شرحت الدكتورة هالة السعيد ، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ، أولويات الخطة الاستثمارية للصندوق السيادي المصري في لقاء مع كبار الكتاب والصحفيين، ونوهت عن أهمية الدور الذي تقوم به الدولة في دعم بيئة الأعمال والاستثمار خاصة في وقت الأزمات من خلال خلق كيانات قادرة على المنافسة، بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية للبلاد، وتوفير احتياجات المواطنين، ويتم الآن التخارج منها وطرحها للقطاع الخاص، لاستكمال عملية التنمية والتوسع في تلك الاستثمارات محليا ودوليا.
وأوضحت أنها تتلخص في تعظيم العائد من أصول الدولة، وتوطين الصناعة والتكنولوجيا، وإمكانية إدارة الأصول لتطويرها، وتعظيم العائد منها، مع جذب المستثمرين من الداخل والخارج.
وزيرة التخطيط :الصندوق السيادي نجح في توقيع اتفاقيات في داخل وخارج مصر
وأكدت وزيرة التخطيط أن الصندوق نجح في جذب مستثمرين وشركاء من الداخل والخارج وتوقيع اتفاقيات للدخول في شراكات متعددة بالرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدتها الفترة الأخيرة، فقد شهدنا بداية انطلاق النشاط الاستثماري للصندوق وعقد الشراكات الاستثمارية على كافة الأطر محليًا وعربيًا ودوليًا.
وتابعت وزيرة التخطيط أنه على المستوى المحلي تم توقيع اتفاقيتين تعاون استثماري في نوفمبر الماضي بين الصندوق وكل من وزارة قطاع الأعمال العام وبنك الاستثمار القومي.
يأتي ذلك لتعظيم الاستفادة من بعض الأصول المملوكة لهما والعمل على ضخ استثمارات من القطاع الخاص.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الصندوق وشركة حسن علام القابضة، من أجل ضخ استثمارات مشتركة، بشكل مباشر وغير مباشر، في مشروعات بقطاعات الكهرباء والمياه والبنية التحتية والطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى عقد الصندوق اتفاق تعاون مع جهاز الخدمة الوطنية في فبراير 2020 للمشاركة في الاستثمار في الأصول المملوكة للجهاز.
كيانات قادرة علي المنافسة
وعلى المستوى الإقليمي، قالت السعيد إنه تم إنشاء منصة استثمارية مع الأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة (أبو ظبي القابضة) بقيمة 20 مليار دولار.
وذلك للاستثمار المشترك في مجموعة متنوعة من القطاعات والمجالات أبرزها الصناعات التحويلية، والطاقة التقليدية والمتجددة، والتكنولوجيا، والأغذية والعقارات، والسياحة، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، والخدمات المالية، والبنية التحتية وغيرها.
بالإضافة إلى أنه على المستوى الدولي: وقع الصندوق في يناير الماضي على هامش أعمال القمة الاستثمارية البريطانية الافريقية مذكرة تفاهم بين صنــدوق مصر وشركة ACTIS Long – life، للاستثمار المشترك في مجالات الطاقة والبنية التحتية ، توضح الوزيرة.
الصناديق الفرعية
وأوضحت السعيد أن الصندوق أنشأ مجموعة من الصناديق الفرعية المتخصصة في المجالات المختلفة تتضمن صندوق فرعي للخدمات الصحية المتنوعة، وصندوق فرعي للبنية الأساسية والتحتية، وصندوق فرعي للخدمات المالية والتحول الرقمي، بالإضافة إلى صندوق فرعي للسياحة والاستثمار العقاري.
آليات التعامل مع كورونا
وأضافت السعيد أن الصندوق يعمل حالياً على عدة مشاريع في مجموعة من القطاعات المختلفة وخاصة القطاعات التي تحظى بالأولوية الآن في ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد لتشمل قطاع الخدمات الصحية المتنوعة وأخر مستحدثات مشروعات المخازن الاستراتيجية.
بالإضافة إلى الاستثمارات المستهدفة في القطاع الزراعي والتصنيع الغذائي وقطاع البنية الأساسية والتحتية والتحول الرقمي، كما يركز الصندوق على توطين الصناعة.
الوطنية لصناعات السكك الحديدية
وأشارت إلى أن تأسيس الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكة الحديدية يعد خطوة حقيقية لدعم وتنفيذ التوجه العام للدولة وقیادتها السیاسیة بشأن تعميق وتوطين صناعة السكة الحديد في مصر وخاصة الوحدات المتحركة بما يؤمن متطلبات الدولة من الوحدات المتحركة، وزيادة القدرة على التصدير.
وقد تم توقيع عقد تأسيس الشركة في ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠ في منطقة شرق بورسعید.
الإطار القانوني للصندوق السيادي
وحول الملامح الرئيسية لقانون إنشاء الصندوق، قالت السعيد أنه تم إنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية بموجب القانون رقم 177 لسنة 2018 المُعدل بالقانون رقم 197 لسنة 2020 وصدر النظام الأساسي للصندوق بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 555 لسنة 2019.
أضافت أن أهم الملامح الرئيسية للقانون تتمثل فى أنه وفقاً لقانون إنشاء الصندوق فهو الصندوق السيادي الأوحد لجمهورية مصر العربية وله شخصية اعتبارية مستقلة وأمواله مملوكة للدولة ملكية خاصة، ورأس مال الصندوق المرخص به مائتي مليار جنيه مصري، ورأس ماله المصدر خمس مليارات جنيه.
وحددت المادة (٣) من قانون إنشائه أهداف الصندوق: بأنه يهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال إدارة أمواله وأصوله وتحقيق الإستغلال الأمثل لها من أجل الأجيال القادمة.
وذلك من خلال التعاون والمشاركة مع الصناديق العربية والأجنبية النظيرة للمؤسسات المالية، إلا أن الممارسة العملية قد أظهرت الحاجة إلى أهمية أن يكون للصندوق آلية للتعامل مع أموال وأصول الكيانات والشركات التابعة للدولة أو التي تساهم فيها بأن يُعهد للصندوق إدارتها وفقاً للمعايير الدولية المتعارف عليها وذلك دون نقل ملكيتها للصندوق.
وتم بالفعل إتاحة هذه الآلية للصندوق بمقتضى تعديل قانون إنشاء الصندوق بموجب القانون رقم 197 لسنة 2020.
تابعت السعيد أن آلية نقل الأصول للصندوق، وفقاً لقانون إنشاء الصندوق، يجوز نقل الأصول إليه.
وفرق القانون بين نوعي الأصول: بالنسبة للأصول غير المستغلة، يتم نقل ملكيتها للصندوق بموجب قرار رئيس الجمهورية بناءً على عرض من السيد رئيس مجلس الوزراء والوزير المختص.
أما بالنسبة للأصول المستغلة، فيكون بموجب قرار من السيد رئيس الجمهورية ولكن العرض من رئيس مجلس الوزراء والوزير المختص بالاتفاق مع وزير المالية وبالتنسيق مع الوزير المعني التابع له الأصل.
وحول مجلس إدارة الصندوق أشارت الوزيرة أنه برئاسة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية وعضوية خمسة أعضاء مستقلين من ذوي الخبرة وممثل عن كلٍ من وزارة التخطيط والمالية والاستثمار، أما الجمعية العمومية للصندوق فهي برئاسة رئيس مجس الوزراء وعضوية وزير التخطيط، ووزيري المالية والاستثمار وسبعة أعضاء من ذوي الخبرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مراجعة حسابات الصندوق تتم من قبل مراقبي حسابات أحدهما الجهاز المركزي للمحاسبات والآخر من المراقبين المقيدين لدى البنك المركزي أو الهيئة العام للرقابة المالية.
فضلاً عن أن قانون إنشاء الصندوق قد أوجب إرسال نسخة من القوائم المالية السنوية للصندوق إلى السيد رئيس مجلس النواب خلال ثلاثة أشهر من انتهاء السنة المالية.
وأكدت المادة ٦ مكرر من قانون إنشاء الصندوق على عدم الإخلال بحق التقاضي لأياً من أصحاب الحقوق الشخصية أو العينية على الأموال محل القرار.
وكذلك منحت الحق للجهة المالكة للأصل في أن تطعن على القرار، وكذلك الجهة المنقول إليها يجوز لها الطعن على القرار.
وهذا يُعد تأكيداً للقواعد العامة المقررة قانوناً بشأن الصفة والمصلحة في إقامة الدعوى.