أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أهمية استضافة مصر لمؤتمر المناخcop27 إذ أنه يعد فرصة هامة لمصر والدول الأفريقية للحصول على التمويل اللازم لتنفيذ حزمة من مشروعات التكيف والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى الجلسة التى عقدتها لجنه البيئة والطاقة بمجلس النواب، برئاسة النائب حسام عوض الله لمناقشة ملف “تغير المناخ” وأثره على العالم واستعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ cop27 والتى قدمت خلالها شرحاً مبسطاً حول الأسباب المؤدية للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري والتى تنتج عن النشاط البشري، مما تسبب فى زيادة حرارة الأرض وأدى إلى ذوبان الجليد وتسبب فى نوبات غير معتادة من الطقس والأمطار والسيول والفيضانات، وهو ما دفع العالم لعمل اتفاق باريس عام ٢٠١٥ والذي تم الاتفاق خلاله على آلا تزيد درجة حرارة الأرض عن ١.٥ درجة مئوية .
وأشارت وزيرة البيئة خلال لقائها بالنواب إلى التداعيات السلبية للتغيرات والمناخية على القطاعات المختلفة كالقطاع الزراعى وتأثيراته على العديد من المحاصيل الزراعية والأمن الغذائى، كما تسبب فى غرق العديد من القرى على مستوى العالم وله تأثيرات جمة أيضاً على الصحة، بالإضافة إلى تأثيراته على السياحة حيث تؤدي التغيرات المناخية إلى التأثير على الشعاب المرجانية، مشيرةً إلى أن البحر الأحمر آخر الأماكن المتأثرة بالتغيرات المناخية وفقاً للدراسات العالمية التي تم تنفيذها في هذا المجال.
وأضافت الوزيرة أن نسبة انبعاثات القارة الأفريقية من الانبعاثات العالمية تصل إلى حوالى 4%، كما تمثل انبعاثات مصر حوالى 0.6% من الانبعاثات العالمية وهو ما يكافئ حوالى 325 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون وهى نسبة ضئيلة جدا بالمقارنة بالإنبعاثات العالمية وعلى الرغم من عدم تسبب مصر للتغيرات المناخية إلا أنها من أكثر الدول تأثراً بها .
وأكدت اهتمام القيادة المصرية ممثلة فى رئيس الجمهورية بالملف البيئى ووضعه على رأس أولويات الدولة نظراً لتداخله مع جميع القطاعات الأخرى، وقد أتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات لمواجهة التغيرات المناخية.
كنا تم إعادة هيكلة المجلس الوطنى للتغيرات المناخية وترأسه رئيس مجلس الوزراء ، كما تم تنفيذ الخريطة التفاعلية لتحديد الأماكن المتعرضة لتأثيرات التغيرات المناخية ، كما تم إعداد الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية وجار إطلاقها الأسبوع القادم، وجار إعداد استراتيجية للتكيف، كما تم إصدار معايير الاستدامة البيئية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الأقتصادية، كما وضعت البنوك شرطاً لتمويل المشروعات بحيث لن يتم تمويل أي مشروع لا يراعي الابعاد البيئية.
وأضافت وزيرة البيئة أن مصر نفذت خلال الـ 7سنوات الماضية حوالي 30 مشروع قومى للتصدى للتغيرات المناخية كمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات النقل المستدام كالمترو والمونوريل ومشروعات تبطين الترع وحماية الشواطئ ووحدات البيوجاز وتحلية مياه البحر والمبادرة الرئاسية لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى التى تعد مبادرة مصرية خالصة تم تمويلها دون الإعتماد على تمويل خارجي، حيث تعد هذه المشروعات قصص ناجح سيتم عرضها خلال مؤتمر المناخ القادم.
مؤتمر المناخ
وأشارت ياسمين فؤاد إلى أنه تم تشكيل لجنه عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء لمتابعة الإستعدادات الخاصة بالمؤتمر وكل الجهات الحكومية تعمل على التحضير للمؤتمر وذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنه من هذا المؤتمر، كما انه جار تجهيز حزم مشروعات للحصول على التمويل اللازم لها وعلى المستوى العربى جار إعداد الاستراتيجية الخاصة بتمويل المناخ بالدول العربية، موضحةً أن مصر تسعى لأن تكون لاعب قوى فى قلب العمليات التفاوضية وما يتم تحديده من إلتزامات دولية.
واوضحت وزيرة البيئة انه سيتم إطلاق الحوار الوطنى للتغيرات المناخية أول مارس القادم وهو عبارة عن حملات توعوية على مستوى 27 محافظة لتوعية جميع الفئات بقضية التغيرات المناخية ، كما سيتم تنفيذ دورات تدريبية لطلاب الجامعات تحت مسمى رواد المناخ للتوعية بالتغيرات المناخية .
وتطرقت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الجلسة إلى العديد من الموضوعات البيئية الأخرى كخطط الإصحاح البيئى للمنشأت الصناعية والتى أشارت إلى انه يتم مساعدة المصانع على تنفيذ خطط الإصحاح من خلال مشروع التحكم فى التلوث الصناعى الذى يقدم قروضاً ميسرة للمصانع بفائدة 3% وبعد تنفيذ التكنولوجيات الخاصة بالمصانع يتم إعطاء المنشأة نسبة 22%من القرض يصبح منحة من المشروع وذلك تسهيلاً على المصانع لتحقيق التوافق البيئى.
كما أشارت فؤاد خلال الجلسة إلى أن مصانع مدينة الـ 6 من اكتوبر والمدن الصناعية المختلفة شهدت تحسن كبير فى اوضاعها وهناك عدد كبير قام بتنفيذ محطات للصرف الصناعى المعالج .
وتناولت وزيرة البيئة خلال الجلسة موضوع السياحة البيئية واستراتيجية السياحة الخضراء التى سيتم إطلاقها بالتعاون مع وزير السياحة والآثار ، موضحة أنه تم إعطاء العلامة الخضراء لـ 13 مركز غوص بمدينة شرم الشيخ وجار إعطاء الفنادق أيضاً العلامة الخضراء .