كشفت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، أنه في ضوء التطورات الاقتصادية الأخيرة من المقرر أن يجتمع المجلس القومي للأجور، غدًا الأحد؛ لبحث الحد الأدنى للأجور للقطاع الخاص.
وتحدثت عن تطور الاستثمارات بقطاع الطاقة المتجددة، وقيام الحكومة بإتاحة 7 مليارات جنيه من الاحتياطي بخطة التنمية للعام المالي الحالي؛ لتعزيز قدرات الشبكة الكهربائية وإضافة مشروعات الطاقة المتجددة على الشبكة.
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، فى مؤتمر بعنوان «الصناعة والاستثمار.. الحكومة والقطاع الخاص.. معًا نستطيع»، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأحمد كجوك، وزير المالية.
وفي كلمتها أوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن الحكومة المصرية تعمل وفق خطة واضحة ومحددة؛ من أجل ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي، ودعم قدرته على الصمود أمام المتغيرات العالمية، وتعزيز مرونة السياسات المالية، وتحسين بيئة الأعمال، وتوفير فرص العمل للشباب، وحماية الفئات الأكثر احتياجًا من خلال برامج اجتماعية شاملة ومستدامة.
وأضافت أن الحكومة تضع التنمية الصناعية والتنمية البشرية وريادة الأعمال على رأس الأولويات الوطنية، لذا فقد تم تشكيل مجموعات وزارية متخصصة، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو التركيز على القطاعات المشجِّعة للتصدير وتوطين الصناعة، والاهتمام بتنمية العنصر البشري، وفتح الآفاق للشركات الناشئة ورواد الأعمال بما يعزز الابتكار والاقتصاد القائم على المعرفة.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط إن استقرار الاقتصاد الكلي ضرورة، إلا أنه ليس كافيًا لتحقيق التنمية الاقتصادية، ولذلك تستمر الحكومة في تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية،
حيث تم، خلال العام الماضي، تنفيذ عدد كبير من الإجراءات التي تُسهم في تحسين بيئة الأعمال، وفتح الآفاق لمشاركة القطاع الخاص،
من بينها تطبيق نظام تراخيص الاستثمار إلكترونيًّا، وإصدار اللوائح الخاصة بشهادة منشأ الطاقة، وإصدار قانون تنظيم ملكية الدولة في الشركات المملوكة لها أو التي تساهم فيها، وغيرها من الإجراءات.
وتطرقت إلى قيام الحكومة بوضع سقف للاستثمارات العامة بقيمة تريليون جنيه، الدور الذي تقوم به وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لمتابعة التزام كل جهات الدولة بحجم الاستثمارات، من أجل إتاحة المزيد من الفرص للقطاع الخاص ليعود إلى قيادة عجلة التنمية والنمو المستدام،
كما قامت الحكومة بتفعيل قانون المالية العامة الموحد لتحديد سقف سنوي للدَّين العام، فضلًا عن وضع حد أقصى للاقتراض السنوي يتحدد في ضوء معايير الاستدامة المالية.
كما أشارت إلى نتائج تلك الجهود التي انعكست على زيادة حجم الاستثمارات للقطاع الخاص لتستحوذ على 63%، في الربع الأول من العام المالي الحالي، فضلًا عن تجاوز التمويلات الميسَّرة للقطاع الخاص تلك الموجَّهة للحكومة في عام 2024 لأول مرة.
وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى قيام الوزارة بالتنسيق الوثيق مع وزارتي الاستثمار والتجارة الخارجية، والصناعة، من أجل وضع إستراتيجية تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر (2025-2030)، والإستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية، وتعزيز التجارة بالتعاون مع مجموعة البنك الدولي.
وأضافت أن الإستراتيجيتين تضعان خريطة طريق واضحة ومحاور محددة من أجل تعزيز رؤية الدولة في مجال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوطين الصناعة اتساقًا مع “رؤية مصر 2030″، وبما يضمن استفادة الدولة بشكل فعال من الموارد والإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها الاقتصاد المصري،
موضحة أن ذلك مثال حي وفعال لمدى أهمية الربط بين ملفات التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وهي إحدى الخطوات الإصلاحية الهيكلية المهمة التي اتخذتها الدولة المصرية، في الفترة الأخيرة، من خلال دمج الوزارتين، لربط الخطط الاقتصادية بالتعاون مع المؤسسات الدولية، مما يسهم في تحسين المناخ الاستثماري وتعزيز الشراكات الدولية لدعم أجندة التنمية الوطنية.
وتطرقت إلى إطار عمل الوزارة الذي يركز على تعزيز النمو الاقتصادي، وزيادة الإنتاجية، ودفع النمو القائم على الاستثمار، وتنويع هيكل الاقتصاد المصري، ليتحول من القطاعات غير الإنتاجية إلى القطاعات الإنتاجية التي تسهم في زيادة التصدير، وتقوم على حشد استثمارات القطاع الخاص.
وبيّنت أن الوزارة تعمل، في الوقت الحالي، على إعداد تقرير النمو والتشغيل :السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية يتضمن خطة تنفيذية للمستهدفات الاقتصادية والإستراتيجيات الوطنية بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية.
وتحدثت المشاط عن المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، موضحة أن المجموعة أقرت، في اجتماعها الأخير برئاسة رئيس الوزراء، التعريف الموحد للشركات الناشئة،
بالإضافة إلى العديد من الحوافز والتيسيرات ومقترح لمبادرة تمويلية موحدة للقطاع، تستهدف أكثر من 5000 شركة، من بينها 500 شركة تجذب استثمارات بأكثر من مليون دولار، من أجل تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للشركات الناشئة.
وأشارت إلى التطور الإيجابي الذي شهده الاقتصاد المصري، في الربع الأول من العام المالي الحالي، ليسجل نموًّا بنسبة 3.5%، مع تعافي قطاعات حيوية وإنتاجية مثل الصناعات التحويلية غير البترولية، واستمرار نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، والنقل، والتخزين.
فبينما تزداد التحديات الإقليمية والدولية، فإن الاقتصاد المصري يسير بخطى ثابتة من خلال الإجراءات التي تنفذها الدولة للحفاظ على استقراره وتحقيق التقدم المنشود، مع توقع تحقيق معدل نمو بنهاية العام المالي بنسبة 4%،
وقد رأينا مؤخرًا العديد من المؤشرات الإيجابية؛ من بينها ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لمستوى 50 نقطة ليحقق أفضل أداء من 4 سنوات، بدعم من ارتفاع الإنتاج والمبيعات للقطاع الخاص غير النفطي.
ولفتت إلى أن أهم ما يميز النمو الاقتصادي؛ ليس الكم فحسب، ولكن نوع النمو، وتطور قطاعات حيوية مثل الصناعات التحويلية غير البترولية، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو التحول إلى القطاعات الإنتاجية التي تدفع معدلات التصدير.
من جانب آخر، تحدثت الدكتورة رانيا المشاط عن وضع الاقتصاد العالمي، موضحة أننا أصبحنا أمام مشهد عالمي تنتابه حالة من عدم اليقين، وأصبحت الجوانب المبهمة فيه أكبر بكثير من الجوانب الواضحة والمؤكَّدة.
وذكرت أنه مع الاتجاه نحو التوسع في السياسات التجارية الحمائية، فإنه من المتوقع – إذا تم إقرار تلك السياسات وتطبيقها – أن تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي بشكل عام، والدول النامية خصوصًا، كما تلقي بظلالها على سلاسل التوريد العالمية،
بالإضافة إلى تأثير تلك السياسات على النمو العالمي، موضحة أن الدول النامية والاقتصادات الناشئة ما زالت تُحاول شق طريقها نحو التنمية المستدامة، والتغلب على ما يواجهها من تحديات خاصة على مستوى تراكم الديون.
وأوضحت أن ما نشهده، اليوم، يضع على عاتق المجتمع الدولي مسئولية كبيرة للاستمرار والإسراع في إصلاح الهيكل المالي العالمي ليصبح أكثر كفاءة وإنصافًا، واستجابة لتحديات الدول النامية، وإتاحة تمثيل أكبر لتلك الدول في أكبر المؤسسات الدولية، فضلًا عن تسريع وتيرة إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، وزيادة التمويل الميسَّر، والتوسع في برامج مبادلة الديون من أجل التنمية، وتخفيف أعباء الديون، خاصة على الدول منخفضة الدخل.
وأضافت أن التشغيل في القطاع الخاص هو الأساس، مؤكدة أن النمو المستدام يتحقق بالقيمة المضافة وللقطاع الخاص دور كبير في تحقيق ذلك، وأن هناك توافقًا تامًّا بين الجميع على أهمية الاستثمار والصناعة والاستثمار في العنصر البشري، مشيرة إلى أهمية التمويل، لذلك يجب تعظيم الانفاق الاستثماري في القطاعات ذات الأولوية مثل قطاع الكهرباء لخدمة القطاع الخاص.
وأضافت أن الشراكات الدولية والتمويلات التنموية من المؤسسات الخارجية ليست موجهة للحكومة فحسب، ولكن يستفيد منها القطاع الخاص أيضًا، مؤكدة أن مصر تُعدّ منصة لجذب الاستثمارات والتمويلات التنموية من الخارج، وذلك لتوافر عنصر المصداقية، وفي ظل التحديات الحالية ستكون للتكتلات الإقليمية والتجارة البينية ما بين مصر والدول المجاورة لها خصوصية وأهمية كبيرة خلال الفترة المقبلة.