قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري إن العلم والتعليم والابتكار من العوامل الرئيسة خلف تحسين الإنتاجية والدافع الرئيس علي المدى الطويل للنمو الاقتصادي والازدهار والتنمية.
وزيرة التخطيط تشدد على أهمية الاستثمار في البحث العلمي
ولفتت وزيرة التخطيط إلي أن تقرير KPMG والذي يوضح أن كل دولار يستثمر في البحث العلمي يعود بعائد قدره 3.90 دولار علي السكان.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري في جلسة بعنوان ” روسيا وافريقيا: العلوم والتعليم والابتكار من أجل التنمية الاقتصادية” .
وتنعقد الجلسة ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي وأول قمة روسية أفريقية برئاسة مشتركة بين رئيس مصر الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي حاليًا، والرئيس الروسي.
ويحضر القمة عدد من قادة الدول الأفريقية وكبرى المنظمات الأفريقية.
وينعقد المنتدي والقمة الروسية بمدينة سوتشي الروسية علي مدار يومي ٢٣ و٢٤ من أكتوبر الجاري.
منتدى سوتشي فرصة جيدة للتعاون بين إفريقيا وروسيا
في هذا السياق قالت وزيرة التخطيط خلال كلمتها أن المنتدى يمثل فرصة جيدة للتعاون المثمر بين القارة الإفريقية وروسيا وذلك نظراً لقوتها الاقتصادية بصفتها من أقوى اقتصاديات العالم.
وتابعت أن القارة الإفريقية يتوافر الموارد بها خاصة الموارد البشرية حيث يمثل الشباب من هم دون ال30 عامًا 60% من حجم السكان.
وأوضحت السعيد أن أهمية التعليم والابتكار جعلتهم ضمن الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وقالت إنه يتمثل الهدف الأممي 4 في “ضمان التعليم الجيد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدي الحياة للجميع” .
وتابعت: “ينص الهدف الأممي 9 على “بناء هياكل أساسية مرنة ، وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام، وتشجيع الابتكار”.
فرص واعدة في أفريقيا
كما أكدت وزيرة التخطيط المصرية علي وجود فرص واعدة للتعاون بين أفريقيا وروسيا في هذا المجال
وأوضحت أن ذلك سيتم تقديم ونقل الشركات الروسية لخبراتها العلمية والتكنولوجية لشركاؤها الأفارقة .
وقالت إن روسيا وفقًا لتقرير القدرة التنافسية الأخير تحسنت في مؤشر القدرة علي الابتكار ب 2.2 نقطة.
وأرجعت ذلك إلى يادة جودة مؤسساتها البحثية لتصل إلي المرتبة 9عالمياً، وزيادة الإنفاق علي البحث العلمي والتطوير المستمر حيث يبلغ1.1 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وأشارت السعيد إلي أوجه التعاون المستهدفة والتي قد تتمثل في تنفيذ مجمعات للابتكار في مجال الجامعات التكنولوجية.
ولفتت إلي تجمع بريكس الذي يضم روسيا وأحد أكبر الدول الإفريقية (جنوب أفريقيا) والذي تتضمن أهدافه الرئيسة تشجيع التدريب والابتكار والتعليم في أفريقيا كوسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والازدهار.
واوضحت أهمية تعزيز وتنمية العلاقات الإنسانية من خلال توسيع نطاق تدريب المهنيين المصريين المؤهلين في مؤسسات التعليم العالي الروسية.
التعليم والابتكار في أجندة أفريقيا 2063
وتناولت السعيد الحديث حول التعليم والابتكار في أجندة أفريقيا 2063 موضحة أن الأجندة تم اعتمادها في عام 2013 .
وقالت انها تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للدول الإفريقية.
، وتشير تلك الأجندة إلى أن العلم والتعليم والابتكار في ضوء الطموح الذي يهدف إلى” ازدهار افريقيا من خلال النمو الشامل والتنمية المستدامة” وتطوير “القدرات والمهارات المتعلمة الجيدة لدى الافراد التي تدعم العلم والتكنولوجيا والابتكار”.
وأوضحت أنه في إطار السعي نحو تحقيق هذا الهدف، قامت أفريقيا بتنفيذ عدد من المشروعات الرئيسة، المتمثلة في الجامعة الأفريقية الافتراضية والإلكترونية التي تهدف إلى زيادة فرص الحصول علي التعليم العالي والمستمر في أفريقيا عن طريق الوصول إلى أعداد كبيرة من الطلاب والمهنيين في مواقع متعددة في وقت واحد، والمسافة المفتوحة والتعلم الالكتروني لضمان تقدم الطلاب إلى الجامعة من أي مكان في العالم وفي أي وقت.
وأوضحت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري أن مصر تشارك بفاعلية في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063.
وقالت إنها تحرص علي التعاون والتنسيق مع الدول الأفريقية في مختلف المجالات، وخاصة المجالات الاقتصادية والتنموية، التي تسهم في خلق فرص للتجارة، والاستثمار لتلبية الاحتياجات الإنمائية لدول القارة.
وتابعت السعيد أن دعم التعاون المشترك في مجال التعليم والابتكار يمثل أولوية لمصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي .
ولفتت إلي قيام مصر بوضع برنامج عمل وأنشطة طموحة ومكثفة من قِبل مختلف الجهات المصرية بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات الناجحة بين البلدان الأفريقية استنادًا إلى جدول أعمال الاتحاد الافريقي وأولوياتة وأهمها أجندة أفريقيا 2063.
تجارب التعاون للدولة المصرية مع الدول الأفريقية ناجحة
وفي السياق ذاته استعرضت تجارب التعاون الناجحة للدولة المصرية بوزارة التخطيط مع الدول الأفريقية في العديد من المجالات وأهمها التدريب وبناء القدرات.
وأشارت إلي تنظيم معهد التخطيط القومي عددًا من الدورات التدريبية للبلدان الأفريقية.
ولفت إلى تقديم دورة تدريبية بشأن “أساسيات التخطيط الإنمائي” بالتعاون مع المعهد الأفريقي للتنمية الاقتصادية والتخطيط بشأن تعزيز قدرات ومهارات العاملين في مجالات التخطيط والاقتصاد وصناع القرار المشاركين في جميع عمليات صياغة الخطط الانمائية الوطنية.
وتطرقت لتنظيم المعهد القومي للإدارة عددًا من البرامج التدريبية للأشقاء الأفارقة، من بينها” برنامج المسار الوظيفي للشباب الأفريقي ومهارات ريادة الأعمال ” لتطوير مهارات الشباب في ريادة الأعمال في أفريقيا.
وتابعت السعيد الحديث حول تجارب التعاون الناجحة، لافتة إلي تنظيم برنامج تدريب المدربين.
وأوضحت أن تلك البرامج التدريبية تم تنفيذها في العديد من البلدان الأفريقية مثل أثيوبيا وموريشيوس والكاميرون والمغرب وغيرها بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية.
ركائز التعليم والابتكار هم الأذرع الرئيسة لتنفيذ رؤية 2030
وحول التعليم والابتكار في أجندة رؤية مصر 2030 أوضحت السعيد أنه في إطار أجندة 2030 الجديدة ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة فإن ركائز التعليم والابتكار هم الأذرع الرئيسة لتنفيذ الرؤية.
وأوضحت أن الهدف في مجال التعليم يتمثل في الارتقاء بجودة التعليم، ونظام التدريب، وإتاحته للجميع دون تمييز في إطار مؤسسي يتسم بالكفاءة، والعدالة، والاستدامة والمرونة، والموائمة بين التعليم، وسوق العمل.
وتابعت أن الأهداف في مجال المعرفة والابتكار والبحث العلمي تشمل كذلك وجود مجتمع مبدع، ومبتكر ينتج العلم والتكنولوجيا، والمعرفة ضمن نظام شامل يحقق قيمة تنموية مضافة للمعرفة، والابتكار.
مصر حريصة على زيادة استثمارات البحث العلمي
وأكدت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري المصرية حرص مصر علي زيادة الاستثمارات في التعليم العالي والعلوم والبحوث للمساهمة في تحقيق اقتصاد المعرفة .
وأشارت إلي قيام مصر بتعبئة موارد لزيادة الإنفاق علي التعليم خلال السنوات الخمس الماضية حيث بلغت قيمة الانفاق علي التعليم 104 مليار جنيه في 2018/2019 مقابل 66.1 مليار جنيه في 2013/2014 ، بزيادة نسبتها 57%.
وأضافت أن الحكومة المصرية كثفت جهودها لزيادة الاستثمارات العامة في بناء الإنسان بزيادة نسبتها 195 % حيث بلغت 28 مليار جنيه خلال الفترة من 2013/2014 إلى 2019/2020.
خطة التنمية المستدامة 19/2020 تضمنت توجيه حوالي 48.1 مليار جنيه في إجمالي الاستثمارات للتعليم
وأكدت السعيد أن خطة التنمية المستدامة 19/2020 تضمنت توجيه حوالي 48.1 مليار جنيه في إجمالي الاستثمارات للتعليم لضمان أن الانفاق علي الخدمات التعليمية يتجاوز 4 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
واوضحت أن خطة الدولة ترتكز علي تطوير عدد من البرامج التعليمية الأساسية.
والتي تتضمن برامج الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي، وبرامج التعليم الثانوي لكل من التعليم العام والتقني، فضلًا عن برامج مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، و برامج التعليم المجتمعية.
وأشارت السعيد إلي إدراك مصر أهمية العلوم والتعليم والابتكار في زيادة قدرتها التنافسية للاقتصاد المصري.
وأوضحت أن تلك الجهود المُشار إليها ساهمت في تحسين وضع مصر في المؤشر العالمي الخاص بالابتكار في تقرير التنافسية في عام 2019 لتأتي في المرتبة 61 هذا العام مع تحسن قدره 30 مكان مقارنة بالعام الماضي.
جائزة مصر للتمييز الحكومي لزيادة وتعزيز الابتكار
وتابعت السعيد أنه في إطار العمل لزيادة وتعزيز الابتكار، أطلقت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري “جائزة مصر للتمييز الحكومي” والتي تضم خمس فئات رئيسة، تتمثل أهمها في “جائزة الابتكار والإبداع”.
وقالت إن الدولة تتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية حيث تم افتتاح 3 جامعات في مطلع العام الدراسي.
ويتم العمل على إنشاء 5 جامعات أخرى ليصل عدد الجامعات إلى 8 جامعات تكنولوجية تدعم التعليم الفني والعلوم التطبيقية، وفق السعيد.
3 محاور رئيسية
ويشارك بالمنتدي الاقتصادي عدد من رؤساء الدول الإفريقية، وممثلو الوكالات التجارية والحكومية الروسية والإفريقية والدولية، وجمعيات التكامل الإفريقية.
ويرتكز النقاش بالمنتدى على ثلاثة محاور رئيسية، هي: “تطوير العلاقات الاقتصادية”، و”إنشاء مشاريع مشتركة”، و”التعاون في المجالات الإنسانية والاجتماعية”.
وتبرز أهمية كل من القمة والمنتدى الاقتصادي في كونهما الحدث الأول الجامع للرئيس الروسي مع القادة الأفارقة على غرار منتدى “التعاون الإفريقي الصيني”.
والمنتدى “الإفريقي الأوروبي”، كما يتزامن الحدث مع رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي.