أكد وزير الطاقة السعودى عبد العزيز بن سلمان خلال الجلسة الوزارية لمؤتمر تقنيات البترول بالسعودية أن العالم لا يستطيع إنتاج جميع الطاقة التى يحتاجها من الطاقات الجديدة وحدها وأنه لابد من التوازن فى سوق الطاقة وأن هذا ما يقوم به تحالف أوبك + الذى يضم 23 وزيراً يؤمنون بشدة أن التحالف استطاع تحقيق الأفضل لنا ولاقتصادياتنا ولشعوبنا وللصناعة بأكملها.
وقال بن سلمان إن التحالف مطلوب منه زيادة الإمدادات وفى نفس الوقت يواجه دعوات ضد الاستثمار فى إنتاج البترول والغاز وهى الرؤية التي تحتاج لإعادة النظر لما لها من تأثير عالمى.
وأضاف أن بلاده ستستمر بالاستثمار فى الطاقة النظيفة ومشروعات الاستدامة، فى ذات الوقت الذى تتوسع فيه فى الإنتاج من الثروة البترولية، داعيا دول العالم لتطوير التقنيات اللازمة بالتعاون والتكاتف للحد من الانبعاثات وغازات الاحتباس الحرارى فى كل القطاعات لأن ذلك هو التكامل نحو مواجهة التغيرات المناخية.
وأوضح أن إرادة الحل الشامل يحتاج إلى تضامن من الجميع، كما طرح رؤية المملكة في العمل على 3 ركائز للطاقة، تتمثل في ضمان أمن الطاقة، والاستمرار في تطوير الاقتصاد، ومواجهة التغير المناخي.
وقال إنها ملتزمة بخطة للوصول إلى الحياد الصفرى لانبعاثات الكربون بحلول عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائرى للكربون، وبما يتوافق مع خطط البلاد التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادى، إضافة لتمكين الشباب.
وعلى صعيد آخر أكد المهندس سهيل المزروعى وزير الطاقة والبنية التحتية بالإمارات أن تحالف أوبك + قدم المساعدة للجميع وأن الامارات تفخر بكونها جزءاً منه، وقال “أوبك +” تنظر للعرض والطلب وهناك خطة للحفاظ عليه فأوبك + ليس لها علاقة بأى شىء خارج هذا الإطار وارتفاع الأسعار الذى نراه حالياً يعلم الجميع أسبابه.
وأضاف “خطتنا ناجحة وليست هناك مشكلة فى الإمدادات ولكن هناك عوامل أخرى خارج سيطرتنا تؤثر على الأسواق”.
وفيما يتصل بتحول الطاقة أوضح الوزير الإماراتي أنه فى عام 2016 ووضعت الإمارات استراتيجية لعام 2050 حيث كان الاعتقاد أن التحول للطاقة النظيفة سيكون مكلفاً جداً ولكن اتضح انه أمر جيد وقد وفر لنا 191 مليار دولار وذلك فقط بالتحول بنسبة 50% إلى الطاقة النظيفة سواء طاقة نووية او شمسية، مما دعانا الى التفكير بشكل إيجابى حول التحول الطاقى لموارد طاقة أنظف.
وتابع أن لدينا مشروعات فى حوالى 40 دولة، ميفا أن الامارات ليست فقط دولة منتجة للبترول بل دولة منتجة للطاقة الجديدة والمتجددة النظيفة وأنها تؤمن أن الهيدروجين سيكون له سوق جاذب وتستهدف أن تكون لاعباً مهماً فيه بنسبة تصل إلى 25% من هذا السوق.
أوضح أن البداية ستكون بالهيدروجين الأزرق وسيتبعه الهيدروجين الأخضر، حيث تم إنشاء أول مصنع للهيدروجين الأخضر ونقوم حالياً بدراسة استخداماته ومنها كوقود للنفاثات ووسائل النقل البحرى فى المستقبل.
وأكد ضرورة العمل ايضاً على مواصلة الاستثمار فى الوقود الاحفورى وانتاج وقود منخفض الانبعاثات الكربونية من دول الخليج.
من جانبه أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف الفارس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط والكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالكويت أن اتفاق التعاون المشترك بين أوبك واوبك + أثبت خلال العامين الماضيين أنه الأسلوب الأمثل لتحقيق التوافق فى ظل ماتمر به صناعة البترول.
وأشار إلى أن الآليات التي تم وضعها فى اتفاقات أوبك وأوبك + أوضحت للعالم مدى نجاحها وأنها حساسة جداً لرد فعل الأسواق، حيث نضمن وجود آلية تحدد بوضوح كيفية التعامل مع الاسواق شهريا.
وأضاف نسعى لضمان استدامة تحقيق التوازن بين العرض والطلب و توفير ما يحتاجه الاقتصاد واحترام اتفاق أوبك وأوبك +.
وفيما يتصل بالتحول الطاقى أكد الفارس أن استراتيجية الكويت تتوافق مع المنطقة في التركيز على خفض انبعاثات الكربون وتطبيق تقنيات التقاط الكربون وتحقيق أقل انبعاثات كربونية، حيث تهدف للانتقال بسلاسة من الهيدروكربونات فى عام 2035، وأن الخطة ستتيح باستخدام عدة طرق لالتقاط الكربون واستخدام الهيدروجين الأزرق والأخضر.
وأشار إلى وجود العديد من المشروعات التجريبية لدى الكويت، كما تتبنى الكويت استراتيجية اعادة تدوير الهيدروكربون وتعمل على تطويرها.
وأعرب عن أمله في أن تحقق قمتى المناخ المقبلتين في مصر والامارات نجاحاً في تطوير استراتيجية إعادة تدوير الهيدروكربون، كما شدد على أن تطوير التكنولوجيات المناسبة هو أحد العوامل الأساسية لتحقيق تحول الطاقة بنجاح.
وطالب بتوجيه الاهتمام للاستثمار في التكنولوجيا سواء في صناعة البترول والغاز أو الطاقة المتجددة سعياً للنجاح.
ومن جانب آخر أكد وزير النفط العراقى إحسان عبد الجبار أنه من أجل مصلحة أسواق الطاقة بأكملها، يجب أن تظل أوبك+ ملتزمة بالاتفاق الحالى المستمر والمستدام وأن استراتيجية بلاده للتحول الطاقى لعام 2030 تعتمد على وقف العمل بكل محطات توليد الكهرباء التى تعمل بالوقود الهيدروكربونى وإضافة مصادر طاقة نظيفة ولقد عقد اتفاقيات مع عدة شركات بهذا الخصوص .
وأضاف أن العراق وصل إلى 40 مليون نسمة ونسبة نمو 1ر3% و5% نمواً سنوياً فى استهلاك الطاقة ، ولديه تعاون مع شركات مثل توتال وبى بى فى الطاقة الشمسية وهم من كبرى الشركات العالمية العاملة فى العراق.
قال إن التطور الذى يشهده العراق يعطى رسالة جيدة أنه يمكن أن يضيف شيئاً فى هذا المجال، وأن الرؤية المتوازنة التي يطرحها تحالف أوبك + تحقق أهداف التغير المناخى والأهداف التجارية والاقتصادية للدول .
وتابع أنه لصالح سوق الطاقة يتعين على أوبك+ أن تواصل الحفاظ على الاتفاقات الحالية وأن أى تغير دراماتيكى قد يضر بالأسواق فالاستمرار فى الحفاظ على استقرار الأسواق والحفاظ على مستوى العرض والطلب هو لصالح المستهلكين والمنتجين.
ومن جانبه أكد وزير النفط البحرينى على أهمية المؤتمر خاصة بعد توقف لمدة عامين حيث أن النسخة الأخيرة عقدت في عام 2020 وشهدت عقد اجتماع هام في تاريخ الدبلوماسية النفطية في بداية التحديات التي شهدتها الصناعة في الفترة التالية.
وأشار إلى أن البحرين تعد دولة صغيرة وتتعامل مع التغير المناخى بشكل مختلف حيث تتعاون مع صندوق التغير المناخى للطاقة النظيفة فى إطار اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى وأن الحكومة البحرينية مدركة تماماً لأهدافها وتهدف لتحقيق صفر انبعاثات وتوليد الكهرباء من الطاقات الجديدة والمتجددة.
وأكد أهمية تحقيق قيمة مضافة من ثانى اكسيد الكربون لتصبح مجدية اقتصادياً وأن التكنولوجيا الحديثة في مجال الهيدروجين ليست جاهزة حتى الآن وأن المنطقة غنية بالهيدروكربونات وتسمح بتكثيف نشاط استغلال الكربون فى استخراج البترول وبالتالى خفضط.