أعلنت منظمة هانديكاب إنترناشيونال مصر، بالتعاون مع جمعية نور الصباح بالوراق، وبدعم من مؤسسة دروسوس، نتائج وإنجازات مشروع “إدماج” الذي استهدف إتاحة التوظيف والدمج للشباب من ذوي الإعاقة في المناطق الحضرية غير الرسمية في القاهرة، وتحديدًا في منطقتي الوراق وإمبابة.
وذلك خلال حدث على الإنترنت تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي وبمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في شئون الإعاقة بمصر؛ في خطوة جديدة من شأنها تتويج مجهوداتها على مدار خمس سنوات من العطاء.
تعقيبًا علي هذا المشروع أعربت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن بالغ سعادتها بهذه المجهودات قائلة: “إن وزارة التضامن الاجتماعي تفخر بشراكتها مع الجهات النشطة الداعمة لقضية الإعاقة مثل “هانديكاب إنترناشيونال” وكثير من المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص؛ للوصول إلى الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف الإعاقات في أنحاء الجمهورية، سواء كانوا رجالًا أو نساء أو أطفالًا؛ لتعزيز قدراتهم ودمجهم في المجتمع”.
وأضافت القباج، خلال كلمتها بالحفل الختامي لمشروع “إدماج” الذي يعمل على تعزيز الدمج الاقتصادي للشباب من ذوي الإعاقة: لا نستطيع إلا أن نثني على إنجازات مشروع “إدماج” الذي تقوده “هانديكاب إنترناشيونال” وشركاء آخرين في إطار الحديث عن الدمج؛ بهدف توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز استقلاليتهم في المجتمع والمعيشة.
وتابعت القباج: تخطّى تعداد ذوي الإعاقة في مصر 10 ملايين شخص، وفقًا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهم ثروة بشرية كبيرة للمجتمع، والاقتصاد المصري بوجه عام، ويجب أن نتعامل من منطلق أن كل شخص لديه إعاقة أيًّا كان نوعها؛ سواء حركية أو بصرية أو سمعية أو ذهنية أو طيف التوحد أو صعوبات التعلم أو الصعوبات النفسية، يجب أن يحصل على المساعدة كإنسان في المقام الأول، وكمواطن مصري وجزء من هذا المجتمع.
نحن نصرّ على ذلك من خلال العديد من البرامج لدعم ذوي الإعاقة، سواء الدعم النقدي الذي تصل مخصصاته إلى أكثر من 5 مليارات جنيه سنويًّا، إضافة إلى برامج التأهيل والتوظيف والتمكين والتدريب وتعديل الصورة الذهنية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وقد تحقق نجاح المشروع من خلال الجهود المبذولة في تيسير سبل الإتاحة المكانية والتكنولوجية، وفي تطوير قدراتهم وتدريبهم، وفي الشراكات المتنوعة التي تم تعزيزها، مما أدى إلى إيجاد فرص أكبر لتوظيفهم.
وأكدت القباج الترحيب بالتعاون مع مؤسسة “هانديكاب إنترناشيونال” وما سيجلبه ذلك من المنافع الكثيرة المثمرة والمؤثرة في قضية الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة أن تلك القضية لا يمكن أن يعمل بها جهة واحدة، ولكن يتحتم علينا جميعًا التكاتف والتنسيق والتعاون سعيًا لكفالة حقوق ذوي الاإعاقة وأن تتكامل الموارد البشرية والمالية من أجل تعظيم الطاقات، ونحن واثقون بأن لديهم قدرات ومهارات تنتظر الدعم والمساندة ونؤمن بشدة بأن “خلف كل إعافة طاقة”.
من جانبها صرحت ناهد الخلوف، مدير مكتب “هانديكاب إنترناشيونال” مصر، قائلة: “إن مشروع “إدماج” نفذته “هانديكاب إنترناشيونال” في منطقتي الوراق وإمبابة على مدى أكثر من 5 سنوات؛ بهدف تحسين الدمج والتمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال إتاحة فرص التوظيف والمشروعات المُدرّة للدخل والتي استفاد منها أكثر من 1300 شخص من ذوي الإعاقة عبر خدمات “إدماج” المتنوعة والتي تضمنت تدريب وتوجيه وربط مع الفرص المتاحة وتعزيز الدمج.
وذكرت أن “إدماج” هو أحد مشروعات “هانديكاب إنترناشيونال” التي قدمت العديد من الممارسات الجيدة التي ستضاف إلى خبرة “هانديكاب” بوجه عام، من حيث ربط المجهود والعمل على محاور عدة وإنشاء مركز للدعم والإحالة وتطبيق النهج الشخصي لأنشطة التوظيف وتوليد الدخل، والممارسات الدامجة لأصحاب الأعمال.
وأوضحت مدير “هانديكاب إنترناشيونال” أن الدمج الاقتصادي يمثل مكونًا رئيسيًّا وجزءًا أساسيًّا في إستراتيجية “هانديكاب إنترناشيونال”، مؤكدة التزام المنظمة واستمرارها في العمل نحو وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى خدمات اقتصادية مستدامة وتعزيز دورهم ودمجهم في المجتمع.
على صعيد آخر أشارت الدكتورة وسام البيه، المدير الإقليمي لمؤسسة “دروسوس” إلى أن شعار مؤسسة “دروسوس” هو تمكين الأشخاص الذين يمرون بظروف صعبة من أجل الحياة بكرامة، وأن الكرامة الإنسانية هي هدف لا بد من تحقيقه لكل أفراد المجتمع وللأشخاص الذي يواجهون تهميش اقتصادي واجتماعي بصفة خاصة مثل ذوي الإعاقة.
وأكدت البيه أن ما ذكرته وزيرة التضامن الاجتماعي بأن الأشخاص ذوي الإعاقة ينتظرون فرصة لاقتناصها، وخير مثال قيادة الجلسة من قبل الأستاذة رحمة؛ إحدى الفتيات من ذوي الإعاقة.
وفي عرض تفصيلي لنتائج المشروع، صرح كاظم حميدة، مدير مشروع “إدماج” ممثلًا عن “هانديكاب إنترناشيونال” قائلًا:” إن المشروع عمل على دعم الشباب من ذوي الإعاقة للوصول إلى التمكين والتعرف على أهدافهم الحياتية، وإكسابهم المهارات اللازمة للوصول للأهداف التي تلبي طموحاتهم”.
وأضاف: يعد أبرز إنجازات مشروع “إدماج” تأسيس مركز “مشوارك” بالتعاون مع جمعية “نور الصباح”، والذي يعمل على توفير المعلومات حول الفرص والخدمات الموجودة للأشخاص ذوي الإعاقة وإحالتهم للوصول لتلك الخدمات.
وتابع مدير مشروع “إدماج”: استفاد أكثر من 1300 شخص من منطقتي الوراق وامبابة من خدمات مركز “مشوارك”، كما تعامل المركز مع كل شخص من ذوي الإعاقة بمبدأ تنوع المطالب والاحتياجات، وهناك نحو 110 أشخاص مستفيدين من التدريبات المهنية، بينما اختار البعض الخدمات الاجتماعية ومنها الخدمات الصحية وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي والخدمات التأهليلية، وقدر عددهم بنحو 420 شخصًا تمت إحالتهم من خلال التشبيك إلى مقدمي الخدمات من الجهات المختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن المشروع أسهم في أن يتلقى 154 شخصًا المساعدة المشخصنة (المكثفة) التي تقوم على تحليل العوائق التي تواجه ذوي الإعاقة في المجتمع ووضع خطة عمل للتغلب عليها، كما تم دعم 115 شخصًا للبدء في مشروعات صغيرة من المنزل أو بمحيط السكن مثل الخياطة وصناعة الملابس الجاهزة والحِرف اليدوية والبقالة والتدوير، ويتم تحديد النشاط حسب حاجة المنطقة وآليات التشبيك مع الجهات المحيطة مثل مصانع الملابس الجاهزة بالوراق.
ولم تغب فرص العمل المباشرة عن الدعم، واستفاد منها نحو 105 شخص من خلال توفير فرص عمل بأجر ببعض الشركات والمصانع والجمعيات الأهلية، إضافة إلى تدريب الإعداد لسوق العمل ومهارات كتابة السيرة الذاتية واجتياز المقابلة الشخصية والتعامل المهني مع الأسئلة التي تمس كيفية تجنب تأثير الإعاقة على أداء مهام العمل للأشخاص ذوي الإعاقة.
واستهدف المشروع بعض المؤسسات التي لها دور في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة سواء بتوفير فرص العمل أو الدمج الاقتصادي، وتم التواصل مع نحو 175 شركة ومقدم خدمة من أجل توفير فرص للأشخاص ذوي الإعاقة، كما تعمق التعاون مع بعضها ليشمل خدمات التدريب والإقراض والتوظيف.
وتبنّى المشروع العمل على التوعية بضرورة دمج ذوي الإعاقة في الشركات والمؤسسات والمجتمع، وأسهم التواصل مع أصحاب الأعمال في تبنّي 43 شركة توفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى تأهيل وتطوير 7 من المؤسسات لتتناسب مع متطلبات استدامة أداء مهام العمل للموظفين من ذوي الإعاقة؛ ومنها شركة النيل للصناعات النسيجية وغيرها.
يذكر أن البرنامج توصل إلى بعض النتائج والتوصيات أبرزها أن بناء قدرات ذوي الإعاقة غير كاف ويحتاج لجهود نحو تعزيز الدمج في المؤسسات مثل الشركات ومقدمو الخدمات، والحاجة إلى تيسير آليات تبادل الفرص وتكوين اللجان المحلية متعددة الأطراف، وزيادة البرامج التحفيزية الموجهة لقطاع الأعمال من أجل توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وضرورة تلبية الاحتياجات المتنوعة التي تختلف من شخص لآخر من أجل الوصول للعمل، واستنساخ نموذج مركز “مشوارك” في مناطق أخرى، وإتاحة فرص العمل عن بعد في مجالات التسويق والمبيعات والتعليق الصوتي، وتحسين وصول ذوي الإعاقة إلى الأنشطة الترويحية الدامجة.