قال وزير الأوقاف أسامة الأزهري إن قضية القدس وفلسطين كانت وستزال القضية الأولى في وجدان كل مسلم، ونطمح أن يُهيأ اليوم الذي يتقرر فيه حق أشقاء فلسطين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وألقى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية في مكة المكرمة بعنوان “دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال”.
ووجه وزير الأوقاف في بداية كلمته الشكر والامتنان لوزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة على دعوته الكريمة، موضحا أنه أتى من مصر الكنانة ومن شعبها الكريم وقيادتها الحكيمة ومن أزهرها الشريف محملا بخالص التحية والتقدير للمملكة العربية السعودية ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا ولسائر أصحاب المعالي الحضور ولسائر أوطانهم العزيزة والغالية على قلوبنا.
وأكد وزير الأوقاف أهمية موضوع المؤتمر : “دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال”، وأن جدول أعمال المؤتمر ومحاوره وافية شاملة، تشتبك مع هموم المسلمين، وتناقش قضاياهم، حيث جاء على قمة البحوث التي يطرحها المؤتمر قضية مواجهة الغلو والتطرف، وقضية تحصين المنابر.
وأضاف وزير الأوقاف أن المؤتمر اختار عنوانا آخر من عناوينه الكبرى وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة التي ننادي بها نحن المسلمين في كل أنحاء الدنيا، مؤكدا أن القرآن الكريم جاء محملا بمستويات متعددة من الهداية، وأن وزير الأوقاف في كتابه: “المدخل إلى أصول التفسير” الذي ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية أن القرآن الكريم قد جاء محملا بهداية عامة تخاطب كل إنسان على ظهر الأرض وفيه أيضا هداية خاصة تخاطب بالتشريع والهداية والعبادات من آمن به.
وأكد أن أحد أهم أهداف المؤتمر المشتركة أن شأن الوطن شأن عظيم وقد جاء الشرع ليعلم الإنسان أن يبجل شأن الوطن، فالجاحظ ألف كتابا عن حب الوطن، وصالح بن جعفر بن عبد الوهاب صنف كتابا في الحنين إلى الأوطان، ووجدنا الإمام الحافظ أبا سعد ابن السمعاني ألف كتابا في النزوع إلى الأوطان ووجدنا أبا حاتم سهلا ابن محمد السجستاني ألف كتابا وغير ذلك كثير من المعاصرين.
جاء هذا المؤتمر أيضا ليناقش دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي ودور الأوقاف في المسجد الأقصى، مؤكدا أن قضية الوقف في تاريخ المسلمين كانت إبداعا تأسست على أركانه عملية التعليم وعملية الصحة، وانطلقت على أكتاف الوقف أعمال في غاية العجب تبرز جانب الحضارة العريقة في تاريخ المسلمين كم من مدرسة أو مستشفى أو عمل علمي أو بر أو خير تأسس على أكتاف الوقف كانت المدرسة المستنصرية من أكبر مدارس العلم في تاريخ المسلمين وقفت عليها أوقاف هائلة حتى يقول الحافظ الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام (وهكذا فليكن البر بالعلم وإلا فلا)، وعلى غرارها نسجت جامعات كبرى.
وأضاف وزير الأوقاف أن مسجد محمد بك أبو الذهب في القاهرة كثرت أوقافه للإنفاق على العلم وعلى إيواء الغرباء حتى فاض الخير فكان من بنود الوقف أن تشترى الغلال وأن تنثر فوق مئذنة المسجد لإطعام طير السماء العابر، كان من توفيق الله تعالى للمؤتمر أن يطرح قضية الوقف وأن ينظر في كيفية استثمارها وتوسيع دوائر الاستفادة منها.