وزيرة البيئة: 20 مليار دولار نصيب الدول الأفريقية للحفاظ على التنوع البيولوجي

تمهيدا لقمة المناخ القادمة COP28

وزيرة البيئة: 20 مليار دولار نصيب الدول الأفريقية للحفاظ على التنوع البيولوجي
عصام عميرة

عصام عميرة

1:58 م, السبت, 19 أغسطس 23

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى عدد من الفعاليات ، باجتماعات الشق الوزراي بأعمال الدورة الـ19 للمؤتمر الوزاري الإفريقي المعني بالبيئة (AMCEN)، على مدار يومي 17 و18 أغسطس الجاري، والتى أقيمت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت شعار “اغتنام الفرص وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات البيئية في إفريقيا”.

وشاركت وزيرة البيئة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، كما شاركت في الجلسة الوزارية الخاصة “بالإستثمار الاخضر” لمناقشة كيفية تسريع الإستثمارات في مجالات التكنولوجيا وتنمية القدرات في افريقيا ، والمشاركة كمتحدث رئيسي فى جلسة “تمويل المناخ وتمويل التنوع البيولوجي”، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات الثنائية لبحث القضايا والتحديات التى تواجه القارة وتعزيز التعاون المشترك مع شركاء التنمية، حيث قامت وزيرة البيئة بما يلى:

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد فى الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، بجانب فيتصم أسفا وزيرة التخطيط والتنمية الإثيوبية، وأليون ندواى وزير البيئة والتنمية المستدامة السنغالى وسايمون ستيل الأمين التنفيذى لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر رئيس مؤتمر المناخ cop28 بدولة الإمارات العربية، ولفيف من مسئولى البيئة من مختلف البلدان الأفريقية والمنظمات الدولية، وخبراء وناشطون بيئيون، وأصحاب المصلحة.

ناقشت خلال الجلسة موضوعات تغير المناخ والتنوع البيولوجى والتصحر التى تعد أساس مفهوم التنمية المستدامة، لافتةً إلى أن مصر كانت حريصة على تخصيص يوماً خلال مؤتمر المناخ COP27 للتنوع البيولوجي، وإطلاق مبادرة التنوع البيولوجي (ENACT- تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة من أجل التحول المناخي) التي تربط بين التخفيف والتكيف واستعادة النظم البيئية، مشيرا إلى أن يوم التنوع البيولوجي الذي أقيم خلال فعاليات مؤتمر COP27 ركز على ثلاثة محاور رئيسية من خلال دراسة الوضع الحالي للتنوع البيولوجي وعلاقته بالمناخ، وأمثلة الحلول الناجحة التي تفيد الطبيعة والمناخ ، ومناقشة رؤية توسيع نطاق العمل العاجل للمناخ والطبيعة، والتأكيد على أهمية حماية واستعادة التنوع البيولوجي الذي يتأثر بشدة بتغير المناخ، والاستفادة من كافة الإمكانيات لتحقيق أهداف التخفيف والتكيف.

وأكدت وزيرة البيئة على أهمية إتباع نهج متكامل للنهوض بقضايا تغير المناخ والتصحر و التنوع البيولوجي واستعادته من خلال ضمان التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث ، لافتة أنه تم التأكيد على هذا النهج على المستوى الدولى العالمي خلال مؤتمر الأطراف الرابع عشر لإتفاقية التنوع البيولوجي، ومؤتمر الأطراف السابع والعشرين لإتفاقية مؤتمر المناخ ، وعلى المستوى الإقليمي خلال المنتدى البيئي العربي الأول (الذي نظمته وزارة البيئة المصرية وجامعة الدول العربية والإسكوا وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة). المشاركة فى الجلسة الوزارية الخاصة بالاستثمار الأخضر “

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، في الجلسة الوزارية الخاصة “بالإستثمار الاخضر”، والتى عقدت لمناقشة كيفية تسريع الإستثمارات في مجالات التكنولوجيا وتنمية القدرات في افريقيا ، استعرضت الوزيرة خلالها تجربة مصر فى تخضير مشروعات الموازنة العامة للدولة ،موضحة أن مصر تسعى للانتقال للإقتصاد الأخضر و الوصول بحلول عام 2030 إلى أن تكون 100% من مشروعات الدولة خضراء وأيضا وضع أول معايير لدمج البعد البيئي في الخطط والمشروعات الوطنية، وأيضا تم عرض تجرية مصر فى مشروعات الإستثمار في مجال البيئة ومنها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ، والمخلفات ، والسياحة البيئية و الاقتصاد الحيوي.

وتطرقت وزيرة البيئة إلى الحديث حول جهود الحكومة المصرية لتشجيع الاستثمار البيئي والمناخي، ومنها إنشاء وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بوزارة البيئة، والتى تهدف إلى فتح أسواق للاستثمار الاخضر مما يعزز من زيادة الإستثمارات البيئية والمناخية ويحفز الإستثمارات الخاصة فى مجال الاقتصاد الأخضر والمرونه المناخية، وتسعى الوحدة الى تحقيق نمو اقتصادي منخفض الكربون، والعمل على إيجاد حلول غير تقليدية ومبتكرة، لتشجيع القطاع الخاص ورواد الأعمال والشركات الناشئة على الدخول في مجال الاستثمار البيئي والمناخي، والتشبيك مع القطاع البنكي والمؤسسات المانحة والتمويلية لخلق فرص حقيقية لتنفيذ مشروعات خضراء.

بالاضافة الى عرض جهود مصر فى النهوض بالسياحة البيئية، والحملات الوطنية للترويج للمحميات الطبيعية والسياحة البيئية في مصر تحت عنوان ايكو ايجيبت “ECO EGYPT”، والحملة الترويجية لمحميات جنوب سيناء تحت شعار ” ECO South Sinai”، وغيرها من الحملات ، وأيضا عرض تجربة مصر فى مجال الاستثمار فى مجال المخلفات ووضع كافة حوافز قانون الاستثمار من أجل ضخ المزيد من الاستثمارات فى مجال المخلفات كأساس لمواجهة التغييرات المناخية ، حيث تقدم الحكومة المصرية حزمة من الحوافز والضمانات لتشجيع القطاع الخاص في مصر للاستثمار في إدارة المخلفات، و إيجاد الفرص الواعدة للاستثمار في تدوير المخلفات الزراعية، والتي كانت مدخلا للسيطرة مؤخرا على السحابة السوداء بإتاحة الفرصة للمزارعين للإستثمار في كبس وتدوير قش الأرز.

تمويل المناخ وتمويل التنوع البيولوجي

المشاركة كمتحدث رئيس فى جلسة ” تمويل المناخ وتمويل التنوع البيولوجي” بحضور وزراء البيئة من دول كينيا، وجنوب إفريقيا، والسنغال، وأنجولا ، مشيرة خلال حديثها إلى أهمية الحدث القادم فى ضمان تعبئة تمويل 20 مليار دولار لصندوق التنوع البيولوجي وليس فقط التركيز على الحصول على 100 مليار دولار الخاصة بتمويل المناخ، مشيرة إلى قيام مؤتمر المناخ COP27 بفتح المجال أمام الربط بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ، حيث أصدر مؤتمر التنوع البيولوجي cop15 قرار بإنشاء صندوق التنوع البيولوجي ، مطالبة المجلس الوزاري بضرورة صياغة استراتيجية إقليمية لربط التنوع البيولوجي وتغير المناخ ووضع احتياجات أفريقيا بصورة واضحة، واستغلال المبادرة الإفريقية للتكيف لدمج موضوعات التنوع البيولوجي ، وعلى القارة الأفريقية تقديم إحتياجاتها، وبحث كيفية دمج القطاع الخاص فى السياحة البيئية للمحافظة على التنوع البيولوجي.

وأكدت أن خلق آليات سوق غير مالية ضرورة تساهم فى الحفاظ على التنوع البيولوجي مثل الحوافز والضرائب لضمان الحفاظ على الموارد الطبيعية.كما استعرضت وزيرة البيئة تجربة الدولة المصرية فى آلية خلق صندوق الطبيعة من خلال التعاون بين وزارة البيئة وإحدى البنوك الوطنية، والذى يساهم فى خفض تكلفة القروض على القطاع الخاص الذي يشارك فى السياحة البيئية وبالتالى زيادة التمويل المحلي للتنوع البيولوجي.

لقد تولت مصر مهمة قيادة العالم للربط بين المناخ والتنوع البيولوجي من خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 بتضمين يوم كامل للتنوع البيولوجي لأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ، وأيضا بقيادة مشتركة مع كندا لمفاوضات الإطار العالمي للتنوع البيولوجي في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15، ولقد شهد cop27 حضورًا ومشاركة دولية واسعة تعد الأكبر في تاريخها لكوكبة من رؤساء الدول والحكومات وصناع القرار والخبراء من 190 دولة حول العالم، ومصر على استعداد دائم لتقديم الدعم اللازم من خبرات ودعم فني على مختلف المستويات واستكمال العمل في عدد من المحاور ومنها صياغة هدف عالمي للتكيف، واستكمال العمل على المبادرات التي تم اطلاقها خلال المؤتمر، والتى سيتم العمل عليها حتى مؤتمر المناخ cop28 بدولة الامارات ، والتى بلغت ١١ مبادرة ومنها مبادرة “fast” للأمن الغذائي، ومبادرة الطاقة ،ومبادرة الحلول القائمة على الطبيعة ENACT ، ومبادرة المخلفات 50 بحلول 2050 لأفريقيا، والنجاح فى الحصول على حوالى 1.5 مليار دولار سنويا من ألمانيا بالإضافة إلى حوالى 25 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية لمبادرة الحلول من الطبيعة وصندوق الدول الجذرية والمبادرة الافريقية للتكيف، كما قامت مصر بتنفيذ حزمة مشروعات فى مجالات الطاقة والمياه والغذاء “نوفى” والذى حاز على ما يقرب من 15 مليار دولار اتفاقيات حول هذا البرنامج.

شركاء التنمية البيئية

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، عدد من اللقاءات الثنائية مع الجهات المعنية وشركاء التنمية حيث التقت ونظيرتها الكينية، سويبان تويا ، سكرتير مجلس الوزراء ، ووزيرة البيئة وتغير المناخ والغابات بجمهورية كينيا، تم خلال اللقاء التنسيق لقمة المناخ الأفريقية والمزمع عقدها بدولة كينيا خلال الفترة من ٤ – ٦ سبتمبر من العام الحالى بمشاركة عدد من رؤؤساء ووزراء دول العالم ، حيث تم مناقشة المحاور والتوصيات التى ستتناولها القمة ، للخروج برؤية أفريقية موحدة للقارة الإفريقية، وأيضاً التأكيد على ضرورة أن يعكس الإعلام مخرجات مؤتمر المناخ cop27، والتى كانت معظمها تخص الدول الأفريقية وخاصة فيما يتعلق بموضوعات الخسائر والاضرار والهدف العالمى للتكيف.

كما عقدت وزيرة البيئة اجتماع ثنائى مع الدكتور سلطان بن أحمد الجابر الرئيس المعين لمؤتمر المناخ COP28 بدولة الإمارات العربية الشقيقة، وذلك فى إطار التنسيق المتواصل مع الجانب الإماراتي استعدادًا لاستضافة دولة الإمارات قمة المناخ القادمة COP28، حيث تم بحث التنسيق الكامل مع الجانب الإماراتى فى نقل التجربة المصرية كاملة فى استضافة مؤتمر الأطراف COP27 في شرم الشيخ، . كما تم ايضا بحث البناء على النجاح المحقق خلال مؤتمر المناخ COP27 برئاسة مصر سواء على المستوى الفني ودعم قضايا المناخ، أوعلى مستوى تحقيق الزخم ورفع الوعي والمشاركة المجتمعية في مواجهة آثار تغير المناخ، واستكمال العمل في عدد من المحاور، إضافة لاستكمال العمل على المبادرات التي تم إطلاقها خلال رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27، أو إطلاق مبادرات جديدة يمكن أن تساهم فى دعم قضايا المناخ.