ورشة لصناعة آلة العود الموسيقية تصبح الأكبر بمصر وتصدر لـ 12 دولة

خطة لإنشاء مصنع كبير لصناعة العود

ورشة لصناعة آلة العود الموسيقية تصبح الأكبر بمصر وتصدر لـ 12 دولة
أيمن عزام

أيمن عزام

12:07 ص, الأحد, 17 يناير 21

 انهمك عشرات العمال في عدة ورش متجاورة بأحد ضواحي القاهرة تعد بمثابة أكبر ورشة لصناعة آلة العود الموسيقية ، ليتم تجميعها ودهانها ومن ثم بيعها للعازفين في مصر وخارجها.

    وتشكل هذه الورش مجتمعة أكبر ورشة لصناعة العود في مصر، تم أنشاؤها من قبل صانع العود المخضرم خالد عزوز، والذي يعتبرها مصنعا متكاملا لصناعة العود وبيعه للموسيقيين في البلاد فضلا عن تصديره إلى 12 دولة عربية وغربية.

صناعة آلة العود الموسيقية

    وأوضح عزوز لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مكتبه القريب من المصنع بحي المرج شمال شرق القاهرة، بالقرب من محافظة القليوبية، أنه ورث صناعة العود عن والده وجده.

    وأشار إلى أن الورش الأخرى في مصر أصغر حجما وتقوم فقط باستيراد أجزاء العود وتجميعها، “لكن مصنعي هو الوحيد الذي يصنع العود من الألف إلى الياء، بدءا من استيراد الخشب وعمل التصميمات وصناعة الأجزاء الخشبية وتجميعها ودهان العود وتفصيل الحقيبة الخاصة به”.

    ويخطط عزوز، الذي بدأ تعلم المهنة منذ نعومة أظافره، لإنشاء مصنع كبير لصناعة العود في نفس الحي خلال المستقبل القريب.

    وتصدر الورشة العود إلى عدد من الدول العربية منها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والأردن والسودان، بالإضافة إلى دول غربية مثل الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والسويد.

السعودية أكبر مستهلك للعود

    وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مستهلك للعود، حيث تستورد ما بين 700 و800 عود شهريا من صانعي العود في مصر، بينما تنتج مجموعة ورش أو مصنع عزوز من 600 إلى 700 عود شهريا.

   ويعمل لدى عزوز حوالي 50 عاملا، بينهم 10 سودانيين، حيث يقومون بأدوار مختلفة في صناعة العود، مثل التصميم الجرافيكي والنجارة والتجميع ولصق الصدف والدهان.

    ويشارك نجل عزوز وهو طالب في المدرسة الثانوية، والده في إدارة الورش كما أن بعض العمال من أقربائه، ويقول عزوز أنه يعتبر نفسه وجميع العاملين “أسرة واحدة”.

    وفي إحدى الورش كان الشاب المصري أحمد محمد البالغ من العمر 21 عاما يستخدم آلة معدنية لتنظيف الجزء الخلفي للعود الذين يطلقون عليه اسم “القصعة”، بينما كان زميله السوداني إبراهيم محمد عباس، 53 عاما، ينظف الجزء الأمامي لعود آخر بماكينة صنفرة مسطحة.

    وقال الشاب المصري، “أعمل هنا منذ أربع سنوات، وقد انتقلت إلى النجارة لتعلم شيئا جديدا بعد أن أتقنت الدهان، لأنني أحب هذه المهنة وأود أن أصبح صانعا متمرسا”.

    بينما أوضح عباس أنه انضم إلى ورش عزوز منذ ثلاثة أشهر فور وصوله من السودان، معربا عن سعادته بالمعاملة الجيدة التي يتلقاها من صاحب العمل ومن زملائه على حد سواء.

تجسيد الصداقة بين مصر والسودان

    وأضاف العامل السوداني، “أحب بيئة العمل هنا، فهذه الورشة تعد تجسيدا للصداقة والأخوة بين شعبي مصر والسودان”.

    ويستورد عزوز أنواعا مختلفة من الأخشاب من السودان والهند بينما يجلب معظم الأوتار من ألمانيا وفرنسا.

    كما يفخر بكونه الصانع الرسمي لآلات “بيت العود العربي”، وهي مدرسة فريدة لتعليم العزف على العود أسسها الموسيقار العراقي نصير شمة في القاهرة عام 1998 بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.

    وقال عزوز، “الجديد هو أنني بدأت في صنع أعواد صغيرة الحجم ستكون متاحة قريبا لأطفال بيت العود العربي بداية من سن السابعة”.

    ولدى بيت العود العربي فروعا في العراق والإمارات والسودان، ويجهز حاليا لفتح فروعا له في الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا، بالتعاون مع المؤسسات الثقافية في هذه الدول، بحسب إسلام طه، المشرف على بيت العود العربي في القاهرة.

    وأوضح طه أن عزوز هو المورد الرسمي لبيت العود العربي لأنه أكبر منتج للعود في المنطقة ويمكنه تزويد المدرسة بالعدد الكبير من الآلات التي تحتاجها وبالجودة والمواصفات المطلوبة.

    وأضاف المشرف على بيت العود العربي لـ ((شينخوا))، “يستورد عزوز أنواع جيدة من الأخشاب لصنع العود بجودة عالية، كما أنه متميز في خدمة ما بعد البيع ويقدم أيضا الصيانة المجانية للعود”.

يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.