعمر الدرعي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة، ونهال سعد مدير منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بنيويورك، وهشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، وجمع من الوزراء والمفتين والعلماء من مختلف دول العالم الإسلامي.